سورة الصف

بسم اللّه الرحمن الرحيم

٢

قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون } الآية: ٢

قال أبو العباس بن عطاء: من شهد من نفسه نفسا في الطاعات كان إلى العصيان أقرب لأن النسيان من العمى عن المنان وأما زجره لأهل الحقائق والمشاهدة في طريق الإشارات فقوله: { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون } هذا زجر وتهديد لأهل التحقيق والمشاهدة إذ ليس للعبد فعل ولا تدبير لأنه أسير في قبضة العزة تجري عليه أحكام القدرة وتصاريف المشيئة فمن قال فعلت أو شهدت فقد نسي مولاه وأعرض عن بره وادعى ما ليس له.

قال سفيان بن عيينة: لم تقولون ما ليس الأمر فيه إليكم لا تدرون تفعلون أو لا تفعلون.

٥

قوله تعالى: { فلما زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم } الآية: ٥

قال جعفر: لما تركوا أوامر الخدمة نزع اللّه نور الإيمان من قلوبهم وجعل للشيطان إليهم طريقا فزاغه عن طريق الحق وأدخله من مسالك الباطل.

قال الواسطي: لما زاغوا عن القربة في العلم أزاغ اللّه قلوبهم في الخلقة.

٦

قوله تعالى: { ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } الآية: ٦

سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا القاسم البزاز يقول: قال ابن عطاء في

قوله: { اسمه أحمد } قال: أحمد الحامدين له حمدا وأحمد المطيعين له طاعة وأحمد العارفين له معرفة واحمد المشتاقين إليه شوقا على نسق قوله أحمد.

٨

قوله تعالى: { يريدون ليطفئوا نور اللّه بأفواههم } الآية: ٨

قال بعضهم: جحدوا ما ظهر لهم من صحة نبوة النبي صلى اللّه عليه وسلم فأنكروه بألسنتهم وأعرضوا عنه بنفوسهم فقيض اللّه لقبلوه أنفسا وأوجدها على حكم السعادة وقلوبا زينها بأنوار المعرفة واسرار نورها بالتصديق فبذلوا له المهج والأموال كالصديق والفاروق وأجله الصحابة رضي اللّه عنهم أجمعين.

٩

قوله تعالى: { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق } الآية: ٩

قال ابن عطاء: أرسل الرسول هاديا ومبينا طريق الوصول إليه وواضعا أركان الدين مواضعه وداعيا إليه وباعثا عليه أرسله بأتم شرف واعز نصر من اللّه ليهدي به قلوبا عميا ويسمع به آذانا صما.

١٣

قوله تعالى: { وأخرى تحبونها نصر من اللّه وفتح قريب } الآية: ١٣

قال جعفر: إشارة إلى رؤيتة في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

قال ابن عطاء: النصر التوحيد والإيمان والمغفرة والفتح القريب النظر إلى السيد.

ذكر ما قيل في سورة الجمعة

﴿ ٠