٢قال أبو بكر بن عبدوس: { الصمد } المستغنى عن كل أحد. قال ابن عطاء: { الصمد } الذي لم يتبين عليه اثر فيما أظهره. وقال جعفر: { الصمد } الذي لم يعط خلقه من معرفته إلا الاسم، والصفة. قال الجنيد رحمه اللّه: الصمد؟ الذي لم يجعل لأعدائه سبيلا إلى معرفته. وسئل بعضهم ما الصمد؟ فقال: إن ما يتسع له اللسان أو يشير إليه البيان من تعظيم أو تفريد أو توحيد أو تجريد فهو مطول، والحقيقة وراء ذلك لا تحبط به العلوم ولا يشرق عليه أحد لأن الصمد به ممتنعة عن جميع ذلك. وقيل: { الصمد } الذي لا تدرك حقيقة نعوته، ولا صفاته. قال الواسطي رحمه اللّه: امتنع الحق بصمديته عن وقوف العقول عليه، وإشارتها إليه، ولا يعرف إلا بألطاف اسدى بها الأرواح، وقال: { الصمد } هو قطع التوهم في العبارة وخفى الالحاظ في الإشارة لا يجري عليه جريان ما اجرى علينا مما ذكرها. وقال ابن عطاء: { الصمد } المتعالي عن الكون والفساد. وقال جعفر: { الصمد } خمس حروف الألف دليل على أحديته، واللام دليل على ألوهيته، وهما مدعمان لا يظهران على اللسان، ويظهران في الكتابة فدل ذلك على أن أحديته، وألوهيته خفية لا تدرك بالحواس، ولا تقاس بالناس فخفاؤه في اللفظ دليل على أن العقول لا تدركه، ولا تحيط به علما وإظهاره في الكتابة دليل على أنه يظهر على قلوب العارفين ويبدو لأعين المحبين في دار السلام والمعاد لأنه صادق فيما وعد فعله صدق وكلامه صدق، ودعا عباده إلى الصدق، والميم: دليل على ملكه فهو الملك على الحقيقة، والدال: علامة دوامه في أبديته وأزليته وإن كان لا أزل، ولا ابد لأنهما ألفاظ تجري على العوام عبارة، وقيل: والصمد الذي لا يتناهى سؤدده. قال الواسطي: الصمد الذي لا يستحرق، ولا يستغرق ولا يفترض عليه القواطع والعلل. سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا القاسم يقول: قال ابن عطاء: { قل هو اللّه أحد } ظهر لك منه التوحيد، { اللّه الصمد } ظهر لك منه المعرفة، { لم يلد }، ظهر لك منه الإيمان، { ولم يولد } ظهر لك منه الإسلام، { ولم يكن له كفوا أحد } ظهر لك منه اليقين. وقال الجنيد رحمه اللّه: الصمد الذي لا تدركه حقيقة نعوته وصفاته كما قال: { ولا يحيطون به علما } طه: ١١٠ قال بعضهم: { قل هو اللّه أحد } على سبيل انه معبود بالرسم، وهو وراء الرسم فجل عن أن يشار إليه بذكر التأله. وقال بعضهم: { الصمد } المصمود إليه في الحوائج، والذي { لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد } الذي لا نظير له في ذات، ولا فعل. سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا علي الروذباري يقول: وجدنا أنواع الشرك على ثمانية أنواع: التنقص، التقلب، والكثرة، والعدد، والعلة، والمعلول، والأشكال، والأضداد فنفى عز وجل عن صفته نوع الكثرة، والعدد بقوله: { قل هو اللّه أحد } ونفى التقلب والتنقص بقوله: { اللّه الصمد } ونفى العلل والمعلول بقوله: { لم يلد ولم يولد } ونفى الاشكال والأضداد بقوله: { ولم يكن له كفوا أحد }. ويقال سمى سورة الإخلاص لأنه أخلص فيها معاني التوحيد. وقيل: الأحد للعامة، والواحد للفضل. وقيل: { الصمد } الذي لا يستغنى عنه في شيء من الأشياء. وقيل: { الصمد } الذي آيست العقول من الاطلاع عليه. وقال الحسين بن الفضل: { الصمد } الأول بلا ابتداء والآخر بلا انتهاء. وقال بعضهم: الصمدية القطع بالإياس عن المطالعة والوقوف على شيء من لطائف الصفات، وقيل: { الصمد } الذي لا يؤثر فيه شيء. وقيل: { الصمد } الذي لا يتغير بإظهار الكون لأن الحدث لا يحدث للّه صفة لم تكن. |
﴿ ٢ ﴾