٢٠قوله تعالى: { وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق } الآية: ٢٠ قال جعفر: ذلك أن اللّه لم يبعث رسولا إلا أباح ظاهره للخلق يأكلون معهم على شرط البشرية، ومنع سره على ملاحظاتهم والانشغال بهم، لأن أسرار الأنبياء في القيمة لا يفارق المشاهدة بحال. قوله تعالى: { وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون } الآية: ٢٠ قال القاسم: أي أتصبرون على نظر بعضكم إلى بعض كأنه أمر بالإعراض عما جعل في نظره فتنة له يدل عليه قوله: { لا تمدن عينيك }. قال الحسين: المحبة لخواص أوليائه، والفتنة لعامة الناس قال اللّه تعالى: { وجعلنا بعضكم لبعض }. قال الحسين: وكسى كل شيء كسوة فاتنة لا ينفك منها إلا من عصمه اللّه وهو أضطرار في الأحوال لا اختيار في التلذذ بالشواهد والأعراض. قال الواسطي رحمه اللّه: ما أوجد موجودا إلا لفتنة وما أفقد مفقودا إلا لفتنة. قال اللّه تعالى: { وجعلنا بعضكم لبعض فتنة }. قال أبو عثمان: في قوله: { وجعلنا بعضكم لبعض فتنة }. قال: في الخلق فتنة من وجوه فأعظم الفتنة أن يشغلوك عن اللّه ويتعلق قلبك بهم عند الفاقات والحاجات فهم محتاجون مثلك إلى من هو كاشف الكرب، وقاضي الحاجات. قال أبو صالح حمدون: ما اعتمد على شيء سوى اللّه فهو عليه فتنة. سمعت الشيخ أبا الوليد يقول: اختار محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكيم، وكان رئيسا بمصر في موكبه بالمزنى وكان فقيرا ونظر إليه وقال: وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون، ثم قال: نصبر يا رب ولك الحمد. |
﴿ ٢٠ ﴾