٣٤

قوله تعالى: { الحمد للّه الذي أذهب عنا الحزن } الآية: ٣٤

سمعت النصرآباذي يقول: ما كان حزنهم إلا تدبير أحوالهم وسياسة أنفسهم فلما

نجوا منها حمدوا وقال: { الحمد للّه الذي أذهب عنا الحزن }.

قال أبو سعيد الخراز: أهل المعرفة في الدنيا كأهل الجنة في الآخرة، قال اللّه تعالى

عن أهل الجنة: { الحمد للّه الذي أذهب عنا الحزن } وإنما احزانهم الاشتغال بالإعراض

فتركوا الدنيا في الدنيا فنعموا وعاشوا في الدنيا عيش الخائفين.

قال القاسم في هذه الآية قال: زوال النقم وتقليب القلب وسلامة العاقبة.

وقال بعضهم: حزن المحاسبة.

قوله تعالى: { إن ربنا لغفور شكور } الآية: ٣٤

قال الواسطي - رحمة اللّه عليه -: شكر اللّه للعبد رضاه بما اجرى عليه وشكر

العبودية أن يرى النعمة من اللّه ابتداء وانتهاء.

قال سهل - رحمة اللّه عليه -: غفور لذنوب كثيرة شكور لأعمال يسيرة.

وروى عن بعض أهل الورع انه كان متعلقا بأستار الكعبة ويقول: من مثلي إلهي أن

أذنبت مناني وإن تبت رجاني وإن أقبلت ادناني وإن أدبرت ناداني إن ربنا لغفور شكور

غفور للذنب العظيم شكور للعمل اليسير.

﴿ ٣٤