بسم اللّه الرحمن الرحيم   

سورة الاحزاب

١

قوله تعالى { يا أيها النبي } أي نداء مفرد مبني على الضم وها للتنبيه وهو لازم لأي والنبي نعت لأي لا يستغنى عنه لأنه هو المنادى في المعنى ولا يجوز نصبه على الموضع عند أكثر النحويين وأجازه المازني جعله كقولك يا زيد الظريف بنصب الظريف على موضع زيد وهذا نعت يستغنى عنه ونعت أي لا يستغنى عنه ولا يحسن نصبه على الموضع وأيضا فان نعت أي هو المنادى في المعنى فلا يحسن نصبه وقال الأخفش هو صلة لأي ولا يعرف في كلام العرب اسم مفرد صلة لأي قوله وكفى باللّه وكيلا باللّه في موضع رفع لأنه الفاعل و { وكيلا } نصب على البيان أو على الحال

٤

قوله { واللّه يقول الحق } الحق نعت لمصدر محذوف أي يقول القول الحق ويجوز أن يكون الحق مفعولا للقول

٥

قوله { ولكن ما تعمدت } ما في موضع خفض عطف على ما في

قوله { فيما أخطأتم } ويجوز أن تكون في موضع رفع على الابتداء تقديره ولكن ما تعمدت قلوبكم تؤاخذون به

٦

قوله { إلا أن تفعلوا } أن في موضع نصب على الاستثناء الذي ليس من الأول

١٢

قوله { وإذ يقول } { وإذ قالت } العامل فيهما فعل مضمر تقديره واذكر يا محمد اذ يقول واذ قالت

١٣

قوله { إن بيوتنا عورة } عورة خبر إن وهو مصدر في الأصل وهو بمعنى ذات عورة ويجوز أن يكون اسم فاعل أصله عورة ثم أسكن تخفيفا ويجوز أن يكون مصدرا في موضع اسم الفاعل كما تقول رجل عدل أي عادل

١٩

قوله { أشحة عليكم } وزنه أفعلة جمع شحيح مثل رغيف وأرغفة ولكن نقلت حركة الحاء الأولى الى الشين وأدغمت في الثانية وأصله أشححة ونصب على الحال والعامل فيه { والقائلين } فهو

حال من المضمر في القائلين هذا قول الفراء وأجاز أيضا أن يعمل فيه فعل مضمر دل عليه المعوقين فهو حال من الفاعل في الفعل المضمر كأنه قال يعوقون أشحة ويجوز عنده أن يكون العامل فيه { ولا يأتون } فهو حال من المضمر في يأتون وأجاز أيضا نصبه على الذم ولا يجوز عند البصريين أن يكون العامل المعوقين ولاالقائلين لأنه يكون داخلا في صلة الألف واللام وقد فرقت بينهما ب

قوله { ولا يأتون البأس } وهو غير داخل في الصلة إلا أن تجعل { ولا يأتون البأس } في موضع الحال من المضمر في القائلين فيجوز أن يكون أيضا أشحة حالا من ذلك المضمر ويعمل فيه القائلين لأنه كله داخل في صلة الألف واللام من القائلين ولا يحسن أن يكون أشحة حالا من المضمر في المعوقين ولا من المضمر في يأتون على مذهب البصريين بوجه لأن { والقائلين } عطف على المعوقين غير داخل في صلته وأشحه ان جعلته حالا من المضمر في المعوقين كان داخلا في الصلة وكذلك ولا يأتون فقد فرقت بين الصلة والموصول بالمعطوف ولا يحسن أيضا على مذهب البصريين أن يعمل فيه فعل مضمر يفسره المعوقين كما لم يجز أن يعمل فيه المعوقين لأن ما في الصلة لا يفسر ما ليس في الصلة فافهم ذلك والصحيح انه حال من المضمر في يأتون وهو

العامل فيه وقوله ولا يأتون حال من المضمر في القائلين وكلاهما داخل في الصله وكذلك ان جعلتهما جميعا حالين من المضمر في القائلين فهو حسن فكلاهما داخل في الصلة فأما نصبه على الذم فجائز

قوله { هلم إلينا } معناه أقبلوا الينا وهذه لغة أهل الحجاز وغيرهم يقول هلموا للجماعة وهلمي للمرأة وأصل هلم ها المم فها للتنبيه والمم معناه اقصد الينا وأقبل الينا لكن كثر الاستعمال فيها فحذفت ألف الوصل من المم لما تحركت اللام بضمة الميم الأولى عند الإدغام فصارت ها لم فحذفت ألف ها لسكونها وسكون اللام بعدها لأن حركتها عارضة كما حذفت الواو في قالوا الآن في قراءة ورش وقد تحركت اللام فلم يعتد بحركتها لأنها عارضة كذلك حركة اللام من لم لم يعتد بها وجرت على أصلها فحذفت ألف ها لسكونها وسكون اللام في الأصل فاتصلت الهاء باللام فصارت هلم كما ترى وفتحت الميم لالتقاء الساكنين كما تقول رد ومد وقد قيل إن أالف ها إنما حذفت لسكونها وسكون اللام قبل أن تلقى حركة

الميم الأولى على اللام فصارت هلمم فألقيت حركة الميم الأولى على اللام وأدغمت في التي بعدها فصارت هلم كما ترى

٢٠

قوله { إلا قليلا } نعت لمصدر محذوف أو لظرف محذوف تقديره إلااتيانا قليلا أو إلا وقتا قليلا ومثله { ما قاتلوا إلا قليلا }

قوله { أشحة على الخير } حال من المضمر في { سلقوكم } وهو العامل فيه

٢٢

قوله { وما زادهم } الهاء والميم تعود على النظرلأن معنى

قوله { ولما رأى المؤمنون } ولما نظر وقيل المضمر يعود على الرؤية وجازلأن رأي تدل على الرؤية تذكيرها لأن تأنيثها غير حقيقي

٢٣

قوله { صدقوا ما عاهدوا } ما في موضع نصب بصدقوا وهي والفعل مصدر تقديره صدقوا العهد أي وفوا به قوله فتعالين هو من العلو وأصله الارتفاع ولكن كثر استعماله حتى استعمل في معنى انزل فيقال للمتعالي تعال أي انزل

٣٣

قوله { وقرن في بيوتكن } من كسر القاف جعله من

الوقار والتوقر في البيوت فيكون مثل عدن وزن لأنه محذوف الفاء وهو الواو ويجوز أن يكون من القرار فيكون مضعفا يقال قر في المكان يقر هذه اللغة المشهورة فيكون أصلة واقررن ثم تبدل من الراء التي هي عين الفعل ياء كراهة التضعيف كما أبدلوا في قيراط ودينار فتصير الياء مكسورة فتلقى حركتها على القاف وتحذف لسكونها وسكون الراء ويستغنى عن ألف الوصل لتحرك القاف فيصير قرن وقيل بل حذفت الراء الأولى كراهة التضعيف كما قالوا ظلت والأصل ظللت فأبقيت حركتها على القاف فحذفت ألف الوصل لتحرك القاف أيضا فأما من قرأ بفتح القاف فهي لغة حكاها أبو عبيد عن الكسائي أنه يقال قررت في المكان أقر وهي لغة قليلة وقد أنكرها المازني وغيره ثم جرى الاعتلال على الوجهين المذكورين في الكسر أولا وقد قيل إنه أخذ من قررت به عينا أقر ثم أعل على أحد الأصلين المذكورين أولا فاعلمه

قوله { أهل البيت } نصب على النداء وان شئت على المدح ويجوز في الكلام الخفض على البدل من الكاف والميم في عنكم عند الكوفيين ولا يجوز ذلك عند البصريين لأن الغائب يبدل من المخاطب لاختلافهما وقيل لم يجزلأن البدل بيان والمخاطب والمخاطب لا يحتاجان الى بيان

٣٥

قوله { والحافظين فروجهم والحافظات } أعمل الأول من هذين الفعلين وكان قياسه على أصول هذاالباب لو أخر مفعول الفعل الأول أن يقال والحافظاتها ولكن لما قدمه استغنى عن الضمير لبيان المعنى في أن الأول هو المعمل إذ مفعوله بعده لم يتأخر بعد الفعل الثاني وحذف الضمير من هذا اذا ما تقدم معمول الأول حسن فصيح واثبات الضمير اذا تأخر مفعول الأول في آخر الكلام أحسن وأفصح ومثله في القياس { والذاكرين اللّه كثيرا والذاكرات } لو تأخر المفعول الى اخر الكلام لكان وجه الكلام والذاكراته فلما تقدم حسن حذف الضمير واثباته في الكلام جائز لتقدم ذكره

٣٧

قوله { واللّه أحق أن تخشاه } اللّه ابتداء وأحق خبر

وأن في موضع نصب على حذف الخافض وإن شئت جعلت أن وما بعدها ابتداء ثانيا وأحق خبره والجملة خبر عن اللّه وان شئت جعلت أن وما بعدها بدلا من اللّه تعالى مبتدأ واحق خبره ولا يجوز أن تقدر اضافة أحق الى أن البتة لأن أفعل لا يضاف إلا الى ما هو بعضه

٣٨

قوله { سنة اللّه } مصدر عمل فيه معنى ما قبله

٣٩

قوله { الذين يبلغون } الذين في موضع خفض على البدل أو على النعت ل

قوله { في الذين خلوا }

٤٠

قوله { ولكن رسول اللّه } رسول خبر كان مضمرة تقديره ولكن كان محمد رسول اللّه ومن رفعه فعلى اضمار هو أي هو رسول اللّه

٥٠

قوله { وامرأة مؤمنة } عطف على الأزواج وما بعدهن والعامل أحللنا ومن قرأ أن وهبت نفسها بفتح أن وهو مروي عن الحسن جعل أن بدلا من امرأة وقيل هو على حذف الجر أي لأن وهبت

قوله { خالصة } حال

قوله { لكيلا يكون عليك } اللام متعلقة بقوله أحللنا وقيل بفرضنا

٥١

قوله { بما آتيتهن كلهن } كلهن تأكيد للمضمر في

يرضين ولا يجوز أن يكون تأكيدا للمضمر في آتيتهن لأن المعنى على خلافه

٥٢

قوله { إلا ما ملكت } ما في موضع رفع على البدل من النساء أو في موضع نصب على الاستثاء ولا يجوز أن يكون في موضع نصب بملكت لأن الصلة لا تعمل في الموصول وفي الكلام هاء محذوفة من الصلة بها يتم الكلام تقديره الا ما ملكته يمينك ويجوز أن تجعل ما والفعل مصدرا في موضع المفعول فيكون المصدر في موضع نصب لأنه استثناء ليس من الجنس ولا يحتاج الى حذف هاء تقديره إلا ملك يمينك وملك بمعنى مملوك فيكون بمنزلة قولهم‏‏‏ هذا درهم ضرب الأمير أي مضروبه

٥٣

قوله { غير ناظرين إناه } إناه ظرف زمان وهو مقلوب من آن الذي بمعنى لحين فقلبت النون قبل الألف وغيرت الهمزة الى الكسرة فمعناه غير ناظرين آنه أي حينه ثم قلب وغير على

ما ذكرت

قوله { غير } هو منصوب على الحال من الكاف والميم في لكم والعامل فيه يؤذن ولا يحسن أن تجعل غير وصفا للطعام لأنه يلزم فيه أن تظهر الضمير الذي في ناظرين فيلزم أن تقول غير ناظرين أنتم إناه لأن اسم الفاعل اذا جرى صفة أو خبرا أو حالا أو صلة على غير من هو له لم يستتر فيه ضمير الفاعل وذلك في الفعل جائز فلو قال في الكلام إن أذن لكم الى طعام لاتنتظرون اناه فكلوا لجاز أن يكون لا تنتظرون وصفا للطعام وأن يكون حالا من الكاف والميم في لكم ألا ترى أنك تقول زيد تضربه فزيد مبتدأ وتضربه خبر له وهو فعل للمخاطب ليس هو لزيد وفيه ضمير المخاطب مستتر ولولا الهاء ما كان خبرا لزيد لأنه لم يعد عليه شيء من سببه ولا من ذكره فلو جعلت في موضع تضربه ضاربه لم يكن بد من اظهار الضمير فتقول زيد ضاربه أنت وكذلك قياس الذي تضربه زيد فتضربه صلة الذي وفيه ضمير المخاطب فان جعلت موضعه ضاربه أظهرت الضمير فقلت الذي ضاربه أنت زيد وكذلك الصفه والحال في قوتك مررت برجل تضربه ومررت بزيد تضربه ان جعلت في موضع تضربه اسم فاعل لم يكن بد من اظهار الضمير من الصفة والحال كما ظهر من الخبر والصلة فهذا معنى قولي لك اذا جرى اسم الفاعل على غير من هو له خبرا أو صفة أو حالا أو صلة لم يكن بد

من اظهار الضمير ويجوز ذلك في الفعل ولا يظهر الضمير فافهمه

قوله { ولا مستأنسين لحديث } في موضع نصب عطف على { غير ناظرين } أو في موضع خفض عطف على ناظرين

قوله { وما كان لكم أن تؤذوا } أن في موضع رفع اسم كان وكذلك ولا أن تنكحوا عطف عليها

٦٠

قوله { فيها إلا قليلا } حال من المضمر المرفوع في يجاورونك أي يجاورونك إلا في حال قلتهم وذلتهم وقيل هو نعت لمصدر محذوف أو لظرف محذوف تقديره إلا جوارا قليلا أو وقتا قليلا

٦١

قوله { ملعونين } حال أيضا من المضمر في يجاورونك وقيل هو نصب على الذم والشتم

٦٢

قوله { سنة اللّه } نصب على المصدر أي سن اللّه تعالى ذلك سنة فيمن أرجف بالأنبياء ونافق

٧٣

قوله { وكان اللّه غفورا رحيما } أي لم يزل كذلك ورحيما حال من المضمر في غفورا وهو العامل فيه أي يغفر في حال رحمته ويجوز أن يكون نعتا لغفور وأن يكون خبرا بعد خبر

﴿ ٠