سورة القمربسم اللّه الرحمن الرحيم ١قوله تعالى: { اقتربت الساعة وانشق القمر } الآية: ١ قال عبد العزيز المكي: الاقتراب يدل على مضى الأكثر ويمضي الأقل عن قريب كما قضى الأكثر عن قريب. ٣قوله تعالى: { وكل أمر مستقر } الآية: ٣ قال القاسم: كل أمر من الأمور امضيته على خلقي واستقر قراره لا يزول أبدا لا يغالطني أحد بخلاف ولا يدافع أمري بجهد وذلك لاستقرار أموري قرارها. ٥قوله تعالى: { حكمة بالغة } الآية: ٥ قال أبو يزيد رحمة اللّه عليه: كل آية تمر بالعارف له في ذلك حكمة وأكبر آية له في الحكمة البالغة لأنها ثابتة في حدود المعرفة بالغة منتهاها. ١٠قوله تعالى: { فدعا ربه أني مغلوب فانتصر } الآية: ١٠ قال بعضهم: لولا ما جرى اللّه في الوسائط لتأديب العبيد لضلوا ممن ينصر في أين الغالب وأين المغلوب إذا كان الحق صرفا ينطق ويسكت معناه { أني مغلوب فانتصر } اللّه غالبه وهازمه { تجري بأعيننا }. قال ابن عطاء: عيون اللّه في ارضه إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى اللّه عليهم وسلم أجمعين وهي تجري بهم وليس بينهما واسطة إذا كانوا به وكانوا له وعنه وفيه ومنه وهم يشهدون فعل ذاته وهو يجري بهم تجري بأعيننا التنقل في الدرجات والمقامات والكرامات وفي المواجيد في الأسرار يلقون فيها تحية وسلاما. ١٤قوله تعالى: { جزاء لمن كان كفر } الآية: ١٤ قال ابن عطاء رحمة اللّه عليه: أي لمن صرفه اللّه عن استعمال الطاعة وستره عن الحقيقة. ١٧قوله تعالى: { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر } الآية: ١٧ قال الواسطي رحمة اللّه عليه: يسر القرآن لمن ذكره وعلم روحه قلبه فهل من مدكر أي هل من ذاكر لما جرى منه إليه. ٤٩قوله تعالى: { إنا كل شيء خلقناه بقدر } الآية: ٤٩ قال القاسم: دخل في هذا المعنى نفوس الخلق واعمالهم وآثارهم وخطرت قلوبهم وأنفاسهم في أوقاتهم وأخلاقهم المحمودة والمذمومة وآجالهم ومعايشهم إظهارا لما سبق فيهم من العلم وإيجاد القدرة انه ضبط كل شيء بتقديره لا انفكاك لأحد من ذلك تقديرا من العزيز العليم وقهر جميع الأشياء بإجراء إرادته عليهم وتيسيرهم على ما قدر عليهم ولهم. سمعت نصر بن محمد الصيدلاني يقول: سمعت محمد بن أبي العباس الحافظ يقول: سمعت محمد بن علي بن أبي خالد يقول: سمعت يوسف بن الحسين وقد سئل عن شيء من القدر فقال: من أصولنا أن القضاء امضى بنا من عزمنا. ٥٢قوله تعالى: { وكل شيء فعلوه في الزبر } الآية: ٥٢ قال بعض السلف: من عد كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه. ٥٥وقوله تعالى: { في مقعد صدق عند مليك مقتدر } الآية: ٥٥ قال جعفر: مدح المكان بالصدق فلا يقعد فيه إلا أهل الصدق وهو المقعد الذي يصدق اللّه فيه مواعيد أوليائه أن يبيح لهم النظر إلى وجهه الكريم. قال الواسطي رحمة اللّه عليه: ليس محل من اشتغل بنفسه وتلذذ بمطعمه ومشربه كمن كان شغله بالحق والقيام بأوامره ونظره إلى ربه في مقعد صدق عند مليك مقتدر. وقال: من طلب الأعواض هتكته الأطماع ومن ذهب فيما لا خطر له عقل عما فيه الأخطار ومن عوقب بزينة الدنيا حجب عن مطالعة الآخرة ومن شغلته الجنة ونعيمها فقد حجب عن رؤيته في وقت دون وقت وأهل الصفوة والمتحققون في أنوار المعارف لا تحجبهم الجنة ولا النعيم ولا شيء منه أولئك في مقعد صدق عند مليك مقتدر. ذكر ما قيل في سورة الرحمن |
﴿ ٠ ﴾