٤وقال الواسطي: نفى الحقائق، والإحاطة ثم أكده بقوله: { ولم يكن له كفوا أحد } فلا يشار إلى ما لا كقوله بوجه كيف يطلق اللسان بما لا كقوله، ولا مثل له إلا إثبات دون المباينة وكيفية الصفات. وقال عمرو المكي: تنزل الخلق بوادي العلم يبشر ما توحد به منه في القدم في تيه العمى فيما أخفاه وعدوه عن الأعداء في صحبة الأول بعلمه وذلك قوله: { لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد }. سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا القاسم الإسكندراني يقول: سمعت أبا جعفر الملطي يحكي عن علي بن موسى عن أبيه عن جعفر بن محمد رضي اللّه عنهم في قوله: { قل هو اللّه أحد }. قال معناه اظهر ما تريده النفس بتأليف الحروف فإن الحقائق مصونة على أن يبلغها، وهم اوفهم وإظهار ذلك بالحروف ليهتدي بها من ألقى السمع، وهو إشارة إلى غائب وإنما هو تنبيه على معنى ثابت والواو إشارة إلى الغائب عن الحواس، والأحد الفرد الذي لا نظير له فمعنى قوله: { أحد } أي معبود يأله الخلائق إليه فيعجزوا عن إدراكه فإنه بألوهيته متعال عن الإدراك بالعقول والحواس، و { الصمد } المتعال عن الكون والفساد، و { الصمد } الذي لا يوصف بالتغاير، وسورة الإخلاص خمس كلمات: { اللّه أحد } دلالة على الفردانية { اللّه الصمد } دلالة على العز { ولم يلد } معرفة الربوبية { لم يولد } معرفة التنزيه { ولم يكن له كفوا أحد } معرفة أن { ليس كمثله شيء } وهذه بأجمعها تدلك على الانقطاع إليه، والتبرئ مما سواه. |
﴿ ٤ ﴾