٢قوله تعالى: { ذلكم يوعظ به من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر } الآية: ٢ قال سهل: لا يقبل الموعظة إلا مؤمن والموعظة هي ما خرج من قلب سليم لا يكون فيه غل ولا حسد ولا حقد ولا يكون فيه حظ لنفسه. وقال محمد بن حامد: لا تصح الموعظة إلا للمؤمنين ولا يتعظ بالموعظة الا التائبون. قوله تعالى: { ومن يتق اللّه يجعل له مخرجا } الآية: ٢ قال سهل: أي التبري من الحول والقوة والأسباب وكل من دونه والرجوع إليه يجعل له مخرجا مما كلفه بالمعونة عليه والعصمة من الطوارق فيها. وقال: لا يصح التوكل إلا للمتقين ولا يتم التقوى إلا بالتوكل كذلك قرن اللّه بينهما فقال: { ومن يتق اللّه يجعل له مخرجا }. قال ابن عطاء: من فارق من يشغله عن اللّه اقبل اللّه عليه وشغل جوارحه بخدمته وآنس قلبه بالتوكل وزين سره بالتقوى وأيد روحه بالقين. قال حمدون: ما يحتاج إليه ابن آدم الضعيف فإنما ينساق إليه باليسير وإنما زيادة حركاته للفضول قال اللّه تعالى: { ويرزقه من حيث لا يحتسب }. وقال أيضا: إن السلف وجدوا بركات أعمالهم وصفاء أسرارهم في ملازمة التقوى لا غير. وقال ذو النون: التقوى في أشياء كثيرة فمن تلبس بالتقوى وكملت له المعرفة لا يحوج إلى أن يتعب في طلب الرزق. قال اللّه تعالى: { ومن يتق اللّه يجعل له مخرجا }. قال بعضهم: من تحقق في التقوى هون اللّه على قلبه الإعراض عن الدنيا ويسر له أمره في الإقبال عليه والتزيين بخدمته وجعله إماما لخلقه يقتدي به أهل الإرادة فيحملهم على أوضح السنن وأوضح المناهج وهو الإعراض عن الدنيا والإقبال على اللّه عز وجل وذلك منزلة المتقين. وقال بعضهم: التقوى هو أخذ الرزق من الرزاق وقطع الأسباب عن القلب بالاعتماد على المسبب. وقال بشر بن الحارث: التقوى هو طريق الجادة إلى اللّه من ركب ذلك الطريق أوصله إلى ربه ومن لم يركب طريق التقوى فقد أخطأ في طلب النجاة والوصول إلى اللّه عز وجل. |
﴿ ٢ ﴾