سورة الطوربسم اللّه الرحمن الرحيم ١قوله تعالى: { والطور وكتاب مسطور } الآية: ١ قال جعفر: ما يطوى على قلب أحبابي من الأنس بذكرى والالتذاذ بحبي { وكتاب مسطور } وهو ما كتب الحق على نفسه لهم من الاقتراب والقربة. ٤قوله تعالى: { والبيت المعمور والسقف المرفوع } الآية: ٤ قال سهل: البيت المعمور هو القلب قلوب العارفين معمورة بمعرفته ومحبته والأنس به والسقف المرفوع العمل المرضي الذي لا يراد به جزاء من اللّه في الظاهر. قال القاسم: البيت المعمور هو مواضع العبادات والمتعبدين المعمورة بهم وبمحاسن أعمالهم. ٢٣قوله تعالى: { يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم } الآية: ٢٣ قال ابن عطاء: أي لغو يكون في مجلس محله جنة عدن، والساقي فيه الملائكة، وشربهم على ذكر اللّه، وتحيتهم تحية من اللّه، وسكرهم على المشاهدة، والقوم جلساء اللّه. ٢٦قوله تعالى: { إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين } الآية: ٢٦ قال سهل: أي خائفين وجلين من سوء القضاء وشماته الأعداء. قال الجنيد رحمة اللّه عليه: الإشفاق ارق من الخوف والخوف اصلب. وقال أيضا: الإشفاق للأولياء، والخوف لعامة المؤمنين. وقال الخراز: نظر القوم فلم يروا لأنفسهم حالا أحمد من الخوف والخشية فوقفوا عندهما الا ترى النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول: ' إني لأعلمكم باللّه واشدكم له خشية '. قال الواسطي رحمة اللّه عليه: لاحظوا دعاءهم وشفقتهم ولم يعلموا أن الوسائل قطعت المتوسلين عن حقيقته وحجبت من إدراك من لا وسيلة إليه إلا به. ٣٥قوله تعالى: { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون } الآية: ٣٥ قال الواسطي رحمة اللّه عليه: القلوب مختلفة قلب ممتحن بقوله: { أولئك الذين امتحن اللّه قلوبهم للتقوى } وقلب مستشف طالع أحواله في أوائله فلم يكن شيئا مذكورا في المملكة { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون } وقلب مظلم عن معاينة طالع الحق بحقائقه فانقطع عن الصفات والذات ولزمه الخرس فانقمع كما قال المصطفى صلى اللّه عليه وسلم: ' لا احصى ثناء عليك '. ٣٧قوله تعالى: { فمن اللّه علينا ووقانا عذاب السموم } الآية: ٢٧ قال ابن طاهر: من علينا بإحسانه إلينا بأن جعلنا من أهل دار كرامته ووقانا من دار إهانته. ٤٨قوله عز وعلا: { فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا } الآية: ٤٨ قال سهل: أي بما نظهره عليك من فعل وقدرة نتولى حملتك بالرعاية والرضا والمحبة والحراسة من الأعداء. قال ابن عطاء: { فإنك بأعيننا } أي مغمور في حفظنا وغريق في فضلنا ومستور بحفظنا من اختص باللّه كان في حفظه ومن كان في حفظه كان في مشاهدته ومن كان في مشاهدته استقام معه ووصل إليه ومن وصل إليه انقطع عما سواه ومن انقطع عما سواه عاش معه عيش الربانيين. وقال بعضهم: { واصبر لحكم ربك } أي في حكمه عليك فليس بغافل عنك وإن أصابك من المحن ما أصابك. قال الحسين: اصبر فإن صبرك بتوفيقنا وبشهود عيوننا فلذلك حصلت الظنون منك ظنونا وإذا أنت الناظر الينا بنا ولم تنظر إلينا بما لنا وعنا فيكون ذلك محجوبا عن واجبنا. قال جعفر: عند هذا الخطاب سهل عليه معالجة الصبر واحتمال مؤنة وكذلك كل حال ترد على العبد في محل المشاهدة. سمعت عبد الواحد بن بكر يقول: سمعت همام بن الحارث يقول: سمعت يوسف ابن الحسين يقول: سأل رجل ذا النون رحمة اللّه عليه فقال: علمني علما يجمع اللّه به همي ويحمي قلبي. فقال: انظر لا تتقدم في همة ولا تتأخر في أخرى. فقال رجل: اشرح لي يرحمك اللّه. فقال ذو النون: تلقى عن قلبك ذكر ما مضى وذكر ما بقي وتكون قائما بوقتك ودوام علمك كما قال لنبيه صلى اللّه عليه وسلم: { واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا }. قال الحسين: { واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا } وقال للكليم: { ولتصنع على عيني } ليس من هو بالعين كمن هو على العين وليس من فنى بالشيء كمن فنى عن الشيء لأن الفناء بالشيء لمعنى الجمع والفناء عن الشيء لمعنى الاحتجاب. قوله تعالى: { وسبح بحمد ربك حين تقوم } الآية: ٤٨ قال سهل رحمة اللّه عليه: صل المكتوبة بالإخلاص لربك حتى تقوم إليها. وقال بعضهم: نزه ربك عن ظلمه إياك فيما نسب إليك أي فيما أصابك من المحن أي حين تقوم إلى طاعته نزهه بمعرفتك باستغنائه عنك وعن طاعتك. وقال بعضهم: سبح واحمد ربك على ما يسر لك من التسبيح. قوله تعالى: { ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم }. قال سهل: لا تغفل صباحا ومساء عن ذكر من لا يغفل عن برك وحفظك في كل الأوقات. ذكر ما قيل في سورة النجم |
﴿ ٠ ﴾