٣٢

قوله تعالى: { إن اللّه اصطفى آدم ونوحا } الآية: ٣٢

قال الواسطي: اصطفاهم للولاية، وقال: اصطفاهم في أزليته وصفاهم لقربه

وصفاهم لمودته.

وقال أيضا: اصطفاه في الأزل قبل كونه، فأعلم بهذا خلقه أن عصيان آدم لا يؤثر

في اصطفائه له، لأنه سبق العصيان مع علم الحق له بما يكون منه.

وقال أيضا: اصطفى الأنبياء بالمشاهدة والتقريب، واصطفى المؤمنين للمطالعة

والتهذيب، واصطفى العام للمخاطبة والترتيب.

قال النصرآباذي: إذا نظرت إلى آدم بصفته لقيته بقوله: { وعصى آدم ربه فغوى }

وإذا لقيته بصفة الحق لقيته بقوله تعالى: { إن اللّه اصطفى آدم } وماذا يؤثر العصيان في

الاصطفاء؟

قال الواسطي: الاصطفاء قائم بالحق، والمعصية إظهار البشرية وتوبته أعجب لأنه من

نفسه إلى نفسه رجع.

﴿ ٣٢