سورة الشريعة ' الجاثية 'بسم اللّه الرحمن الرحيم ٣قوله تعالى: { إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين } الآية: ٣ قال سهل: علامات لمن أيقن بقلبه واستدل بكونها على مكون هذه الآيات الطاهرة. وقال أيضا: في خلقها دليل على وحدانيته لرفعه السماء بغير عمد. ٤قوله عز وعلا: { وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون } الآية: ٤ قال بعضهم: في شواهد القدرة وآثار الصنع دلالات وآيات على وحدانيته فمن استشهد بها على وحدانيته فهو الموحد ومن كان نظره إلى القادر الصانع المبدى لها ثم رجع إلى الصنع والقدرة فهو العارف. ٩قوله تعالى: { وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا } الآية: ٩ قال ابن عطاء: من لم يجتهد في طاعة اللّه ولم يصرف همته إلى الدخول فيها بشرط الأمر والخروج منها بشرط الأدب نزع اللّه حب الطاعة من قلبه ورده إلى حوله وقوته قال اللّه: { وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا } علمها علم استدلال لا علم حقيقة. قوله تعالى: { وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه } ١٣الآية: ١٣ قال أبو يعقوب النهرجوري: سخر لك الكون وما فيها لئلا يسخرك منها شيء وتكون مسخرا لمن سخر لك الكل فمن ملكه شيء منها وأسرته زينة الدنيا ونجحتها فقد جحد نعم اللّه عنده وجهل فضله وآلاؤه عنده إذ خلقه حرا من الكل عبدا لنفسه واستعبد به الكل ولم يشتغل بعبودية الحق بحال. ١٥قوله تعالى: { من عمل صالحا فلنفسه } الآية: ١٥ قال الواسطي: الحق لا يصل إليه شيء من أفعال عباده فإن من أحسن فلنفسه ومن شكر فلنفسه ومن ذكر فلنفسه إلا أنه بفضله يحسن القبائح فيقبلها ولو قبل من الأعمال ما كان له خالصا أو أريد هو به للقيه الخلق اجمع على حد الإفلاس حتى الأنبياء والرسل ومن لاحظ شيئا من أفعاله فقد اظهر خسته. ١٧قوله تعالى: { وآتيناهم بينات من الأمر } الآية: ١٧ قال سهل: فتحنا اسماعهم لفهم خطابنا وجعلنا أفئدتهم وعاء لكلامنا وأعطيناهم فراسة صادقة يحكمون بها في عبادنا حكم يقين وإخبار صدق فهذه البينات من الأمر. ١٨قوله تعالى: { ثم جعلناك على شريعة من الأمر } الآية: ١٨ قال سهل: على منهاج سنن من كان قبلك من الأنبياء والأولياء فإنهم على منهاج الهدى والشريعة هو الشارع الممتد الواضح إلى طريق النجاة وسبيل الرشد. ١٩قوله تعالى: { إنهم لن يغنوا عنك من اللّه شيئا } الآية: ١٩ قال سهل: من استغنى بغير اللّه فبغنائه افتقر ومن تعزز بغيره فبعزه ذل الا تراه يقول: { إنهم لن يغنوا عنك من اللّه شيئا }. قوله عز وعلا: { وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض } الآية: ١٩ قال أبو عثمان: المنافق عون المنافق ونصيره والمؤمن مرآة المؤمن وناصحه يدله على عيوبه وينصحه في دينه. ٢١قوله تعالى: { أم حسب الذين اجترحوا السيئات } الآية: ٢١ قال سهل: ليس من اقعد على بساط الموافقة كمن أقيم في المخالفة فإن بساط الموافقة يجر صاحبه إلى مقاعد الصدق ومقام المخالفة يهوى بصاحبه في لظى. قال القناد في قوله: { اجترحوا السيئات } اتبعوا شهوات نفوسهم أم كالذين لزموا حدود الأمر واتبعوا السنن وطرق الأئمة. ٢٣قوله تعالى: { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه } الآية: ٢٣ قال سهل: من اتبع مراده ولم يسلك مسالك الاقتداء وآثر الشهوات على نعيم الآخرة طمع أن له في الآخرة ما للمؤمنين من الدرجات الرفيعة والمنازل السنية. قال سهل: { وأضله اللّه على علم } قال: ضل عليه علم نجاته وقال أيضا في قوله: { من اتخذ إلهه هواه } قال: مغمور في لذات الدنيا لنفسه من غير ورع ولا تقوى وهو الذي يطبع على قلبه. ٢٦قوله تعالى: { قل اللّه يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة } الآية: ٢٦ أولكم وآخركم لا ريب فيه. ٢٨قوله تعالى: { وترى كل أمة جاثية } الآية: ٢٨ قال سهل: على ركبها تجادل عن نفسها عند المواقفة الصادقة يجتهد في تحقيق صدقه والجاحد يجتهد في الدفع عن نفسه وكل محكوم عليه في الكتاب الذي أملاه مداده ريقه وقلمه لسانه وقرطاسه جوارحه. ٢٩قوله تعالى: { هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق } الآية: ٢٩ قال ابن عطاء: حكم الأزل ينطق عليهم بتصحيح ما في كتبهم وتحقيقها. ٣٧قوله تعالى: { وله الكبرياء في السماوات والأرض } الآية: ٣٧ قال سهل: العلو والقدرة والعظمة والحول والقوة له في جميع الملك فمن اعتصم به أيده بحوله وقوته ومن اعتمد نفسه وكله اللّه إليها. ذكر ما قيل في سورة الأحقاف |
﴿ ٠ ﴾