بسم اللّه الرحمن الرحيم

سورة مريم عليها السلام

٢

قوله تعالى { ذكر رحمة ربك } قال الفراء هو مرفوع بكهيعص وأنكر ذلك عليه الزجاج وقال الأخفش هو مبتدأ محذوف الخبر تقديره فيما يقص عليك ذكر رحمة ربك وقيل تقديره هذا الذي يتلى ذكر رحمة ربك وتقدير الكلام ذكر ربك عبده زكريا برحمة

٣

قوله { إذ نادى ربه } العامل في إذ هو ذكر

٤

قوله { شيبا } نصب على التفسير وقيل هو مصدر شاب شيبا

٦

قوله { يرثني ويرث } من جزمه جعله جوابا للطلب لأنه كالأمر في الحكم ومن رفعه جعله نعتا للولي أو على القطع تقديره اذا جعلته نعتا فهب لي من لدنك وليا وارثا علمي ونبوتي

٨

قوله { من الكبر عتيا } نصب ببلغت وتقديره سنا عتيا وأصله عتوا وهو مصدر عتا يعتو فأبدلوا من الواو ياء ومن الضمة التي قبلها كسرة لتصح الياء ولأن ذلك أخف ولتتفق رءوس الاي وقد قرىء بكسر العين لاتباع الكسر الكسر

٩

قوله { قال كذلك } الكاف في موضع رفع أي قال الأمر كذلك فهي خبر ابتداء محذوف

١٠

قوله { سويا } نصب على الحال من المضمر في تكلم أو نعت لثلاث ليال وكذلك بشرا

١٢

قوله { وآتيناه الحكم صبيا } صبيا نصب على الحال

١٣

قوله { وحنانا } عطف على الحكم

٢٢

قوله { مكانا قصيا } ظرف وقيل هو مفعول به على تقدير فقصدت به مكانا قصيا

٢٤

قوله { فناداها من تحتها } من كسر الميم في من كان الضمير في فناداها ضمير عيسى عليه السلام أي فناداها عيسى من تحتها أي من تحت ثيابها ويجوز أن يكون الضمير لجبريل عليه السلام ويكون التقدير فناداها جبريل من دونها أي من أسفل من موضعها كما تقول دارى تحت دارك أي أسفل من دارك وبلدي تحت بلدك أي أسفل منه وكما قال في الجنة تجري من تحتها الأنهار أي من أسفل منها فتحت يراد بها الجهة المحاذية للشىء فيكون جبريل عليه السلام كلمها من الجهة المحاذية لها لا من أسفل منها واذا كان الضمير لعيسى عليه السلام كان تحت بمعنى أسفل لأن موضع ولادة عيسى عليه السلام أسفل منها ويدل على أن ٤ تحت تقع بمعنى الجهة المحاذية للشىء

قوله { قد جعل ربك تحتك سريا } أي في الموضع المحاذي لك لا أنه أسفلها فأما فتح الميم من من فانه جعل من هو الفاعل وليس في فناداها ضمير فاعل ومن في هذه القراءة هو عيسى عليه السلام لأنه هو الذي أسفل منها فوقعت من للخصوص في هذا وأصلها أن تكون للعموم وقد قيل أيضا ان من لجبريل عليه السلام كالأول

٢٥

قوله { تساقط عليك رطبا } نصب رطبا على البيان وقيل هو مفعول لهزي وهذا انما يكون على قراءة من قرأ بالتاء والتخفيف أو التشديد أو بفتح التاء والتشديد وفي تساقط ضمير النخلة ويجوز أن يكون ضمير الجذع هذا على قراءة من قرأ بالتاء كما قالوا ذهبت بعض أصابعه فأما من قرأه بالياء فلا يكون في يساقط الا ضمير الجذع فأما من قرأ بضم التاء والتخفيف وكسر القاف فرطب مفعول تساقط وقيل هو حال والمفعول مضمر تقديره تساقط ثمرها عليك رطبا جنيا نعت والنخلة تدل على الثمر فحسن حذفه والباء في بجذع زائدة

٢٦

قوله { وقري عينا } نصب على التفسير

قوله { فأما ترين } وزنه في الأصل تفعلين كتضربين وأصل لفظه ترأيين فألقيت حركة الهمزة على الراء كما يفعل في ترى ثم أبدل من الياء المكسورة التي هي لام الفعل الفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ثم حذف الألف لسكونها وسكون ياء التأنيث بعدها فبقى ترين فدخلت النون المشددة للتأكيد فحذفت نون الاعراب للبناء وكسرت الياء لسكونها وسكون

أول النون المشددة ولم تحذف الياء اذ ليس قبلها كسرة تدل عليها ولأنه قد حذف لام الفعل قبلها فصارت ترين كما هي في التلاوة فافهم ذلك

٢٨

قوله { أمك بغيا } أصل بغيا بغوي فهو فعول لكن أدغمت الواو في الياء وكسرت الغين لمجاورتها الياءين ولتصح الياء الساكنة وفعول هنا بمعنى فاعلة ولذلك أتى بغير هاء وهو صفة للمؤنث كما يأتي فعول بغير هاء للمؤنث اذا كان بمعنى مفعول ك

قوله تعالى { فمنها ركوبهم } وليس بغيا في الأصل على وزن فعيل ولو كان فعيلا للزمته الهاء للمؤنث لأن فعيلا اذا كان للمؤنث بمعنى فاعل لزمته الهاء كقولهم‏‏‏ امرأة رحيمة وعليمة بمعنى راحمة وعالمة فلما أتى بغي بغير هاء علم أنه فعول وليس بفعيل

قوله { يا أخت هارون } التاء في أخت ليست بأصل لكنها بمنزلة الأصل لأنها زيدت للالحاق لأن أصل الاسم أخوة على فعلة فحذفت الواو وضمت الهمزة لتدل على الواو المحذوفة كما كسرت الباء

في بنت لتدل على الياء المحذوفة وأصل بنت بنية فبقى الإسم على حرفين الهمزة والخاء فزيدت التاء وألحق ببناء فعل والتصغير والجمع يدلان على ما قلنا لأنك تردها إلى أصلها في التصغير والجمع فتقول أخية وأخوات وحذف الواو فيها على غير قياس وقيل لكثرة الإستعمال و كان القياس أن تقول في الواحدة أخاة تقلب الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وكذلك التاء في بنت زيدت لتلحق الإسم ببناء جذع لأن الياء منها حذفت على غير قياس إلا أن بنتا لا ترد الياء فيها في الجمع وترد في التصغير تقول في التصغير بنية كما تقول في أخت أخيه وتقول في الجمع بنات ولا تقول بنيات كما تقول أخوات قوله من كان في المهد صبيا صبيا نصب على الحال وكان زائدة والعامل في الحال الأستقرار وقيل كان كان هنا بمعنى وقع وحدث وفيها اسمها مضمر و صبيا حال أيضا والعامل فيه نكلم وقيل كان وقال الزجاج من للشرط والمعنى من كان في المهد صبيا كيف نكلمه

٣١

قوله { ما دمت حيا } ما في موضع نصب على الظرف أي حين دوام حياتي وقيل في موضع نصب على الحال وحيا خبر دمت والتاء اسم دام لأن دام من أخوات كان

٣٢

قوله { وبرا بوالدتي } عطف على مباركا ومبارك مفعول ثان لجعل ومن خفض برا عطفه على الصلاة

٣٤

قوله { قول الحق } من رفع قولا أضمر مبتدأ وجعل قول الحق خبره تقديره ذلك عيسى بن مريم ذلك قول الحق أو هذا الكلام قول الحق وقيل ان هو المضمر كناية عن عيسى عليه السلام لأنه بكلمة اللّه جل ذكره كان وقد سماه اللّه كلمة اذ بالكلمة يكون ولذلك قال الكسائي على هذا المعنى ان قول الحق نعت لعيسى عليه السلام ومن نصب قولا فعلى المصدر أي أقول قول الحق

٣٦

قوله { وإن اللّه ربي } من قتح أن عطفها على الصلاة ومن كسرها استأنف الكلام بها

٤١

قوله { إنه كان صديقا نبيا } صديق خبر كان ونبي نعت لصديق وقيل هو خبر بعد خبر

٤٦

قوله { أراغب أنت عن آلهتي } راغب مبتدأ وأنت رفع بفعله وهو الرغبة ويسد مسد الخبر وحسن الابتداء بنكرة لاعتمادها على ألف الاستفهام قبلها

٤٧

قوله { قال سلام عليك } ابتداء والمجرور خبره وحسن الابتداء بنكرة لأن فيها معنى المنصوب وفيها أيضا معنى التبري والمتاركة فلما أفادت فوائد جاز الابتداء بها والأصل أن لا بيتدأ بنكرة الا أن تفيد فائدة عند المخاطب

٥٥

قوله { مرضيا } أصله مرضو على وزن مفعول وهو من ذوات الواو لقولهم‏‏‏ الرضوان ثم أبدلوا من الواو ياء وكسروا ما قبلها لتصح الياء الساكنة ولأنه أخف من الواو

قوله { وقربناه نجيا } نجيا نصب على الحال

٥٨

قوله { خروا سجدا وبكيا } انتصبا على الحال ويكون بكيا جمع باك وقيل بكيا نصب على المصدر وليس بجمع باك تقديره خروا سجدا وبكوا بكيا وأصله في الوجهين بكويا على فعول ثم أدغمت الواو

في الياء وكسر ما قبلها ليصح سكون الياء ولأنه أخف وقد كسر جماعة من القراء الياء ليتبع الكسر الكسر وليكون أخف في عمل اللسان

٦٢

قوله { إلا سلاما } نصب على الاستثناء المنقطع وقيل هو بدل من لغو

٦٣

قوله { تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا } نورث يتعدى الى مفعولين لأنه رباعي من أورث فالمفعول الأول هاء محذوفة من صلة التي لطول الاسم تقديره نورثها والمفعول الثاني من في قوله من كان تقيا ومن متعلقة بنورث أو بتقي والتقدير تلك الجنة التي نورثها من كان تقيا من عبادنا

٧٢

قوله { فيها جثيا } نصب على الحال ان جعلتة جمع جاث ونصب على المصدر ان لم تجعله جمعا وجعلته مصدرا وأصله في الوجهين جثوو على فعول ثم أدغمت الواو في الواو فثقل اللفظ بضمتين وواوين متطرفتين فابدلوا من الواو ياء وكسر ما قبلها لتصح الياء الساكنة ولأنه أخف وقرأ جماعة من القراء بكسر الجيم على الاتباع للخفة والمجانسة

قوله { أيهم أشد على الرحمن عتيا } قرأ هارون القارىء بنصب أيهم أعمل فيها لننزعن والرفع في أيهم عند الخليل على الحكاية فهو ابتداء وخبره أشد تقديره ثم لننزعن من كل شيعة الذي من أجل عتوه يقال أي هؤلاء أشد عتيا وهو كقول الشاعر

 فأبيت لا حرج ولا محروم

 أي بمنزلة الذي يقال له لا حرج ولا محروم وهذا عند سيبويه مرفوع بلا لأنها كليس وخبر ليس محذوف تقديره لا حرج ولا محروم في مكاني والياء تعود على اسم بات والجملة خبر بات ومن جعله حكاية جعل الجملة المحكية خبر بات والهاء في له المقدرة عائدة على الذي وذهب يونس على أن أيا رفع بالابتداء على الحكاية ويعلق الفعل وهو لننزعن فلا يعمله في اللفظ ولا يجوز أن يعلق مثل لننزعن عند سيبويه والخليل وانما يجوز أن يعلق مثل أفعال الشك وشبهها مما لم يتحقق وقوعه وذهب سيبويه الى أن أيا مبنية على الضم لأنها عنده بمنزلة الذي وما لكن خالفتهما في جواز الاضافة فيها فاعربت لما جازت فيها الاضافة فلما حذف من صلتها ما يعود عليها لم تقو فرجعت الى أصلها وهو البناء كالذي وما ولو أظهرت الضمير لم يجز البناء عنده وتقدير الكلام عنده ثم لننزعن من كل شيعة أيهم هو أشد كما تقول لننزعن الذي هو أشد ويقبح حذف هو مع الذي وقرىء تماما على الذي أحسن برفع أحسن على تقدير حذف هو والحذف مع الذي قبيح ومع أي حسن فلما خالفت أي أخواتها حسن الحذف معها فلما حذفت هو بنيت أيا على الضم وقد اعترض سيبويه في قوله وقيل كيف يبنى المضاف وهو متمكن وفيه نظر ولو ظهر الضمير المحذوف مع أي لم يكن في أي الا النصب عند الجميع وقال الكسائي لننزعن واقعة على المعنى وقال الفراء معنى لننزعن لننادين فلم يعمل لأنه بمعنى النداء وقال بعض الكوفيين انما لم يعمل لننزعن في أيهم لأن فيها معنى الشرط والمجازاة فلم يعمل ما قبلها فيها والمعنى لننزعن من كل فرقة إن تشايعوا أو لم يتشايعوا كما تقول ضربت القوم أيهم غضب والمعنى ان غضبوا أو لم يغضبوا وعن المبرد أن أيهم رفع لأنه متعلق بشيعة والمعنى من الذين تشايعوا أيهم أي من الذين تعاونوا فنظروا أيهم

٧٥

قوله { إما العذاب وإما الساعة } انتصبا على البدل من ما التي في

قوله { حتى إذا رأوا ما يوعدون }

٨٠

قوله { ونرثه ما يقول } حرف الجر محذوف تقديره ونرث منه ما يقول أي نرث منه ماله وولده و

قوله { ويأتينا فردا } حال

٨٧

قوله { إلا من اتخذ عند الرحمن } من في موضع رفع على البدل من المضمر المرفوع في يملكون ويجوز أن يكون في موضع نصب على الاستثناء على أنه ليس من الأول

٩٠

قوله { وتخر الجبال هدا } هدا مصدر

٩١

قوله { أن دعوا للرحمن ولدا } أن في موضع نصب مفعول من أجله

٩٢

قوله { للرحمن أن يتخذ ولدا } أن في موضع رفع ينبغي

٩٣

قوله { إن كل من } إن بمعنى ما و كل رفع بالابتداء والخبر إلااتي الرحمن واتي اسم فاعل والرحمن في موضع نصب بالاتيان وعبدا نصب على الحال ومثله فردا

﴿ ٠