سورة الجنبسم اللّه الرحمن الرحيم ١قوله تعالى: { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن } الآية: ١ قال: تعجبت الجن من بركات القرآن لما سمعوه ووجدوا في قلوبهم روحا في أسرارهم نورا على أرواحهم راحة وفي أبدانهم نشاطا للائتمار بأوامره فقالوا: { إنا سمعنا قرآنا عجبا } أي كتابا عجيب البركة. ٢قوله تعالى: { يهدي إلى الرشد } الآية: ٢ قال ابن عطاء: يبين اتباع آداب الخدمة وسلوك العبودية فاتبعناه. ٣قوله تعالى: { وأنه تعالى جد ربنا } الآية: ٣ قال الجنيد: ارتفع عن أن يتخذ صاحبه وولدا. وقال النووي: تعالى عظمته عن أن يكون إليه السبيل إلا به. أو يليق به ما أحدثه بل لا دليل على اللّه سواه ولا اثر لشيء عليه إنه الذي أيد الآثار. ٧قوله تعالى: { وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث اللّه أحدا } الآية: ٧ قال الجنيد: فهذا اخذ عن النفوس الكاذبة والأماني الحاملة والوساوس الحاجبة من قبل انهم جعلوا أنفسهم علما الوصول إليه من الجهة التي من اجلها لم يجعلها دليلا فشاهدوا النفوس بشهود التفرط. ١٣قوله تعالى: { فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا } الآية: ١٣ قال الواسطي: حقيقة الإيمان ما أوجب الأمان فمن بقي في مخاوف المرتابين لم يبلغ إلى حقيقة الإيمان. ١٦قوله تعالى: { وأن لو استقاموا على الطريقة } الآية: ١٦ قال الواسطي: أي على معنى الإخلاص والرضا والصدق واليقين لاسقيناهم شربة تقويهم على المكث على طريق الاستقامة فيثبتون بتولية من هو قائم على كل نفس بما كسبت وكل من أمره بإقامة شيء حجبه عن نفسه لما بدل لهم عند أنفسهم من الربوبية متوحدين بذلك الأمر وإقامتها كلما ضربهم بالاقتدار حجبهم بالعزة والافتخار. ١٨قوله تعالى: { وأن المساجد للّه } الآية: ١٨ قال سهل: لا يدع مع اللّه شريكا أي ليس لأحد معي شركة في بيتي أن يمنع عبادي عن دعوتي كذلك ما كان للّه على هذه الجهة ليس لأحد فيه سبيل أن يمنع منه. سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا القاسم البزاز يقول: قال ابن عطاء: مساجدك اعضاؤك التي أمرت أن تسجد عليها لا تخضعها ولا تذلها لغير خالقها. ٢١قوله تعالى: { قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا } الآية: ٢١ قال الجنيد: كيف املك لكم شيئا وانا عاجز أن املكه لنفسي إلا ما ملكته. وقال ابن عطاء: لا أملك لمن يحقق في الإيمان ضرا ولا لمن يحقق في الكفر رشدا. ٢٢قوله تعالى: { قل إني لن يجيرني من اللّه أحد } الآية: ٢٢ قال القاسم: هذه لفظة تدل على الإخلاص والتوحيد، إذ التوحيد هو صرف النظر إلى الحق لا غير وهذا لا يصح إلا بالإقبال على اللّه والإعراض عما سواه والاعتماد عليه دون ما عداه. ٢٦قوله تعالى: { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا } الآية: ٢٦ قال بعضهم: أخفى الحق الغيب عن الخلق فلم يطلع عليه أحدا من عباده إلا الأولياء على طرف منه بإخبار صدق أو تلقف من الحق والأولياء الامناء أصحاب الفراسة الصادقة فإنهم ينظرون بنور الغيب فيحكمون على الغيب. سئل الجنيد عن هذه الآية. فقال: هذا قولي فيه وأنشأ يقول: * تحيرت القلوب لذي علوم * حقوق بيانها محو الصفات
* ستبدي ما توارى عن أناس * ويخبر علمها قوم ثقات
* فيا لك مغنهم فصل لوصل * صفات لاحقات بالصفات
* فما لي علم ماض على * وما للحق رفعى في الذوات
ثم قال: كل علم يشرح فهو عموم وكل علم علم ولم يشرح فهو خصوص وذلك أن الأوامر مشروحة والحقائق معلومة لأن الأمر منقول والحق مشار إليه من جهة العموم وموجود من جهة الخصوص وهو سماء العموم وهو أرض الخصوص والإشارة وراء ذلك والكل صغير فيها. ٢٨قول: { واحصى كل شيء عددا } الآية: ٢٨ وقال البزاز: هو أوجدها فأحصاها عددا. ذكر ما قيل في سورة المزمل |
﴿ ٠ ﴾