١٥٨قوله تعالى: { إن الصفا والمروة من شعائر اللّه } الآية: ١٥٨ قيل: إن من صعد الصفا ولم يصف سره للّه لم يبن عليه من شعائر الحج شيء، ومن صعد المروة ولم تبين له حقائق المغيبات لم يظهر عليه من شعائر الحق شيء. وقيل الصفا موضع المصافاة مع الحق، فمن لم يتجرد لمصافاة الحق معه فليعلم بتضييع أيامه وسعيه في حجه. سمعت منصورا يقول بإسناده عن جعفر قال: الصفا: الروح لصفائها من درن المخالفات والمروة: النفس لاستعمالها المروءة في القيام بخدمة سيدها وقال: الصفا صفاء المعرفة والمروة مروءة العارف. وقال الصفا التصفية من كدورات الدنيا وهوى النفس، والسعي هو الهرب إلى اللّه، فإذا اجتمع سعيك بالهرب إلى اللّه فلا تبطله بالنظر إلى غيره. قوله عز وجل: { ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون }. قال ابن عطاء: لا خوف عليهم عند الموت لما يلقون من البشرى، ولا هم يحزنون على ما خلفوا من الأهل والأولاد؛ لعلمهم بأن اللّه تعالى خليفته عليهم. قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } الآية: ١٧٢ الطيبات: الرزق وهو التناول في أوقات الاضطرار مقدار استبقاء المهجة لأداء الفرائض وهو الذي لا تبعة على أكله بحال. قوله تعالى: { والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا للّه وإنا إليه راجعون } الآية: ١٥٧ قال القاسم: هذه إشارة تدعو إلى الرضا بالقسمة والصبر على المحنة. قال: تحت كل محنة نعمة وتحت كل أنوار النعمة نيران المحبة، ومدح قوما فقال: إذا أصابتهم مصيبة سبقت الأمور بما جرت به الدهور لا يرد ذلك تقوى متق ولا عصيان عاص. قوله: { يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة }. السلم هو الرضا بالقضاء قاله الجنيد. وقال ابن عطاء: السلم اتباع الأوامر واجتناب النواهي. وقال أبو عثمان: السلام هو المحمود تحت مجدي القدرة لك وعليك. |
﴿ ١٥٨ ﴾