سورة التحريمبسم اللّه الرحمن الرحيم ١قوله تعالى: { تبتغي مرضات أزواجك } الآية: ١ قال ابن عطاء: لما نزلت هذه الآية على النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يدعو دائما ويقول: ' اللّهم إني أعوذ بك من كل قاطع يقطعني عنك '. قال: لا يدع الحق أحدا يسكن إليه حتى يشغله بغيره لأنه عزيز. ٣قال تعالى: { عرف بعضه وأعرض عن بعض } الآية: ٣ روى عن الحسن البصري - رحمة اللّه عليه -: أنه قال: ما استقصى كريم قط الا ترى اللّه تعالى يحكي عن نبيه صلى اللّه عليه وسلم قوله: { عرف بعضه وأعرض عن بعض }. ٦قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا } الآية: ٦ قال سهل: بطاعة اللّه واتباع السنن. وقال ابن عطاء: بقبول نصيحة الناصحين. قال أبو عثمان: أمرنا باستماع المواعظ وقبولها والعمل بها. وقال أبو الحسن الوراق: علموهم الفرائض والسنن لتنقذوهم بها من النار. وقال يحيى: قوا أنفسكم وأهليكم نارا يا أيها الناس النار التي لو أعدت للحديد لم يقم لها فكيف تطيق الأبدان احتمال عذابها وكيف لها الصبر على اليم عقابها. أهلها فيها لا ينامون ولا فيها حل بهم من المصائب يقرون ولا يعزون بكلمات ولا يؤذن لهم فيعتذرون. قال القاسم: زينوا أنفسكم بالطاعات واحملوا عليها أهاليكم ليستتروا بها عن النار. ٨قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى للّه توبة نصوحا } الآية: ٨ قال أبو عبد اللّه: التوبة على عشر مقامات أولها الخروج من الجهل والندم على الفعل والتجافي عن الشهوة واعتقاد مقت النفس المسئولة وإخراج المظلمة وإصلاح الكسرة واسقاط الكذب وترك قرين السوء والخلو من المعصية والعدول عن طريق الغفلة هذه بأجمعها وسلوك سبيل التوبة فإذا اجتمعت صحت التوبة دخلت في جملة التوبة النصوح. وقال محمد بن خفيف: طالب عبادة بالتوبة وهو الرجوع إلى اللّه تعالى: من حيث ذهبوا عنه والنصوح في التوبة الصدق فيها وترك ما منه تاب سرا وعلنا وقولا وفكرة. قال الواسطي: التوبة النصوح لا يبقى على صاحبها اثر من المعصية سرا ولا جهرا. وقال أبو سليمان الداراني: من التوبة النصوح أن يكون صاحبها نادما على ما مضى مجمعا عقده وعزمه فيما بقي أن لا يعود وجل القلب فيما بين ذلك ويكون من ذنوبه على يقين ومما احدث من التوبة على وجل لا يدري أهي مقبولة منه أو مضروب بها وجهه. وقال بعضهم: التوبة النصوح أن تترك الذنب كما اتيته وتبغضه كما أحببته. وقيل: التوبة النصوح التي يديم العبد فيها على الاستغفار. وقال أبو بكر الوراق: التوبة النصوح توبة لا عقد عوض وهي التوبة التي لا يحتاج منها إلى توبة. سمعت محمد بن الحسن البغدادي يقول: سمعت محمد بن أحمد بن سهل يقول: سمعت سعيد بن عثمان يقول: قال ذو النون: التوبة النصوح هي إدمان البكاء على ما سلف من الذنوب والخوف المقلق من الوقوع فيها وهجران أخذان السوء وملازمة أهل الخير. قوله تعالى: { يوم لا يخزي اللّه النبي } الآية: ٨ قال بعضهم: لا يرد شفاعته في أمته والذين آمنوا لا نرد شفاعتهم في اخوانهم وأقاربهم. قوله تعالى: { نورهم بين أيديهم } الآية: ٨ قال ابن عطاء: إنما هي أنوار التوحيد ونور المعرفة ونور الحقيقة يسعى بهذه الأنوار إلى محل القرار. قوله تعالى: { يقولون ربنا أتمم لنا نورنا } الآية: ٨ قال بعضهم: لا تقطعنا بك عنك وكن دليلنا منك عليك حتى تتم لنا الأنوار وإن تمام النور بإتمام المنور له. وقال بعضهم: أتمم لنا نورنا أي ارزقنا لقاءك فإنه غاية الطلبات. وقال سهل: لا يسقط الافتقار إلى اللّه تعالى عن المؤمنين في الدنيا والآخرة أشد افتقارا إليه وإن كانوا في دار العز والغنى لشوقهم إلى لقائه يقولون: { ربنا أتمم لنا نورنا} . قوله تعالى: { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم }. أمره بالإغلاظ عليهم ليشفي غيظه منهم مع قلة دعائهم وأمر موسى باللين مع فرعون مع علو دعواه. ١٢قوله تعالى: { ونفخنا فيه من روحنا } الآية: ١٢ قال بعضهم: نفخ من نوره في روح عبده ليحي بذلك الروح ويحيى به ويطلب النور لا يغفل عن طلب المنور ويعيش في الدنيا حميدا ويبعث في الآخرة شهيدا. وقال أيضا: أي من وحينا فحييت بذكرنا فحياة الروح بالنور الذي ألقاه اللّه إليها وحياة النفس بالروح وحياة الروح النور. ذكر ما قيل في سورة الملك |
﴿ ٠ ﴾