١٧٥

قوله تعالى: { فلا تخافوهم وخافوني } الآية: ١٧٥

قال الجنيد رحمة اللّه تعالى عليه: الخوف توقع العذاب مع كل نفس.

قال بعضهم: خوف أهل المعرفة ثلاثة: خوف من تقلب القلب، وإفراط القول،

وتخليط العمل.

قال الواسطي: الخوف من شرط الإيمان والحسبة من شرط العلم.

قال ابن عطاء في قوله تعالى: { فلا تخافوهم وخافوني } قال: ما دمتم متمسكين

بالطريقة فخافوني فمن ترك الخوف فقد ترك الطريقة المستقيمة.

وقال أيضا في هذه الآية: الخوف رقيب العمل والرجاء شفيع المحن.

وقال أحمد بن عاصم: أنفع الخوف ما حجزك عن المعاصي، وأطال منك الحزن

على ما قد فات وألزمك الفكر في بقية عمرك وخاتمة أمرك.

قال الواسطي: ليس الخوف من وقعت به العبرة كخوف من لم تقع به، بل ليس قلق

من شاهد ما غاب كقلق من حذر ما غاب، بل ليست رهبة من هو غائب عن حضوره

كرهبة من حضر في غيبته، بل ليس خوف من هو في وقاية الحق كمن هو في رعاية

الحق.

قال سهل بن عبد اللّه في قوله: { فلا تخافوهم وخافوني إن كنتم مؤمنين }: إن كنتم

مصدقين أنه لا دافع ولا نافع غيري.

﴿ ١٧٥