٥٦

قوله { إن رحمة اللّه قريب } ذكر قريبا لأن الرحمة والرحم سواء فحمله على المعنى وقال الفراء إنما أتى قريب بغير هاء ليفرق بين قريب من النسب وبينه من القرب وقال أبو عبيدة ذكر قريبا على تذكير المكان أي مكانا قريبا وقال الأخفش الرحمة هنا المطر فذكر على المعنى وقيل إنما ذكر على النسب أي ذات قرب

قوله { نشرا } من فتح النون جعله مصدرا في موضع الحال ومن ضم النون والشين جعله جمع نشور الذي يراد به فاعل كطهور بمعنى

طاهر كأن الريح ناشرة للأرض أي محيية لها إذ تأتي بالمطر ويجوز أن يكون جمع نشور بمعنى مفعول كركوب وحلوب كأن اللّه أحياها لتأتي بالمطر وقيل هو جمع ناشر كقاتل وقتل وكذلك القول في قراءة من ضم النون وأسكن الشين تخفيفا وقد قيل إن من فتح النون وأسكن الشين إنه مصدر بمنزلة كتاب اللّه أعمل فيه معنى الكلام فأما من قرأ بالباء مضمومة فهو جمع بشير على بشر ثم أسكن الشين تخفيفا جمع فعيلا على فعل ونصبه على الحال أيضا

﴿ ٥٦