٩٦

قوله تعالى: { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا } الآية: ٩٦

قال الحسين: إن الحق تعالى أورد تكليفه على ضربين: تكليفا عن وسائط وتكليفا

بحقائق، فتكليف الحقائق بدت معارفه منه وعادت إليه، وتكليف الوسائط بدت معارفه

عمن دونه ولم يتصل به إلا بعد الترقي منها إلى الفناء عنها، فمن تكليف الوسائط

إظهار البيت والكعبة فقال: { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة } فما دمت متصلا به

كنت منفصلا عنه، فإذا انفصلت عنه حقيقة وصلت إلى مطهره وواضعه، فكنت

مترسما بالبيت متحققا بواصفه.

قوله تعالى: { مباركا }. قال: مباركا لمن ينزل عليه بهمة وطالب الطرق به إلى ربه.

قوله تعالى: { وهدى للعالمين }. قال: هدى لمن اهتدى به إلى الهادي.

﴿ ٩٦