بسم اللّه الرحمن الرحيم سورة يتساءلون١قوله تعالى عم أصله عن ما فحذفت الألف لدخول حرف الجر على ما وهي استفهام للفرق بين الاستفهام والخبر والفتحة تدل على الألف ووقف عليه ابن كثير في رواية البزي عنه بالهاء لبيان الحركة لئلا تحذف الألف ويحذف ما يدل عليها ووقف جماعة القراء غيره بالاسكان وكذلك ما شابهه من ما التي للاستفهام اذا دخل عليها حرف جر فهذا حكمها ولا يجوز اثبات الالف إلا في شعر كما لا يجوز حذف الألف اذا كانت ما خبرا نحو وما اللّه بغافل عما يعملون ٢قوله عن النبأ بدل من ما باعادة الخافض وقيل التقدير يتساءلون عن النبأ ثم حذف الفعل لدلالة الأول عليه فعن الأولى متعلقة بيتساءلون الظاهر والثانية بالمضمر ٦قوله مهادا مفعولا ثانيا لجعل ومثله أوتادا ومثله سباتا لأن جعل بمعنى صير ومثله لباسا ومعاشا ٨قوله وخلقناكم أزواجا أزواجا نصب على الحال أي ابتدعناكم مختلفين ذكورا واناثا وقصارا وطوالا وخلق بمعنى ابتدع فلذلك لا يتعدى الا الى مفعول واحد ١٣قوله سراجا مفعول لجعلنا وهي بمعنى خلقنا يتعدى الى مفعول واحد أيضا وليست بمعنى صيرنا مثل ما تقدم ١٦قوله ألفافا هو جمع لف يقال نبات لف ولفيف اذا كان مجتمعا وقيل هو جمع الجمع كأن الواحد لفاء وألف كحمراء وأحمر ثم يجمع لفاء على لف كما تقول حمراء وحمر ثم تجمع لف على ألفاف كما تقول قفل وأقفال ١٨قوله يوم ينفخ بدل من يوم الأول قوله أفواجا حال من المضمر في تأتون ٢٣قوله لابثين فيها أحقابا أحقابا ظرف زمان ومن قرأه لبثين شبهه بما هو خلقة في الانسان نحو حذر وفرق وهو بعيد لأن اللبث ليس مما يكون خلقة في الانسان وباب فعل انما هو لما يكون خلقة في الشيء وليس اللبث بخلقة وأحقاب ظرف في الوجهين ٢٤قوله لا يذوقون في موضع الحال من المضمر في لابثين وقيل هو نعت لأحقاب واحتمل الضمير لأنه فعل فلم يجب اظهاره وان كان قد جرى صفة على غير من هو له وانما جاز أن يكون نعتا لأحقاب لأجل الضمير العائد على الأحقاب في فيها ولو كان في موضع يذوقون اسم فاعل لم يكن بد من اظهار الضمير اذا جعلته وصف لأحقاب ٢٥قوله إلا حميما بدل من برد اذا جعلت البرد من البرودة فان جعلته النوم كان إلا حميما استثناء ليس من الأول ٢٨قوله كذابا من شدد جعله مصدر كذب زيدت فيه الألف كما زيدت في اكراما وقولهم تكذيبا جعلوا التاء عوضا من تشديد العين والياء بدلا من الألف غيروا أوله كما غيروا آخره وأصل مصدر الرباعي أن يأتي على عدد حروف الماضي بزيادة ألف مع تغيير الحركات وقد قالوا تكلما فأتى المصدر على عدد حروف الماضي بغير زيادة ألف وذل لكثرة حروفه وضمت اللام ولم تكسر لأنه ليس في الكلام اسم على تفعل ولم يفتحوا لئلا يشبه الماضي وقرأه الكسائي كذابا بالتخفيف جعله مصدرى كاذب كذابا وقيل هو مصدر كذب كقولك كتبت كتابا ٢٩قوله وكل شيء أحصيناه كتابا كتاب مصدر لأن أحصيناه بمعنى كتبناه وكل نصب باضمار فعل أي وأحصينا كل شيء أحصيناه ويجوز الرفع على الابتداء ٣٦قوله جزاء وعطاء مصدران وحسابا نعت لعطاء ٣٧قوله رب السموات من رفعه وخفض الرحمن فعلى اضمار هو والرحمن نعت لربك ومن خفضه جعله بدلا من ربك ومن رفعه ورفع الرحمن جعله مبتدأ والرحمن خبره أو نعتا له ولا يملكون الخبر ومن خفض الرحمن ورفع ربا جعله نعتا لربك ومن خفض الرحمن وخفض ربا جعله نعتا لرب ورب السموات بدل من ربك ومن خفض ربا ورفع الرحمن رفعه على اضمار مبتدأ أي هو الرحمن وإن شئت على الابتداء ولا يملكون الخبر ٣٨قوله صفا لا يتكلمون حالان قوله إلا من أذن له الرحمن من في موضع رفع على البدل من المضمر في يتكلمون أو في موضع نصب على الاستثناء |
﴿ ٠ ﴾