٦١

قوله عز وعلا: { وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم } الآية: ٦١

قال الثوري: الأنفاس ثلاثة: نفس في العبودية ونفس بالربوبية ونفس بالرب.

وقال أبو سعيد الخراز: نفوس الأولياء في دار الدنيا على مقام العبودية ونفوس عامة

المؤمنين على مقام الجزاء ونفوس الأشداء على مقام الحرية وأهل الحقيقة عبيد في الدنيا

وأرواحهم من نعيم الجنة وكل من كان عبدا في دار الدنيا كان قريبا من الحرية ومن كان

حرا في الدنيا كان من البلوغ إلى الآخرة وكل من كان حرا في دار الدنيا كان عبدا ذليلا

في الآخرة.

قال الواسطي - رحمة اللّه عليه -: من عبد اللّه لنفسه فإنما يعبد نفسه ومن عبد من

اجله فإنه لم يعرف ربه ومن عبده بمعنى أن العبودية جوهرة تظهرها الربوبية فقد أصاب.

قال الشقيق البلخي: العبودية حرفة وحانوتها العزلة ورأس مالها التوبة وربحها

الجنة.

سمعت محمد بن عبد اللّه يقول: سمعت الريحاني يقول: العبادة على ثلاثة إن كان

القلب والعين واللسان، فعبادة القلب: التفكر والمراقبة وعبادة العين الغض والاعتبار،

وعبادة اللسان: القول بالحق والصدق.

سمعت أبا بكر محمد بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا بكر الدقاق يقول: العبودية على

ثلاث مراتب: أن تكون فيما بينك وبين ربك خدوما وأن تكون للناس معاونا وعلى

نفسك مجتهدا.

﴿ ٦١