٢٨

قوله تعالى: { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين } الآية: ٢٨

سئل أبو عثمان عن هذه الآية فقال: لا ينبسط سنى إلى مبتدع لفضل عشرة ولا

لقرابة نسب ولا يلقاه إلا ووجهه له كاره، فإن فعل شيئا من ذلك فقد أحب من أبغضه

اللّه تعالى وليس بولي للّه من لا يوالي أولياء اللّه تعالى ولا يعادي أعداءه.

قوله تعالى: { ويحذركم اللّه نفسه } قال ابن عطاء: إنما يحذر نفسه من يعرفه، فأما

من لا يعرفه فإن هذا الخطاب زائل عنه قال الواسطي في قوله تعالى { ويحذركم اللّه نفسه } قال: فلا يأمن من أحد أن يفعل به ما فعل بإبليس، زينه بأنوار عبادته وهو عنده

في حقائق لعنته، فستر عليه ما سبق منه إليه حتى غافصه بإظهاره عليه. وقال أيضا:

لا يحذر نفسه من لا يعرفه وهذا خطاب الأكابر، فأما الأصاغر فخطابهم { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى اللّه }، { واتقوا النار }، { واتقوا اللّه ما استطعتم }.

وقال أيضا في قوله: { ويحذركم اللّه نفسه } هل هو إلا الإثبات وليس له من ذلك

شيء وإنما هو إيقاع البقية للسرائر، وتيقظ الطبع من الرعونة، وخلوصه من وساوسه.

قال جعفر رحمه اللّه: { ويحذركم اللّه نفسه }: أن تشهد لنفسك بالصلاح، لأن من

كانت له سابقة ظهرت سابقته في خاتمته.

﴿ ٢٨