١٥٤قوله عز وجل: { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل اللّه أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون } الآية: ١٥٤ قيل: لأنهم مقتولون في الحق، ومن كان مقتولا فيه كان حياته ولكن لا تشعرون، أي لا يعلمه من نظر إلى الجهاد بعين التدبير ولم ينظر إليه بعين الرضا. قوله عز وجل: { اذكروني أذكركم }. قال الواسطي: حقيقة الذكر في الإعراض عن الذكر ونسيانه والقيام بالمذكور. وقال بعض العراقيين في قوله: { اذكروني أذكركم } قال: لك نسيبة من الحق يتحمل بها الموارد وهو ذكره إياك، فلولا ذكره إياك ما ذكرته. وقيل: اذكروني بجهدكم وطاقتكم لأقرن ذكركم بذكري فيتحقق لكم الذكر. قال سمنون: حقيقة الذكر أن ينسى كل شيء سوى مذكوره، لاستغراقه فيه فيكون أوقاته كلها ذكرا وأنشد: (لا لأني أنساك أكثر ذكراك * ولكني بذاك يجري لساني وقال بعض البغداديين: الذكر عقوبة لأنه طرد الغفلة ولو لم يكن غفلة فلا معنى للذكر. وقال بعض المتأخرين من أهل خراسان: كيف يذكر الحق بعقول مصنوعة وأوهام مطبوعة؟ وكيف يذكر بالزمان من كان قبل الزمان على ما هو به؟ إذ الحق سبق كل مذكور. وقيل: اذكروني على الدوام لتطمئن قلوبكم بي، لأنه يقول: { ألا بذكر اللّه تطمئن القلوب }. وقال بعضهم: أتم الذكر أن تشهد ذكر المذكور لك بدوام ذكرك له، قال اللّه جل من قائل: { اذكروني أذكركم }. |
﴿ ١٤٥ ﴾