١٣١قوله تعالى: { إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين } الآية: ١٣١ أي: أخلص سرك فإنه موضع الاطلاع منك. { قال أسلمت } أي: أسلمت إليك سري فأخلصه لي فإنك أولى به مني. وقيل: أسلم: أي: أظهر شرائط موافقة الخلة في حالي سرائك وضرائك ليعلم الحق منك ما تعلمه. { قال أسلمت } أي: ها أنا ذاك واقف أنتظر موارد اختلاف الأحوال لأقابلها بمعونتك مقابلة الخليل ما يرد عليه من خليله. وقيل: إن العرب تقول: أسلم. أي: استأنس، وكأن اللّه يقول: استأنس فإن مثلك لا يحمل الطوارق بمحن الحوادث بل يحدث إلى الاستغراق في بلايا القدم فيقول: أسلمت أي: استأسرت وما زلت مذ كنت في أسر جبروتك وقهر عزك. سمعت النصر آباذي يقول: سمعت الروذباري يقول: سلامة النفس في التسليم وبلاؤها في التدبير. قوله تعالى: { ربنا واجعلنا مسلمين لك }. قال الجنيد: ظاهر علم الاستسلام سقوط المسافة والمدة من البعد، فليس يجدون في إشاراتهم كلفة ولا في ذكرهم الذي به يقربون مؤونة، لأنه استولى من قربه واكتنافه لهم والتحنن عليهم والبر بهم، لأنه قد أراح عنهم أسباب الطلب. |
﴿ ١٣١ ﴾