سورة التغابن

بسم اللّه الرحمن الرحيم

٢

قوله تعالى: { هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن } الآية: ٢

قال القاسم: خاطبهم مخاطبة قبل كونهم فسماهم كافرين ومؤمنين في ازلة فأظهرهم

حين أظهرهم على ما سماهم وقدر عليهم واخبر انه علم ما يعملون من خير وشر.

قوله تعالى: { واللّه بما تعملون بصير } الآية: ٢

قال سهل: بصير هل وافق العمل الطبع والخلقة.

٣

قوله تعالى: { وصوركم فأحسن صوركم } الآية: ٣

قال الحسين: أحسن الصورة صورة أعتقت من ذل كن وتولى الحق تصويرها بيده

ونفخ فيه من روحه والبسه شواهد النعت وحلاه بالتعليم شفاها واسجد له الملائكة

المقربين واسكنه في المجاورة وزين باطنه بالمعرفة وظاهرة بفنون الخدمة قال النبي صلى

اللّه عليه وسلم:

' إن اللّه خلق آدم على صورته أي صورته التي صوره عليها فأحسن صورته '.

٩

قوله تعالى: { يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن } الآية: ٩

سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا القاسم البزار يقول: قال ابن عطاء:

يغبن أهل الطاعة أهل المعصية.

وقال: تغابن أهل الحق على مقادير الضياء عند الرؤية والتجلي والتغابن في رؤية

القلب أعظم واجل من رؤية العين لأن رؤية العين تذهل عن التأمل وهو مقصر عما

أطلق لغيره عندها يظهر لكل أحد من ظهر له الحق لحقه أخرسه عن جميع نطقه من

منازلته ومنازعته.

١١

قوله تعالى: { ومن يؤمن باللّه يهد قلبه } الآية: ١١

قال أبو عثمان في هذه الآية: من صحح إيمانه باللّه يهد قلبه لاتباع سنة نبيه صلى اللّه عليه

وسلم

وعلامة صحة الإيمان المداومة على السنن وملازمة الاتباع وترك الآراء والأهواء المضلة.

قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم }.

قال سهل: من حملك من أزواجك وأولادك على جمع الدنيا والركون إليها فهو

عدو لك ومن حثك على ذلها وإنفاقها ودلك على القناعة والتوكل فليس بعدو لك.

{ أنما أموالكم وأولادكم فتنة }.

قال ابن عطاء: فتنة بأن تلهيكم عن تأدية واجباته فذلك موضع الفتنة.

وقال جعفر: أموالكم فتنة لانشغالكم بجمعها من غير وجهها ووضعها في غير أهلها

وأولادكم فتنة باشتغالكم بإصلاحهم فتفسدون أنتم ولا تصلحونهم.

وقال ابن عطاء: أي يصرفكم يلهوكم بها واشتغالكم عن تأدية واجبها بتزيين البخل

لتتوفر لهم الدنيا.

١٦

قوله تعالى: { فاتقوا اللّه ما استطعتم } الآية: ١٦

قال السري: علامة المتقي أن يكون زرقه من كسبه.

وقال الشبلي: المتقي من اتقى ما دون اللّه.

وقال أبو عثمان: ترفيها ورفقا بخلقه أي قد رضيت به إخلاصا.

سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت البزار يقول: سمعت ابن عطاء يقول:

هذا لمن رضى من اللّه بالثواب فأما من لم يرض منه إلا به فإن خطابه: { اتقوا اللّه حق تقاته }.

قوله تعالى: { ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } الآية: ١٦

قال بعضهم: من عوفي من بلاء الجمع أو المنع والرغبة والحرص عليها فقد دخل في ميدان الفلاح.

وقال بعضهم: علامة الشح أن ينفق الإنسان في أبواب الخير على مجاهدة النفس لا عن طوع.

قال بعضهم: من انفق بكره فهو الشح ومن انفق بطوع فهو القرض.

١٧

قوله تعالى: { إن تقرضوا اللّه قرضا حسنا } الآية: ١٧

قال سهل: المشاهدة بقلوبكم للّه في أعمالكم كما قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: ' أعبد اللّه كأنك تراه '.

ذكر ما قيل في سورة الطلاق

﴿ ٠