سورة البلد

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

قوله تعالى: { لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد } الآية: ١

أي بحلولك بها اقسم، فبك عظم البلد، كما سماها طابة، طابت به وبمكانه.

قال ابن عطاء رحمه اللّه: اقسم اللّه بالمدينة لطيبها، ولأن النبي صلى اللّه عليه وسلم سماها

طيبة،

وشرفها بأن جعل تربة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم منها، ومقامه فيها، وهجرته إليها

فقال: { بهذا البلد } الذي شرفته بمكانك حيا، وببركاتك ميتا.

٤

قوله تعالى: { لقد خلقنا الإنسان في كبد } الآية: ٤

قال ابن عطاء رحمه اللّه: في ظلمة وجهد.

وقال جعفر: في بلاء وشدة.

وقال محمد بن علي الترمذي: مضيعا لما يعنيه، مشتغلا بما لا يعنيه.

وقال بعضهم: ما دام الإنسان قائما بطبعه، واثقا حاله فإنه في ظلمة وبلاء فإذا فنى

عن أوصاف انسانيته يعني طبائعه عنه صار في راحة، وذلك قوله: { لقد خلقنا الإنسان في كبد }.

٨

قوله تعالى: { ألم نجعل له عينين } الآية: ٨

قال ابن عطاء رحمه اللّه: عينا في رأسه يصبر بها آثار الصنع، وعينا في قلبه يرى بها

مواقع الغيب.

قال الواسطي رحمه اللّه: عينا يرى بها الأكوان وعينا خاصا في محل الخاص يرى بها

المكون.

١١

قوله تعالى: { فلا اقتحم العقبة } الآية: ١١

قال القاسم: العقبة: نفسك، ألا ترى إلى قوله: { وما أدراك ما العقبة فك رقبة }

وهو أن يعتق نفسك من رق الخلق، وشغلها بعبودية ربك.

قال الحارث المحاسبي: تلك عقبة لا يجاوزها إلا من خمص بطنه عن الحرام،

والشبهات، وتناول من الحلال مقدار إبقاء المهجة.

قال بعضهم: تلك العقبة هي مجانبة الرضا والاختبار بتصاريف الاقدار.

١٣

قوله تعالى: { فك رقبة } الآية: ١٣

قال الواسطي رحمه اللّه: فك الرقاب من أربعة أشياء: من نفوسهم وأفعالهم، ورؤية الفضل، وطلب القربة.

وقال القاسم: هو فك الرقاب من ذل الطمع.

١٤

قوله تعالى: { أو إطعام في يوم ذي مسغبة } الآية: ١٤

سمعت المغربي يقول في قوله: { أو إطعام في يوم ذي مسغبة } قال: هو أن تجوع عشرة أيام فيفتح لك بطعام فتؤثر به على نفسك فيكون في مسغبة، ومن يأكله في متربة.

١٥

قوله تعالى: { يتيما ذا مقربة } الآية: ١٥

قال جعفر رحمه اللّه: هو ما يتقرب به إلى ربك في تعهد الأيتام وتفقدهم.

ما ذكر في سورة الشمس

﴿ ٠