٣٨

قوله { هنالك } ظرف زمان والعامل فيه دعا أي دعا زكريا ربه في ذلك الحين وقد تكون هنالك في موضع آخر ظرف مكان وهو أصلها وإنما اتسع فيها فوقعت للزمان بدلالة الحال والخطاب وربما احتملت الوجهين جميعا نحو قوله هنالك الولاية للّه ويدل على أن أصلها المكان أنك تقول اجلس هنالك تريد المكان ولا يجوز سر هنالك تريد الزمان والظرف

هنا واللام للتأكيد والكاف للخطاب لا موضع لها من الإعراب

قوله { ذرية } وزنها فعولة من ذرأ اللّه الخلق وكان أصلها على هذا ذروءة فأبدلوا من الهمزة ياء فاجتمع ياء وواو والأول ساكن فأدغموا الياء في الواو على ادغام الثاني في الأول استثقالا للواوات وكسرت الراء لتصح الياء الساكنة المدغمة وقيل ذرية فعيلة من الذر فكان أصل الذرية أن يكون اسما لصغار ولد الرجل ثم اتسع فيه فكان أصلها على هذا ذريرة ثم أبدلوا من الراء الأخيرة ياء وأدغمت الأولى فيها وذلك لاجتماع الراءات كما قالوا تظنيت في تظننت لاجتماع النونات وقيل وزن ذرية فعولة من ذروت فأصلها على هذا ذرورة ثم فعل بها مثل الوجه المتقدم الذي قبل هذا وكسرت الراء المشددة لتصح الياء الساكنة

﴿ ٣٨