سورة عبس

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

قوله تعالى: { عبس وتولى } الآية: ١

قال بعضهم في قوله: { عبس وتولى أن جاءه الأعمى } عاتب اللّه نبيه صلى اللّه عليه وسلم بألطف

عتاب وهو ما عاتبه به في الفقراء الصادقين أكلمه بذلك رتبة الفقر وتعظيم أهله.

٥

قوله تعالى: { أما من استغنى فأنت له تصدى } الآية: ٥

قال أبو عثمان: أمر اللّه تعالى نبيه صلى اللّه عليه وسلم بمجالسة الفقراء وحثه على تعظيمهم ونهاه عن محبة الأغنياء بقوله: { أما من استغنى فأنت له تصدى }.

٧

قوله تعالى: { وما عليك ألا يزكى } الآية: ٧

قال الواسطي: استهانة بمن اعرض عنه.

قال جعفر الخلدي: لم يكرم بالإقبال على من لم يكرمه بالهداية ولم يريه بالمعرفة.

١١

قوله تعالى: { كلا إنها تذكرة } الآية: ١١

قال ابن عطاء: موعظة بليغة مباركة فمن شاء اللّه له التوفيق قبلها.

١٧

قوله تعالى: { قتل الإنسان ما أكفره } الآية: ١٧

سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا القاسم البزاز يقول: قال ابن عطاء:

منع الإنسان عن طريق الخيرات لجهله بطلب رشده وسكونه إلى ما وعد له ربه.

وقال الواسطي - رحمة اللّه عليه -: ما أجهله بالمعرفة وذلك لجهله.

٢٠

قوله تعالى: { ثم السبيل يسره } الآية: ٢٠

قال ابن عطاء: يسر على من قدر له التوفيق طلب رشده واتباع نجاته.

وقال أبو بكر بن طاهر: يسر على كل أحد ما يخلقه له وقدر عليه.

٢٣

قوله تعالى: { كلا لما يقض ما أمره } الآية: ٢٣

قال القاسم: ذكر أوائله وأواخره وأراد به أن كل ذلك من عنده ثم أمره بالتبتل إليه

ورؤية مننه.

٢٥

قوله تعالى: { أنا صببنا الماء صبا } الآية: ٢٥

سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا القاسم البزاز يقول: سمعت ابن عطاء

يقول: صب من ماء معانيه على قلوب أهل معاملته صبا فشق منها معرفة وحدا ثم انبت

فيها محبة وهيبة وحكما وفهما.

٣٤

٣٥ ، قوله تعالى: { يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه } الآية: ٣٤

سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت ابن عمر عن ابن طاهر يقول في قوله:

{ يوم يفر المرء } قال: يفر منه إذا ظهر له عجزه وقلة حيلته إلى من يملك كشف تلك الكروب والهموم عنهم ولو ظهر له ذلك في الدنيا لما اعتمد سوى ربه الذي لا يعجزه شيء وتمكن من فسحة التوكل واستراح في ظل التفويض.

٣٧

قوله تعالى: { لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه } الآية: ٣٧

قال يحيى بن معاذ: شغلك في نفسك وفي دنياك وعقباك عن ربك أما في الدنيا ففي طلب مرادها واتباع شهواتها وأما في الآخرة فقد أخبر اللّه عنه بقوله: { لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه } فمتى تتفرغ إلى معرفة ربك وطاعته؟.

٣٨

قوله تعالى: { وجوه يومئذ مستقرة } الآية: ٣٨

قال ابن عطاء: كشف عنه ستور الغفلة فضحكت بالدنو من الحق واستبشرت بمشاهدته وقال: أسفرت تلك الوجوه بنظرها إلى مولاها واضحكها رضا اللّه عنها.

وقال القاسم في هذه الآية: وجوه يومئذ منورة بضياء التوحيد ضاحكة إلى مولاها مستبشرة برضاه عنها.

٤٠

قوله تعالى: { وجوه يومئذ عليها غبرة } الآية: ٤٠

قال سرى: ظاهر عليها حزن البعاد لأنها صارت محجوبة وعن الباب مطرودة.

ذكر ما قيل في سورة كورت

﴿ ٠