٥٤

قوله تعالى: { إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل } الآية: ٥٤

قيل: عجل كل إنسان نفسه ممن أسقطه وخالف مراده وهواه فقد برئ من ظلمه.

قوله تعالى: { فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم }.

قيل: إذا كان أول قدم في العبودية التوبة وهو: إتلاف النفس وقتلها بترك الشهوات وقطعها عن المراد، فكيف الوصول إلى شيء من منازل الصادقين وفي أول قدم منها تلف المهج؟

وقيل: توبوا إلى بارئكم قال: ارجعوا إليه بأسراركم وقلوبكم واقتلوا أنفسكم بالتبري منها، فإنها لا تصلح لبساط الأنس. وقال أبو منصور: ما شرع الحق إليه طريقا إلا وأوائله التلف.

قال اللّه تعالى: { توبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم }.

فما دام يصحبك تمييز وعقل فأنت في عين الجهل حتى يضل عقلك ويذهب خاطرك

ويفقد نسبك إذ ذاك وعسى ولعل.

وقال الواسطي: كانت توبة بني إسرائيل إفناء أنفسهم ولهذه الأمة أشد وهو إفناء

أنفسهم مع مرادها مع بقاء رسومهم الهياكل.

قال فارس: التوبة محو البشرية وثبات الإلهية. قال اللّه تعالى: { توبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم }.

﴿ ٥٤