٢٩قوله تعالى: { هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا }. قال: تستعينوا لتقووا به على طاعته لا لتصرفوه في وجوه معصيته. وقيل: خلق لكم ما في الأرض ليعد نعمه عليكم فيقتضي الشكر من نفسك لطلب المزيد منه. قال أبو عثمان: وهب لك الكل وسخره لك؛ لتستدل به على سعة جوده وتسكن إلى ما ضمنه لك من جزيل العطاء في المعاد ولا تستقل كثير بره على قليل عملك، فقد ابتداك تعظيم النعم قبل العمل وهو التوحيد. وقال ابن عطاء: { خلق لكم ما في الأرض جميعا } ليكون الكون كله لك وتكون للّه كلا تشتغل عمن أنت له. وقال بعض البغداديين في قوله: { خلق لكم ما في الأرض جميعا } أنعم بها عليك، فإن الخلق عبدة النعم باستيلاء النعمة عليهم فمن طهر للحضرة أسقط عنه فالمنعم رؤية النعم. وقال أبو الحسن النوري: على مقامات أهل الحقائق انقطاعهم عن العلائق. |
﴿ ٢٩ ﴾