بسم اللّه الرحمن الرحيم

سورة القيامة

١

قوله تعالى لا أقسم لا زائدة لأنها في حكم المتوسطة لأن القرآن كله نزل مرة واحدة الى سماء الدنيا ثم نزل على النبي عليه السلام بعد ذلك في نيف وعشرين سنة على ما شاء اللّه مما يريد أن ينزل شيئا بعد شيء ولو ابتداء متكلم بكلام لم يجز له أن يأتي بلا زائدة في أول كلامه وقيل لا غير زائدة انما هي رد لكلام متقدم في سورة أخرى ولا الثانية غير زائدة أخبرنا اللّه جل ذكره انه أقسم بيوم القيامة وأنه لم يقسم بالنفس اللوامة ومن قرأ لأقسم بغير ألف جعل ذلك لام قسم دخلت على أقسم وفيه بعد لحذف النون وانما حقه لأقسمن وانما جاز ذلك بالحذف في هذا لأنه جعل أقسم حالا فاذا كان حالا لم تلزمه النون في القسم لأن النون انما تلزم في أكثر الأحوال لتفرق بين الحال والاستقبال وقد قيل انه للاستقبال ولكن حذفت النون كما أجازوا حذف اللام من القسم واثبات النون وأنشدوا

 وقتيل مرة أثأرن فانه فرغ وإن أخاهم لم يثأر   

 وقد أجاز سيبويه حذف النون التي تصحب اللام في القسم

﴿ ١