١٠قوله تعالى: { والسابقون السابقون } الآية: ١٠ هم الذين سبقت لهم من اللّه الولاية قبل كونهم هم المقربون أي في منازل القربة وروح الأنس. وقال: سبق الأنبياء إلى الإيمان باللّه والصديقون والشهداء إلى الإيمان بالأنبياء. وقال الجريري في قوله: { والسابقون السابقون أولئك هم المقربون } قال: إنما قربوا إلى ربهم لأنهم لم يكن لهم همة غيره. وقال: في النفس أزواج ثلاثة فإذا استقامت للسبق استقامت: الروح بالرعاية والقلب بالحراسة والجوارح بالخدمة، والروح من اللّه الحياء والقلب الصفاء والجوارح الجزاء. قال القاسم أضاف اللّه عز وجل الأفعال إلى عباده بقوله: { والسابقون السابقون } ثم قال: { أولئك المقربون } ولم يكونوا مقربين لما كانوا سابقين ولو كانت الأفعال إليهم حقيقة لكانوا مقربين ولم يكونوا مقربين. سمعت عبد اللّه بن محمد الشعراني يقول سمعت أبا علي الجوزجاني يقول: السابقون هم المقربون بالعطيات والمكرمون بالبشارات وهم العلماء باللّه من بين البرية عرفوا اللّه حق معرفته وعبدوه بأخلص العبادة وانقادوا إليه بالشوق والمحبة فهم الذين قال اللّه: { والسابقون السابقون أولئك المقربون }. قوله تعالى: { ثلة من الأولين } قال سهل هم أهل المعرفة: { وثلة من الآخرين } هم الذين آمنوا بالكتب والرسل ومحمد صلى اللّه عليه وسلم. |
﴿ ١٠ ﴾