٤لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (٣) قالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٤) قوله تعالى: لاهِيَةً حال بعد حال، واختلف النحاة في إعراب قوله وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فذهب سيبويه رحمه الله إلى أن الضمير في أَسَرُّوا فاعل وأن الَّذِينَ بدل منه وقال رحمه الله لغة أكلوني البراغيث ليست في القرآن، وقال أبو عبيدة وغيره الواو والألف علامة أن الفاعل مجموع كالتاء في قولك قامت هند والَّذِينَ فاعل ب أَسَرُّوا وهذا على لغة من قال أكلوني البراغيث، وقالت فرقة الضمير فاعل والَّذِينَ مرتفع بفعل مقدر تقديره أسرها الذين أو قال الذين ع والوقوف على النَّجْوَى في هذا القول وفي الأول أحسن ولا يحسن في الثاني، وقالت فرقة الَّذِينَ مرتفع على خبر ابتداء مضمر تقديره هم الذين ظلموا، والوقف مع هذا حسن، وقالت فرقة الَّذِينَ في موضع نصب بفعل تقديره أعني الذين، وقالت فرقة الَّذِينَ في موضع خفض بدل من «الناس» [الأنبياء: ١] ع وهذه أقوال ضعيفة ومعنى أَسَرُّوا النَّجْوَى تكلموا بينهم في السر والمناجاة بعضهم لبعض، وقال أبو عبيدة أَسَرُّوا أظهروا وهو من الأضداد، ثم بين تعالى الأمر الذي يتناجون به وهو قول بعضهم لبعض هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، ثم قال بعضهم لبعض على جهة التوبيخ في الجهالة أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ أي ما يقول شبهوه بالسحر، المعنى أفتتبعون السحر وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ أي تدركون أنه سحر وتعلمون ذلك، كأنهم قالوا تضلون على بينة ومعرفة، ثم أمر الله تعالى نبيه أن يقول لهم وللناس جميعا قالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ أي يعلم أقوالكم هذه وهو بالمرصاد في المجازاة عليها. وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر «قل ربي» ، وقرأ حمزة والكسائي «قال ربي يعلم» على معنى الخبر عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، واختلف عن عاصم، قال الطبري رحمه وهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الإهماز. قوله عز وجل: |
﴿ ٤ ﴾