٢

قوله { يبتغون } في موضع نصب لآمين

قوله { أن صدوكم } من كسر أن معناه إن وقع صد لكم فلا يكسبنكم بعض من صدكم أن تعتدوا فالصد منتظر ودل على ذلك أن في حرف ابن مسعود إن يصدوكم فالمعنى إن وقع صد مثل الذي فعل بكم أولا فلا تعتدوا ومثله عند سيبويه قول الشاعر

 أتغضب إن أذنا قتيبة حزتا

 وذلك شيء قد كان وقع وإنما معناه إن وقع مثل ذلك أتغضب وجواب الشرط ما قبله ومن قرأ بالفتح فإن في موضع نصب مفعول من أجله وعليه أتى التفسير لأن الصد قد كان وقع قبل نزول الآية لأن الآية نزلت عام الفتح سنة ثمان وصد المشركون المسلمين عن البيت الحرام عام الحديبية سنة ست فالفتح بابه وعليه يدل التفسير والتاريخ لأن الكسر يدل على أمر لم يقع والفتح يدل على أمر قد وقع وكان وانقضى ونظير ذلك لو قال رجل لامرأته وقد دخلت داره أنت طالق إن دخلت الدار فكسر إن لم تطلق عليه بدخولها الأول لأنه أمر ينتظر ولو فتح لطلقت عليه لأنه أمر قد كان و فتح إن إنما هو علمه لما كان ووقع وكسرها إنما يدل على أمر ينتظر قد يكون أو لا يكون الوجهان حسنان على معنيهما

قوله { أن تعتدوا } أن في موضع نصب بيجر منكم وشنآن مصدر وهو الفاعل ليجرمنكم والنهي واقع في اللفظ على الشنآن ويعني به المخاطبون كما تقول لا أرينك هاهنا فالنهي في اللفظ عن المتكلم والمراد به المخاطب ومثله فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون

ومثله لا يجرمنكم شقاقي ومن اسكن الشنآن جعلها اسما

﴿ ٢