سورة المدثربسم اللّه الرحمن الرحيم ١قوله تعالى: { يا أيها المدثر قم فأنذر } الآية: ١ قال سهل: يا أيها المستعتب من إعانة نفسك على صدرك وقلبك قم بنا واسقط عنك ما سوانا وانذر عبادنا فإنا قد هيأناك لاشرف المواقف وأعظم المقامات. قال بعضهم: ازعج سره بالتجريد عن سكونه إلى القيام في الطلب وعن طمأنينته حتى ورمت قدماه ثم قال: { فاعلم أنه لا إله إلا اللّه } فدل على دعوته إياه على التفريد ٣{ وربك فكبر وثيابك فطهر } الآية: ٣ قوله تعالى: { وربك فكبر وثيابك فطهر } الآية: ٣ قال الجريري: كبر الكبير واعلم انك لا تنال كنه كبريائه. قال يحيى بن معاذ: طهر قلبك من مرض الخطايا واشتغال الدنيا تجد حلاوة العبادة فإنه من لم يصح جسمه لا يجد شهوة الطعام. وقال الحسن: عظم قدره عن احتياجه إليك في الدعوة إليه فإن إجابة دعوتك ممن سبقت له الهداية. قال بعضهم: طهر قلبك عن فضولات الدنيا. ٦قوله تعالى: { لا تمنن تستكثر } الآية: ٦ قال بعضهم: لا تمنن على عبادنا بما لم نمن به عليك. وقال القاسم: لا ترى ما أنت فيه للّه كبير اتمن به وتستكثره فإنه لا أحد يقول بمواجبه ولوازمه ولربك فاصبر تحت القضاء والقدر، وقيل: فاصبر وفارق الملالة والسآمة. وقال الواسطي: لا تقدم تستدعي الأكثر وفي الحقيقة لا تستكثر ما يكون منك. وقال ابن عطاء: لا تمن بعملك فتستكثر طاعتك ولا تكون رؤية الاستكثار إلا برؤية النفس فمن اسقط عنه رؤية نفسه فقد أزال عنه رؤية الأعمال والطاعات والاستكثار بها. وقال بعضهم: من رآها من اللّه ورآه توفيقه ومعونته شغله الشكر عن الاستكثار وان يرى لنفسه فيه حظا ونصيبا فمن لاحظها من نفسه فقد دخل في باب الاشراك. ٣١قوله تعالى: { وما يعلم جنود ربك إلا هو } الآية: ٣١ قال القاسم: قال اللّه تعالى: لمحمد صلى اللّه عليه وسلم: إنكم لا تقفون على المخلوقات فكيف تقفون على الأسامي والصفات. ٣٢قوله تعالى: { كلا والقمر } الآية: ٣٢ قال القاسم: ورب القمر جذب عباده إليه بالإشارة والليل إذا اظلم. ٣٤قوله تعالى: { والصبح إذا أسفر } الآية: ٣٤ قال القاسم: وضياء الأنوار إذا ظهر على القلوب. قال: { إنها لإحدى الكبر } الآية: ٣٥ : أي لإحدى العظائم في باب التحذير عن عود الظلم. { نذيرا للبشر } الآية: ٣٦ تحقيقا لمن عنده ضياء المباشرة. قال الواسطي: معناه إذا اظهر على أرواح الموحدين الأنوار { إنها لإحدى الكبر } قال: ظلم الليل ما أوجبت الرسل نذيرا للبشر لاشتغالهم بمعاني الموافقة فإذا صار مأخوذا عن شاهده فالنذير يرده إلى شاهده فتعود عليه ظلم مطالعات الموافقة إذ ليس للموافقة عند المعاينة خطر. ٣٨قوله تعالى: { كل نفس بما كسبت رهينة } الآية: ٣٨ قال القاسم: بما باشرت من الأعمال مأخوذة بكسبها من خير أو شر إلا من اعتمد الفضل والرحمة دون الكسب والسعاية. سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا عمرو البخاري يقول في قوله: { كل نفس بما كسبت رهينة }. قال: فأين الفرار من القدر وكيف الفرار. ٥٢قوله تعالى: { بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة } الآية: ٥٢ قال الحسين: كيف لهم بهذه الإرادة ولهم نفوس خالية من الحق معرضة عن أمور الحق غافلة عن الوقوف بين يدي الحق كيف تفهم الصحف المنشورة اسرار خافية انكار ما اقتضاها خاطر حق قط فأوصلها أن البشرية لا تضاد الربوبية. ٥٦قوله تعالى: { هو أهل التقوى وأهل المغفرة } الآية: ٥٦ قال سهل: من أراد التقوى فليترك الذنوب كلها وكل شيء يقع عليه اسم الذنب فإن التقوى اسم من أسماء اللّه وفعل التقوى ترك النهي والفواحش، والتقوى في الأمر ترك التسويف والتقوى في النهي ترك النكرة والتقوى في الآداب مكارم الأخلاق والتقوى في الترغيب أن لا يظهر ما في سره والتقوى في الترهيب أن لا يقف عند الجهل والتقوى هي التبري من كل شيء سوى اللّه تعالى فمن لزم هذه الآداب في التقوى فهو من أهل التقوى. ذكر ما قيل في سورة القيامة |
﴿ ٠ ﴾