٥٥قوله تعالى: { إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون } الآية: ٥٥ قال طاوس: لو علموا عن من شغلوا ما هناهم ما اشتغلوا به. قال ابن عطاء: شغلهم في الجنة استصلاح أنفسهم لميقات المشاهدة وهذا من أعظم الاشتغال. قال الجنيد - رحمة اللّه عليه -: أحيا أقواما بالراحة في مقعد صدق عند مليك مقتدر فهم متقلبون في الراحة واللقاء والرضوان والمشاهدة ثم من عليهم بزيادة منه فقال: { إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون } حظوظ الأنفس عن هذا المعدن وهذا المشهد وسئل بعض المشايخ عن قول النبي صلى اللّه عليه وسلم ' أكثر أهل الجنة البله '. قال: لأنهم في شغل فاكهون شغلهم النعيم عن المنعم. وسئل بعضهم أيضا عن ذلك فقال: من رضى من اللّه بالجنة فهو أبله. قال القاسم في قوله: { إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون } قال: أهل الجنة في درجاتهم على تفاوت ظاهر ومعان مختلفة فمنهم من هو مربوط بشهوة بطنه وفرجه ومنهم من هو مربوط برؤية الصفات والنعوت ومنهم من ظهر له من فضل الحق ومننه فهو يقول: الحمد للّه الذي أحلنا دار المقامة من فضله ومنهم من هو مربوط بحقيقة حقه مغيب عن ظاهره وحكمه مستتر فيما لم يزل مستترا فيه من تقديره وتصريفه واختياره ومنهم من هو في مقعد صدق عند مليك مقتدر. قال الحسين: إن الحق قطع أهل الجنة بتجليه عن الالتذاذ بالجنة لأنه أفناهم بتجليه عنها لئلا تدوم بهم اللذة فيقع بهم الملك فرجوعهم إلى إياهم بعد تجلي الحق لهم يوفر اللذة عليهم والخلق لا يلتذ به. |
﴿ ٥٥ ﴾