سورة الغاشية

بسم اللّه الرحمن الرحيم

٢

قوله تعالى: { وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة } الآية: ٢

قال السلامي: من خشي أوقاته الفناء كان ثمرته المنى.

وقال بعضهم: خشوع الظاهر ونصب الأبدان لا يقربان من اللّه بل يقطعان عنه ألا تراه يقول: { وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة }، وإنما يقرب منه سعادة الأزل وخشوع السر من هيبة اللّه عز وجل وهو الذي يمنع صاحبه عن جميع المخالفات.

٤

قوله تعالى: { وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية } الآية: ٨

قال الجنيد رحمه اللّه: جعل اللّه الطاعة والخون على الأشباح وخص بالمعرفة الأرواح.

وقال الحسين: { وجوه يومئذ ناعمة }، أي شاهدة بمشاهد وحقيقة عين الحق.

قال بعضهم: في قوله: { لسعيها راضية } قال سعى فيها على رضى من إعانة على ذلك.

١٠

قوله تعالى: { في جنة عالية } الآية: ١٠

قال: في كوامن القدس مقربة.

١١

قوله تعالى: { لا تسمع فيها لاغية } الآية: ١١

قال بعضهم: لاستغراقه في سماع الحق.

وقال القاسم: تلك آذان مصونة عن سماع الاغيار بعد سماعهم من الحق وانشد في ذلك:

* اصمني سرهم أيام فرقتهم

* هل كنت تعرف سرا يورث الصمما

١٢

قوله تعالى: { فيها عين جارية } الآية: ١٢

قال الجريري: يجري بأربابها إلى معادن الأنوار.

وقال الحسين: جريان الأحوال عليه يجري به من عين إلى عين حتى يحصله في عين العين.

١٣

قوله تعالى: { فيها سرر مرفوعة } الآية: ١٣

قال القاسم: رتب مقربة.

وقال الخراز: هي سرائر رفعت عن النظر إلى الأعراض والأكوان.

١٧

قوله تعالى: { أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت } الآية: ١٧

قال بعضهم: ولنا بهذا الخطاب انه ليس له آلة ينظر بها إلى عجائب القدرة، ومبادئ العزة، كيف يطمع بهذه الآلة من الإشراف على الحق والعلم به كلاما وصل إليه مستدلا عليه بالعقل حتى أيده بالتوفيق، وأمره بالتحقيق، والتوفيق أوصله إليه، والعقل عاجز عن إدراك المكونات.

فكيف لا يعجز عن تصحيح المكون، والأصل في ذلك أنه لا دليل على اللّه سواه.

وقال بعضهم: إشارة إلى من رئى إلى نفسه في الحمل ولم يكن محمولا كيف خلقت؟ أي: كيف ميزت ممن كان محمولا في حاله، ووقته.

وقال بعضهم: تعرف إلى العوام بأفعاله بقوله: { أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت }، وتعرف إلى الخواص بصفاته قوله: { أفلا يتدبرون القرآن } النساء: ٨٢

وتعرف إلى الأنبياء بنفسه بقوله: { وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا }

الشورى: ٥٢ ، وتعرف إلى نبينا صلى اللّه عليه وسلم بأخص التعريف بقوله: { ألم تر  إلى ربك كيف مد الظل } الفرقان: ٤٥

١٨

قوله تعالى: { وإلى السماء كيف رفعت } الآية: ١٨

قال: إلى الأرواح كيف سموا بأربابها إلى محل القدس.

قال بعضهم: إلى الأرواح كيف جالت في الغيوب.

قال الحسين: إلى الأسرار كيف أشرقت بالمكاشفات.

١٩

قوله تعالى: { وإلى الجبال كيف نصبت } الآية: ١٩

قال بعضهم: إشارة إلى قلوب العارفين كيف أطاقت حمل المعرفة.

وقال بعضهم: إشارة إلى الأولياء كيف نصبوا اعلاما للخلق ومفزعا.

٢٠

قوله تعالى: { وإلى الأرض كيف سطحت } الآية: ٢٠

قال بعضهم: إلى العقلاء كيف احتملوا موتة الجهال.

٢١

قوله تعالى: { فذكر إنما أنت مذكر } الآية: ٢١

سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا العباس بن عطاء يقول: الموعظة للعوام، والنصيحة للإخوان، والتذكرة للخواص فرض افترضه اللّه على عقلاء المؤمنين، ولولا ذلك لبطلت السنة، وتعطلت الفرائض.

قال الجنيد رحمه اللّه: الواعظ على الحقيقة من تكون موعظته على حد الإشراق يعط كلا من مقداره وهو النبي صلى اللّه عليه وسلم قال اللّه تعالى: { فذكر إنما أنت مذكر } عظ فإن الواعظ على الحقيقة من يعظ بإذن، ثم تكون موعظته نصيحة.

٢٢

قوله تعالى: لست عليهم بمصيطر } الآية: ٢٢

قال الواسطي رحمه اللّه: لأنك بعثت داعيا، ولم تبعث هاديا.

ذكر ما قيل في سورة الفجر

٢٥

قوله تعالى: { إن إلينا إيابهم } الآية: ٢٥

قال أبو بكر بن طاهر: إلينا بالفضل { ثم إن علينا حسابهم } في العدل.

﴿ ٠