سورة عسق

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

قوله تعالى: { حم عسق } الآية: ١

قال ابن طاهر: الحاء من الحكيم والميم من الملك والعين من العالم والسين من السيد

والقاف من القادر هو الذي يوحى إليك إلى الذين من قبلك أنباء ما قد سلف من الأمم

ويوحى إلى الذين من قبلك فضلك وفضل أمتك.

قوله عز وعلا: { وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه } يوم يجمع بين كل عامل وعمله.

وقال بعضهم: يوم يجمع بين الأجساد والأرواح.

٧

قوله عز وعلا: { فريق في الجنة وفريق في السعير } الآية: ٧

قال القاسم: فريق جرى عليهم حكم السعادة في الأزل فمكنوا من محل السعداء

وفريق جرى عليهم حكم الشقاوة في الأزل فردوا إلى مكان الأشقياء والأزل يؤثر في

الآباد وإن كان لا أزل ولا ابد في الحقيقة.

٩

قوله تعالى: { فاللّه هو الولي وهو يحيي الموتى } الآية: ٩

قال ابن عطاء في هذه الآية: الحق تعالى يتولى أولياءه في كل نفس برعاية وعناية

طربه، ومن كان الحق متولي سعاياته وحركاته كان في أصون صون وأحرز حرز وهو

الذي يحمى القلوب بمشاهدته وبالتجلي بعد الاستتار.

قال الواسطي رحمة اللّه عليه: يحيى القلوب بالتجلي ويميت النفوس بالاستتار.

وقال أيضا جعفر: يحيى نفوس المؤمنين بخدمته ويميت نفوس المنافقين بمخالفته.

وقال سهل: لا يحيي النفوس حتى يموت.

قال بعضهم: قلوب أهل الحق مصانة عن كل معنى لأنها موارد الحق.

١١

قوله تعالى: { ليس كمثله شيء } الآية: ١١

قال الواسطي رحمة اللّه عليه: ليس كذاته ذات ولا اسمه اسم من جهة المعنى ولا

كصفته صفة من جميع الوجوه إلا من جهة موافقة اللفظ وكما لم يجز أن يظهر من

مخلوق صفة قديمة كذلك يستحيل أن يظهر من الذات الذي ليس كمثله شيء صفة

حديثة وأن التكرار من حدوث الصفة جل ربنا أن يحدث له صفة أو اسم إذ لم يزل

بجميع صفاته واحدا ولا يزال كذلك.

وقال أيضا: أمور التوحيد كلها خرجت من هذه الآية: { ليس كمثله شيء } لأنه ما

عبر عن الحقيقة بشيء إلا والعلة مصحوبة والعبارة منقوصة لأن الحق لا ينعت على

اقداره لأن كل ناعت مشرف على المنعوت وجل أن يشرف عليه مخلوق.

سمعت محمد بن عبد اللّه بن عبد العزيز المكي الرازي يقول: سمعت أبا بكر الشبلي

يقول: كلما ميزتموه بأوهامكم وأدركتموه بعقولكم في أتم معانيكم فهو مصروف إليكم

ومردود عليكم محدث مصنوع مثلكم لأن حقيقته عال عن أن تلحقه عبارة أو يدركه

وهم وان يحيط به علم كلا وكيف يحيط به علم وقد اتفقت فيه الأضداد بقوله: { هو الأول والآخر والظاهر والباطن } أي عبارة تخبر عن حقيقة هذه الألفاظ قصرت عنه

العبارات وخرست الألسن لقوله: { ليس كمثله شيء }

قال الواسطي: رحمة اللّه عليه: من احتجب عن خلقه بخلقه ثم عرفهم صنعه بصنعه

وساقهم إلى أمره فلا يمكن الأوهام أن تناله ولا العقول أن تختاله ولا الأبصار أن تمثله

ولا الاسماع أن تشمله ولا الأماني أن تمتهنه هو الذي لا قبل له ولا بعد ولا مقصر عنه

ولا معدل ولا غاية وراءه ولا مهل ليس له امد ولا نهاية ولا غاية ولا ميقات ولا انقضاء

لا يستره حجاب ولا ينقله مكان ولا يحويه هواء ولا يحتاطه فضاء ولا يتضمنه خلاء

{ ليس كمثله شيء وهو السميع العليم }.

١٢

قوله تعالى: { له مقاليد السماوات والأرض } الآية: ١٢

قال ابن عطاء: مقاليد السماوات الغيوب ومقاليد الأرض الآيات والبينات.

وقال أيضا في هذه الآية مفاتيح السماوات والأرض هي المشيئة والقدرة في

السماوات والأرض فبمشيئتي قامت السماء بغير عمد ترونها ولا علاقة فوقها وبقدرتي

ثبتت الأرض بما فيها وعليها على الماء ولغامض علمي وقف الماء فلم يضطرب أمواجه

وبمشيئتي تمطر السماء على الأرض وبإذني يخرج النبات من الأرض ومفاتيح القلوب

بيدي اقلبها كيف أشاء والضر والنفع بيدي فكونوا لي صرفا أكن لكم حقا.

سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا القاسم البزاز يقول: قال ابن عطاء:

عاتب اللّه أولياءه بنظرهم إلى ما سواه وقال بيدي مقاليد السماوات والأرض فلا يشتغلوا

بها ولا بما فيها وعليها فإنها كلها قامت بي كونوا لي حقا اسخر لكم الأكوان وما فيها ألا

ترى كيف قطعهم عن الاعتماد على الأنبياء بقوله: { ومن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه }.

١٣

قوله تعالى: { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا } الآية: ١٣

قال سهل: أول من حرم الأمهات والبنات والأخوات نوح عليه السلام فشرع اللّه لنا

محاسن شرائع الأنبياء أولهم نوح فقال: { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا }

والذي وصى به إبراهيم وموسى وعيسى من إقامة الطاعة للّه والإخلاص فيها وإظهار

الأخلاق والأحوال.

وقال بعضهم: { شرع لكم من الدين } أي من تعظيم محمد صلى اللّه عليه وسلم ما أمر

به الأنبياء

السالفة.

قوله تعالى: { فاستقم كما أمرت }.

سمعت أبا العباس البزاز يقول: قال بعض أصحابنا: حقيقة الاستقامة لا يطيقها إلا

الأنبياء وأكابر الأولياء لأنها الخروج من المعهودات ومفارقة الرسوم والعادات والقيام بين

يدي الحق على حقيقة الصدق لذلك قال النبي صلى اللّه عليه وسلم ' استقيموا ولن تحصوا

' أي لن

تطيقوا الاستقامة التي أمرتم بها.

١٨

قوله تعالى: { يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها } الآية: ١٨

سمعت أبا العباس البزاز يقول: كان أخي خادما للحلاج فقال لي: لما كانت الليلة

التي توعد من العبد بقتله قلت له: يا سيدي أوصني فقال لي: عليك نفسك إن لم

تشغلها شغلتك. قال فلما كان الغد واخرج للقتل قام وقال: حسب الواحد إفراد الواحد

له، ثم خرج يتبختر في قيده ويقول:

* تديني غير منسوب إلى شيء من الحيف

* سقاني مثل ما يشرب فعل الضيف بالضيف)

* فلما دارت الكأس دعانا لنطع والسيف

* كذا من يشرب الراح مع التين في الصيف

*

ثم قال: { يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها } ثم ما نطق

بعد ذلك حتى فعل به ما فعل.

١٩

قوله تعالى: { اللّه لطيف بعباده } الآية: ١٩

قال ابن عطاء: يعلم من أنفسهم ما لا يعلمون من نفوسهم فربط كلا بحده فمن بقي

مع حده حجب ومن تجاوز حده هلك.

قال بعضهم: تلطف بعبده من فنون المبار ما يتعجب فيها المتعجبون كما جاء في الخبر

حتى يقول الناس أهذا نبي أو ولي فقيل لهم: المتحابون في اللّه.

وقال علي بن عبد العزيز: اللطيف من يلطف بهم من الجهات الخفية ومن أحسن

إليك في خفاء فقد لطف بك يرزق من يشاء من عباده يدخلهم الجنة فضلا ولا يمن بها

عليهم.

قال أبو سليمان الداراني: من لطف اللّه بعبده أن يميز له كنه معرفته حتى لا تتكدر

عليه نعماؤه.

سمعت محمد بن أحمد بن إبراهيم الفارسي يقول: سمعت أبا محمد الجريري يقول

في قوله: { اللّه لطيف بعباده } معناه لطيف بعبده حيث لم يكشف له ما سبق من الأزلية

لأنه لو كشف للسعيد سعادته لامتنع من عبادة اللّه والسعي في طلب رضاه وكذلك

الشقاوة.

وقال الجنيد رحمة اللّه عليه: اللطيف الذي لطف بأوليائه حتى عرفوه.

وقال ابن عطاء: الذي يعرف العيوب بلا دليل.

وقال بعضهم: اللطيف الذي ينسى العباد في الآخرة ذنوبهم لئلا يتحسروا.

وقال القاسم: اللطيف الذي لم يدع أحدا يقف على مائية أسمائه فكيف يقف على

مائية وصفه وذاته.

وقال اللطيف الذي لطفه في كل مكان حتى لا يبقى مكان إلا لطفه غالب عليه.

قال بعضهم: اللطيف الذي لم يظهر شيئا من الأكوان يقف على مائيته.

قال بعضهم: اللطيف الذي لم يدع أحدا يقف على مائية أسمائه.

وقال الجنيد رحمة اللّه عليه: اللطيف من نور قلبك بالهدى وربى جسمك بالغذاء

واخرجك من الدنيا مع الإيمان بغير بلوى ويحرسك وأنت في لظى ويمكنك حتى تنظر

وترى هذا لطف اللطيف بالعبد اللطيف.

قال أبو سعيد الخراز في قوله: { لطيف بعباده } موجود في الظاهر والباطن والأشياء

كلها موجودة به لكن يوجد ذكره في قلب العبد مرة ويفقد مرة ليجدد بذلك افتقاره

إليه.

قال القاسم في قوله: { يرزق من يشاء } الفطنة والحكمة وهو القوى العزيز القوى

بقوى الفطن والعزيز عزز عنايته ورعايته ولا يبذلها لكل أحد.

٢٠

قوله تعالى: { ومن كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه } الآية: ٢٠

قال سهل: حرث الدنيا القناعة وحرث الآخرة الرضا.

قال بعضهم في هذه الآية: من عمل للّه محبة له لا طلبا للجزاء صغر عنده كل شيء

دون اللّه فلا يطلب حرث الدنيا ولا حرث الآخرة بل يطلب اللّه من الدنيا والآخرة.

٢٣

قوله تعالى: { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } الآية: ٢٣

قال سهل: أن تقربوا إلي باتباع سنتي.

قال ابن عطاء: لا أسألكم على دعوتكم أجرا أن تتوددوا إلي بتوحيد اللّه وتتقربوا

إليه بدوام طاعته وملازمة أوامره.

وقال جعفر مثله.

حدثنا محمد بن يعقوب الأصم قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال:

حدثنا وكيع بن الجراح عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس في قوله: { قل لا أسألكم عليه أجرا } الآية، قال: كل من تقرب إلى اللّه بطاعته وحبب عليه محبته.

قوله تعالى: { شكور } قال بعضهم: الشاكرون ثلاثة: شاكر يشكر شخص النعمة

وشاكر يشكر معنى النعمة وشاكر يشكر المنعم وهو على ثلاثة أوجه شاكر وشكور

وشكار فالشاكر يشكر شخص النعمة والشكور يشكر معنى النعمة والشكار الذي لا

يفتر عن شكر المنعم الا ترى كيف دعا النبي صلى اللّه عليه وسلم حيث قال: ' اللّهم

اجعلني شكارا '.

٢٤

قوله عز وعلا: { فإن يشأ اللّه يختم على قلبك } الآية: ٢٤

قال سهل: يختم على قلبك ختم عليه الشوق والمحبة فلا تلتفت إلى الخلق ولا

تشتغل بإجابتهم وإيابهم.

قال الواسطي رحمة اللّه عليه في هذه الآية: يختم على قلبك بما يشاء ويمحو اللّه

الباطل بنفسه ونعته حتى يعلم أنه لا حاجة به إلى مبلغه ثم يتحقق الحق في قلوب

أنشأها للحقيقة.

٢٥

قوله تعالى: { وهو الذي يقبل التوبة عن عباده } الآية: ٢٥

قال بعضهم: إنما يقبل التوبة من رزقه التوبة وتاب عليه فتاب فيكون تلك توبة

صحيحة لا من يتوب من غير عزم ولا ندامة على معنى العادة والطبع وعلامة قبول

التوبة مجران: اخدان السوء وقرناء السوء وعمل السوء ومجانبة البقعة التي فيها باشر

الذنوب والخطايا وأن يبدل بالإخوان إخوانا وبالأخدان اخدانا وبالبقاع بقاعا ثم يكثر

الندامة والبكاء على ما سلف منه والأسف على ما ضيع من أيامه ولا تفارقه حسرة ما

فرط واهمل أيامه في البطالات ويرى نفسه مستحقا لكل عذاب وسخطه، هذه علامات

التوبة وقبولها.

٢٨

قوله تعالى: { وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا } الآية: ٢٨

قال ابن عطاء: إن اللّه عز وجل يربى عباده بين طمع ويأس فإذا طمعوا فيه آيسهم

بصفاتهم وإذا أيسوا أطمعهم بصفاته وإذا غلب على العبد القنوط وعلم العبد ذلك

وأشفق منه اتاه من اللّه الفرح ألا تراه يقول: { وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا }

معنى ينزل الغيث رحمته على قلوب أوليائه فيثبت فيها التوبة والإنابة والمراقبة

والرعاية.

٣٠

قوله عز وعلا: { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم } الآية: ٣٠

قال ابن عطاء: من لم يعلم أن ما وصل إليه من الفتن والمصائب باكتسابه وإنما عفا

عنه مولاه أكثر كان قليل النظر في إحسان ربه إليه لأن اللّه يقول: { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير } فمن لم يشهد ذنبه وجنايته ويندم عليه لا

يرجى له النجاة من المصائب والفتن.

قال محمد بن حامد: العبد ملازم للجنايات في كل وقت واوان وجناياته في طاعاته

أكثر من جناياته في معصيته لأن جناية المعصية من وجه وجناية الطاعة من وجوه واللّه

يطهر عبده من جناياته بأنواع المصائب ليخفف عنه اثقاله في القيامة ولولا عفوه ورحمته

لهلك في أول خطوة قال اللّه تعالى: { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم }.

٣٦

قوله تعالى: { فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا } الآية: ٣٦

قال بعضهم: ما ظهر من أفعالك وطاعاتك أقل نعمة من نعيم الدنيا من سمع وبصر

فكيف نرجو بها النجاة في الآخرة لتعلم أن النعم كلها بفضل الاستحقاق.

٤١

قوله تعالى: { ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل } الآية: ٤١

قال ابن عطاء: خاطب العوام بالانتصار بعد المظلمة وأباح لهم ذلك واختار النبي

صلى اللّه عليه وسلم الأخص بندبه إليه بقوله: { ولئن صبرتم لهو خير الصابرين } ثم لم

يتركه

ومخاطبة الندب حتى أمره بالأفضل وحثه عليه بقوله:

٤٣

قوله تعالى: { ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور } الآية: ٤٣

قال أبو سعيد القرشي: والصبر على المكاره من علامات الأنبياء فمن صبر على

مكروه يصيبه ولم يجزع أورثه اللّه الرضا وهو أحد الأحوال ومن جزع من المصائب

وشكا وكله اللّه إلى نفسه ثم لم ينفعه شكواه.

٤٧

قوله تعالى: { استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من اللّه } الآية: ٤٧

قال الجنيد رحمة اللّه عليه: استجابة الحق لمن يسمع هواتفه وأوامره وخطابه فتحقق

له الإجابة بذلك السماع ومن لم يسمع الهواتف كيف يجيب واني له محل للجواب.

٥١

قوله تعالى: { وما كان لبشر أن يكلمه اللّه إلا وحيا } الآية: ٥١

قال الواسطي: في هذه الآية أخبر عن أوصاف الحق على سنن واحد وخص السفير

الأعلى والواسطة الأدنى مشافهة الخطاب ومكافحته فقال: { وما كان لبشر أن يكلمه اللّه إلا وحيا } وهو قائم بصفة البشرية حتى ينزع عنه أوصاف البشرية ويحلى بحلية

الاختصاص حينئذ يكلم شفاها.

٥٢

قوله تعالى: { وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا } الآية: ٥٢

قال الواسطي رحمة اللّه عليه: اظهر الأرواح من بين جماله وجلاله مكسوة بهاتين

الكسوتين لولا أنه سترها لسجد لها كل ما اظهر من الكون فمن رداه برداء الجمال فلا

شيء أجمل من كونه في ستره يظهر منه كل درك وحذاقة وفطنة ومن رداه برداء الجلال

وقعت الهيبة على شاهده يهابه كل من لقيه ولصحة الأرواح علامات ثلاث صحة النقية

والتخلق بالأخلاق والتخطي في طريق الآداب.

قوله عز وعلا: { ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا } الآية: ٥٢

قال ابن عطاء: أما الكتاب فما كتبت على خلقي من السعادة والشقاوة والإيمان فما

قسمت للخلق من القربة.

قال الواسطي رحمة اللّه عليه: عظم في صدره في شأن أمر اللّه ونهيه - لذلك كان

يقول: من لم يؤمن بي ضربت عنقه - ووجد في قتال المخالفين جهادا لم تلحقه سآمة

ولا كسل لما عظم في صدره من شأن الإيمان.

٥٣

قوله عز وعلا: { ألا إلى اللّه تصير الأمور } الآية: ٥٣

قال القاسم: لأنه منه مبتدأ كل شيء وإليه منتهى كل شيء فما كان منه وله فهو

الساعي له.

وقال أبو عثمان: من علم أن أعماله تعرض على اللّه اجتهد في تحصين أعماله

والإخلاص فيها والقيام على قلبه ومن تهاون بأوامر اللّه فهو في محل الهوان.

ذكر ما قيل في سورة الزخرف

﴿ ٠