سورة الحاقةبسم اللّه الرحمن الرحيم ١قوله تعالى: { الحاقة ما الحاقة } الآية: ١ قال سهل: اليوم الذي يلحق كل أحد بعمله. وقال بعضهم: تحقق جزاء كل الأعمال على كلا الطائفين. قال بعضهم: حق على كل من يعقل أن يخاف ذلك اليوم ويفزع من ذلك المشهد. ١١قوله تعالى: { إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية } الآية: ١١ قال القاسم: الأجسام لم تكن والأرواح لا تحمل الجاري إنما هو جريان الحق عليه بشرط الأقسام وإذا عاين الروح هذه المقامات عرف سره. قال الواسطي: مسح أحد شقى آدم وأخرج منه الذرية. قال: حملناكم بشواهدنا وأجرينا لكم الأوقات على مقاديرنا. ١٢قوله تعالى: { وتعيها أذن واعية } الآية: ١٢ قال الواسطي آذان وعت عن اللّه أسراره. وواعية في معادنها ليس فيها من شاهدها شيء هي الخالية عما سواه فما اضطراب الطبائع إلا ضرب من الجهل. ١٨قوله تعالى: { يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية } الآية: ١٨ قال محمد بن حامد: الغافل من غفل عن العرض الأكبر حين تشهد على العبد جوارحه لا شاهد عليه إلا منها ثم تجري كل نفس بما تسعى لا تخفى على اللّه منهم خافية فمن لم يهتم لذلك العرض ولم يصلح نفسه له ولم يدم تضرعه إلى اللّه في استيفائه له ما سبق منه فهو الغريق في بحار الغفلة. ٢٤قوله تعالى: { كلوا واشربوا بما أسلفتم في الأيام الخالية } الآية: ٢٤ قال الواسطي: أي الأيام الخالية عن ذكر اللّه لتعلموا انكم في فضله دون جزاء الأعمال. ٣٨٣٩ ، قوله تعالى: { فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون } الآية: ٣٨ قال جعفر: بما تبصرون من صنعي في ملكي وما لا تبصرون من بري بأوليائي. قال الجنيد: بما تبصرون من آثار الرسالة على حبيبي وصفي صلى اللّه عليه وسلم وما لا تبصرون من سرى معه الذي أخفيته على الخلق. قال ابن عطاء: ما تبصرون من آثار القدرة وما لا تبصرون من سر القدرة. قال الحسين: أي ما اظهر اللّه للملائكة والقلم واللوح وما لا تبصرون مما اختزن عن خلقه الذي لم يجر القلم به ولم تشعر الملائكة بذلك وما اظهر اللّه للخلق من صفاته وأراهم من صنعه وأبدى لهم من علمه في جنب ما اختزن عنهم إلا كذرة في جميع الدنيا والآخرة ولو اظهر اللّه من حقائق ما اختزن لذابت الخلائق عن آخرهم فضلا عن جملها. ٤٤قوله تعالى: { ولو تقول علينا بعض الأقاويل } الآية: ٤٤ قال الواسطي: أي ما كشفنا له من الحقيقة لو نطق به ما قبلنا أوصافه مع أن كل ذكر ليس بذكر وليس للّه وقت ماض ولا حين مستأنف. وقال: علامة مجذوب الحق إذا رغب حجب وإذا جذب قال: لعمرك انهم حجب. ٤٨{ ولو تقول علينا بعض الأقاويل } حدث إذا أظهره لنفسه حجبه وإذا أظهره لنفسه حجبه وإذا أظهره لغيره جذبه مع أن كل منيب محجوب. قوله تعالى: { وإنه لتذكرة للمتقين } الآية: ٤٨ قال سهل: لرحمة للمطيعين. قال ابن عطاء: بيان للمتبينين. وقال جعفر: موعظة للموفقين. قال بعضهم: بصيرة لأهل الاستقامة ونجاة للقانتين. ٥٠قوله تعالى: { وإنه لحسرة على الكافرين } الآية: ٥٠ ما يرون من ثواب أهل التوحيد ومنازلهم وكريم مقامهم. ٥١قوله تعالى: { وإنه لحق اليقين } الآية: ٥١ قال الجنيد: حق اليقين ما يحقق العبد بذلك معرفته بالحق وهو أن يشاهد العيون كمشاهدته المرئيات مشاهدة عيان ويحكم على المغيبات ويخبر عنها بالصدق كما أخبر الصديق الأكبر في مشاهدة النبي صلى اللّه عليه وسلم وبين يديه حين الرسالة ماذا أبقيت لنفسك. قال اللّه تعالى: ورسوله فأخبر عن تحققه بالحق وقطعه عن كل ما سواه ووقوفه معه ولم يسأله النبي صلى اللّه عليه وسلم عن كيفية ما أشار إليه لما عرف من صدقه وبلوغه المتمني فيه، ولما قصر حال حارثة عن حاله لما قال: أصبحت مؤمنا حقا فأخبر عن حقيقة ايمانه سأله النبي صلى اللّه عليه وسلم عن ذلك لما كان يجد في نفسه من عظيم دعواه ثم لم اأخبر لم يحكم له بذلك. وقال: عرفت فالزم أي عرفت الطريقة في حقيقة الإيمان فالزم الطريقة حتى تبلغ وترك حال أبي بكر رضي اللّه عنه مستورا من غير استخبار عنه ولا استكشاف لما علم من صدقه فيما ادعى هذا مقام حق اليقين. ذكر ما قيل في سورة المعارج |
﴿ ٠ ﴾