سورة الدخان

بسم اللّه الرحمن الرحيم

٣

قوله تعالى: { إنا أنزلناه في ليلة مباركة } الآية: ٣

قال ابن عطاء: لمجاورة الملائكة ومقاربتهم.

قال سهل: انزل اللّه في القرآن في هذه الليلة من اللوح المحفوظ على روح محمد

صلى اللّه عليه وسلم وهو الروح المبارك فسمى اللّه الليلة مباركة لاتصال البركات بعضها

ببعض.

وقال بعضهم: أعظم الليالي عليك بركة ليلة أطعت فيها ربك وأقلها عليك بركة ليلة

غفلت فيها عن ربك وذكره ومناجاته.

٤

قوله عز وعلا: { فيها يفرق كل أمر حكيم } الآية: ٤

قال ابن طاهر: يعطى كل عامل من بركات أعماله فيلقى على لسان الخلق مدحه وفي القلوب هيبته.

قوله عز وعلا: { يوم تأتي السماء بدخان مبين }.

قال: الدخان في الدنيا قسوة القلب والغفلة عن الذكر.

٨

قوله تعالى: { لا إله إلا هو يحيي ويميت } الآية: ٨

قال سهل: الإله على الحقيقة من يقدر على الايجاد من العدم وعلى العدم من

الايجاد.

٢١

قوله تعالى: { فإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون } الآية: ٢١

سمعت الحسين بن يحيى الشافعي يقول: سمعت النقاش يقول: بلغني أن بعض

أصحاب الجنيد قال: يا فلان إن لم تؤمنوا بي فاعتزلون.

٢٩

قوله عز وعلا: { فما بكت عليهم السماء والأرض } الآية: ٢٩

قال أبو عمرو البيكندي: كيف تبكي السماء على من لم يصعد إليها منه طاعة وكيف

تبكي الأرض على من يعصى اللّه عليها معناه ما بكت عليهم مصاعد عملهم من السماء

ولا مواضع عبادتهم من الأرض.

وقال بعضهم: ما بكت عليهم الإيمان والإسلام بخلوهم منهما.

قوله تعالى: { ولقد اخترناهم على علم من العالمين }.

بجناياتهم وما يقترفون من أنواع المخالفات فلم يؤثر ذلك في سابق علمنا فيهم ليعلم

أن الجنايات لا تؤثر في الرعايات.

وقال الخراز: علمنا ما اودعنا فيهم من الخصائص برنا فاخترناهم بعلمنا على العالمين.

٤٠

قوله عز وعلا: { إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين } الآية: ٤٠

قال بعضهم: يوم الفصل يوم يفصل بين كل عامل وعمله ويطلب بإخلاص ذلك وتصحيحه فمن صحح له مقامه وأعماله قبل منه وجوزى عليه ومن لم يصحح له أعماله كان عمله عليه حسرة ووبالا.

٤٢

قوله تعالى: { إلا من رحم اللّه } الآية: ٤٢

قال: من رحم اللّه عليه في السبق فأدركته في العاقبة بركة تلك الرحمة حيث جعل المؤمنين بعضهم شفعاء في بعض.

٥٦

قوله تعالى: { إن المتقين في مقام أمين } الآية: ٥١

قال الحسين: الإيمان ما أوجب الأمان والتقوى توجب الأمان في الإيمان لأن اللّه في مقام أمين والتقوى أن تتقى الكل لتصل بذلك إلى من له الكل.

قوله تعالى: { لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى } الآية: ٥٦

سمعت الحسين بن يحيى يقول: سمعت جعفر يقول: قلت للجنيد رحمة اللّه عليه:

أهل الجنة باقين ببقاء الحق؟ فقال: لا ولكنهم مبقون ببقاء الحق والباقي على الحقيقة لم يزل ولا يزال باقيا.

٥٧

قوله تعالى: { فضلا من ربك } الآية: ٥٧

قال الواسطي رحمة اللّه عليه: هو الفضل لا استحقاقا بعمل العبد وسكونه وحركته.

قال القاسم: أصل الإيمان رؤية الفضل في جميع الأحوال سمعت عبد اللّه المعلم يقول: لما احتضر أبو حفص قيل له أوصنا. قال: من رأى فضل اللّه في كل نفس ورأى تقصيره في شكر ربه وتقصيره في خدمته أرجو أن لا يهلك.

٥٨

قوله عز وعلا: { فإنما يسرناه بلسانك } الآية: ٥٨

قال ابن عطاء: يسره ذكره على لسان من شاء من عباده فلا يفتر عن ذكره بحال وأغلق باب الذكر على من يشاء من عباده فلا يستطيع ذكره بحال.

ذكر ما قيل في سورة الشريعة ' الجاثية '

﴿ ٠