سورة النبأ

بسم اللّه الرحمن الرحيم

٢٦

قوله تعالى: { جزاء وفاقا } الآية: ٢٦

قال بعضهم: وافقت أعمالهم الخبيثة ووافقت الأعمال ما جرى لهم في الأزل.

وقال القاسم: جزاء وافق القسمة ليس الجزاء معاوض العطاء ولكن الجزاء رحمة من المعطي.

وقال بعضهم: القسمة القضاء قبل كون الأرض والسماء.

٣١

قوله تعالى: { إن للمتقين مفازا } الآية: ٣١

على قدر قصورهم وثباتهم.

قال القاسم: من اتقى الشرك فهو متق وليس من اتقى الشرك في أول أمره كمن اتقى الشرك في آخره فإن الأمور عند أهل الشريعة بالخواتيم وهي عند أهل الحقيقة بالسوابق وتقوى الأولياء أن يتقوا رؤية تقواهم فلا يرون العصمة إلا من اللّه تعالى لا ينقطع إلا إليه.

٣٥

قوله تعالى: { لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا } الآية: ٣٥

قال جعفر: لأن اللّه أمره بتوفيقه وعصمته لا يجري في الدنيا منه عليه لغو ولا يسمع في الحضرة لغو لأن اللغو ذكر كل مذكور سواه ولا كذابا أي ولا قولا إلا القول الصادق بالشهادة على وحدانيته وأزليته وفردانيته.

قال الشبلي - رحمة اللّه عليه -: لا يسمعون فيها أي كلام إلا من الحق فإذا ظهرت الحقيقة حسب المقادير وصار الكل هباء في الحقائق ومن تحقق بالحق في الدنيا لا يسمعه الحق إلا منه ولا يشهده سواه لأن مستغرق في معادن التحقيق قال اللّه تعالى: { لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا }.

٣٦

قوله تعالى: { جزاء من ربك عطاء حسابا } الآية: ٣٦

قال جعفر: العطاء من اللّه على وجهين في الابتداء الإيمان والإسلام من غير مسألة

وفي الانتهاء التجاوز عن الزلات والغفلات والمعاصي ودخول الجنة برحمته من عطاياه وكذلك النظر إلى وجهه الكريم.

قال الواسطي: في كل طائفة تفاوت في الدرجات وتفاضل في الكرامات وخاطب

وقال: { إن للمتقين مفازا } أي محل الفوز ولا يكون إلا من كرامة وخاطب قوما

فقال: { جزاء من ربك عطاء حسابا } أي حسبهم من العطاء حصول المعطى ومن

الكرامة مشاهدة الكريم.

قال بندار بن الحسين: الجزاء إذا كان من اللّه لا تكون له نهاية لأنه لا يكون على

أحد الإعراض بل يكون فوق الحدود لأنه ممن لا حد له ولا نهاية فعطاؤه لا حد له ولا

نهاية.

٣٨

قوله تعالى: { لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا } الآية: ٣٨

قال: لما كان إليهم من بره فمن كان مأذون في الكلام كان موافقا على قدر علمه.

قال أبو عثمان: علامة المأذون له في الكلام: صوابا قوله وصدقه، ومن ظهر في

كلامه خلل وزلل أو ظهر في خطابه كذب دل بذلك على أنه غير مأذون له في الكلام.

ذكر ما قيل في سورة النازعات

﴿ ٠