يونس

{ بسم اللّه الرحمن الرحيم }

وهي كلها مكية إلا آية واحدة عند رأس لأربعين فإنها نزلت في اليهود فهي مدنية وهي قول اللّه عز وجل

{ ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به } الآية وآياتها مائة وتسع آيات وكلماتها ألف وثمانمائة واثنان وحروفها ستة آلاف وخمسمائة وسبعة وستون قوله تعالى   

١

{ الر } يقول أنا اللّه أرى ويقال قسم أقسم به

{ تلك آيات الكتاب الحكيم } إن هذه السورة آيات القرآن المحكم بالحلال والحرام

٢

{ أكان للناس } لأهل مكة

{ عجبا أن أوحينا } بأن أوحينا

{ إلى رجل منهم } آدمي مثلهم

{ أن أنذر الناس } أن خوف أهل مكة بالقرآن

{ وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق } ثواب خير ويقال إيمانهم في الدنيا قدمهم في الآخرة عند ربهم ويقال إن لهم نبي صدق ويقال شفيع صدق

{ عند ربهم قال الكافرون } كفار مكة

{ إن هذا } القرآن

{ لساحر } كذب

{ مبين 

٣

{ إن ربكم اللّه الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام } من أيام أول الدنيا أول يوم يوم الآحد وآخر يوم يوم الجمعة طول كل يوم ألف سنة

{ ثم استوى على العرش } استقر ويقال امتلأ به العرش

{ يدبر الأمر } امر العباد ويقال ينظر في أمر العباد ويقال يبعث الملائكة بالوحي والتنزيل والمصيبة

{ ما من شفيع } ما من ملك مقرب ولا نبي مرسل يشفع لأحد

{ إلا من بعد إذنه } إلا بإذن اللّه

{ ذلكم اللّه ربكم } الذي يفعل ذلك هو ربكم

{ فاعبدوه } فوحدوه

{ أفلا تذكرون } أفلا تتعظون

٤

{ إليه مرجعكم } بعد الموت

{ جميعا وعد اللّه حقا } صدقا كائنا

{ إنه يبدأ الخلق } من النطفة

{ ثم يعيده } بعد الموت

{ ليجزي الذين آمنوا } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن

{ وعملوا الصالحات } فيما بينهم وبين ربهم

{ بالقسط } بالعدل الجنة

{ والذين كفروا } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن

{ لهم شراب من حميم } من ماء حار قد انتهى حره

{ وعذاب أليم } وجيع يخلص وجعه إلى قلوبهم ( بما كانوا يكفرون ) بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن

٥

{ هو الذي جعل الشمس ضياء } للعالمين بالنهار

{ والقمر نورا } لهم بالليل

{ وقدره منازل } جعل له منازل

{ لتعلموا عدد السنين والحساب } حساب الشهور والأيام

{ ما خلق اللّه ذلك إلا بالحق } لبيان الحق والباطل

{ يفصل الآيات } يبين الآيات من القرآن لعلامات الوحدانية

{ لقوم يعلمون } يصدقون

٦

{ إن في اختلاف الليل والنهار } في تقلب الليل والنهار وزيادتهما ونقصانهما وذهابهما ومجيئهما

{ وما خلق اللّه في السماوات } وفيما خلق اللّه من الشمس والقمر والنجوم وغير ذلك

{ والأرض } من الشجر والدواب والجبال والبحار وغير ذلك

{ لآيات } لعلامات لوحدانية الرب

{ لقوم يتقون } يطيعون

٧

{ إن الذين لا يرجون } لا يخافون

{ لقاءنا } بالبعث بعد الموت ويقال لا يقرون بالبعث بعد الموت

{ ورضوا بالحياة الدنيا } اختاروا ما في الحياة الدنيا على الاخرة

{ واطمأنوا بها } رضوا بها

{ والذين هم عن آياتنا } عن محمد عليه الصلاة والسلام والقرآن

{ غافلون } جاحدون تاركون لها

٨

{ أولئك مأواهم } مصيرهم

{ النار بما كانوا يكسبون } يقولون ويعملون في الشرك

٩

{ إن الذين آمنوا } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن

{ وعملوا الصالحات } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم

{ يهديهم } يدخلهم

{ ربهم } الجنة

{ بإيمانهم تجري من تحتهم } من تحت شجرهم ومساكنهم

{ الأنهار } أنهار الخمر والماء والعسل واللبن

{ في جنات النعيم 

١٠

{ دعواهم } قولهم

{ فيها } في الجنة إن اشتهوا شيئا

{ سبحانك اللّهم } فتأتي لهم الخدام بما يشتهون

{ وتحيتهم فيها سلام } يحيى بعضهم بعضا بالسلام

{ وآخر دعواهم } قولهم بعد الأكل والشرب

{ أن الحمد للّه رب العالمين 

١١

{ ولو يعجل اللّه للناس الشر } دعاءهم بالشر

{ استعجالهم بالخير } كاستعجال دعائهم بالخير

{ لقضي إليهم أجلهم } لهلكوا

{ فنذر الذين لا يرجون لقاءنا } لا يخافون البعث بعد الموت

{ في طغيانهم } في كفرهم وضلالتهم

{ يعمهون } يمضون عمهة لا يبصرون

١٢

{ وإذا مس الإنسان الضر } إذا اصاب الكافر الشدة أو المرض وهو هشام بن المغيرة المخزومي

{ دعانا لجنبه } مضطجعا

{ أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره } رفعنا ما كان به من الشدة والبلاء

{ مر } استمر على ترك الدعاء

{ كأن لم يدعنا إلى ضر } إلى شدة

{ مسه } أصابه

{ كذلك } هكذا

{ زين للمسرفين } للمشركين

{ ما كانوا يعملون } في الشرك من الدعاء في الشدة وترك الدعاء في الرخاء

١٣

{ ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا } حين كفروا

{ وجاءتهم رسلهم بالبينات } بالأمر والنهي والعلامات

{ وما كانوا ليؤمنوا } يقول لم يؤمنوا بما كذبوا به يوم الميثاق

{ كذلك } هكذا

{ نجزي القوم المجرمين } المشركين بالهلاك

١٤

{ ثم جعلناكم } يا أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم

{ خلائف } استخلفناكم

{ في الأرض من بعدهم } من بعد هلاكهم

{ لننظر كيف تعملون } ماذا تعملون من الخير

١٥

{ وإذا تتلى عليهم } تقرأ على المستهزئين الوليد بن المغيرة وأصحابه

{ آياتنا بينات } مبينات بالأمر والنهي

{ قال الذين لا يرجون لقاءنا } لا يخافون البعث بعد الموت وهم مستهزئون

{ ائت } يا محمد

{ بقرآن غير هذا أو بدله } غيره فاجعل آية الرحمة آية العذاب وآية العذاب آية الرحمة

{ قل } لهم يا محمد

{ ما يكون لي } ما يجوز لي

{ أن أبدله } أن أغيره

{ من تلقاء نفسي } من قبل نفسي

{ إن أتبع إلا ما يوحى إلي } ما أقول وما أعمل إلا بما يوحى إلي في القرآن

{ إني أخاف } أعلم

{ إن عصيت ربي } فبدلته أن يكون على

{ عذاب يوم عظيم } شديد

١٦

{ قل } يا محمد

{ لو شاء اللّه } أن لا أكون رسولا

{ ما تلوته عليكم } ما قرأت القرآن عليكم

{ ولا أدراكم به } يقول ولا أعلمكم به بالقرآن

{ فقد لبثت } مكثت

{ فيكم عمرا } أربعين سنة

{ من قبله } من قبل القرآن ولم أقل من هذا شيئا

{ أفلا تعقلون } أفليس لكم ذهن الإنسانية أنه ليس من تلقاء نفسي

١٧

{ فمن أظلم } أعتى وأجرأ على اللّه

{ ممن افترى } اختلق

{ على اللّه كذبا أو كذب بآياته } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن

{ إنه لا يفلح } لا ينجو ولا يأمن

{ المجرمون } المشركون من عذاب اللّه

١٨

{ ويعبدون } كفار مكة

{ من دون اللّه ما لا يضرهم } إن لم يعبدوا في الدنيا ولا في الآخرة

{ ولا ينفعهم } إن عبدوا في الدنيا ولا في الآخرة

{ ويقولون هؤلاء } يعنون الأوثان

{ شفعاؤنا } يشفعون لنا

{ عند اللّه قل } لهم يا محمد

{ أتنبئون اللّه } أتخبرون اللّه

{ بما لا يعلم } أن ليس

{ في السماوات ولا في الأرض } إله ينفع أو يضر غيره

{ سبحانه } نزه نفسه عن الولد والشريك

{ وتعالى } ارتفع وتبرأ

{ عما يشركون } به من الأوثان

١٩

{ وما كان الناس } في زمان إبراهيم ويقال في زمن نوح

{ إلا أمة واحدة } على ملة واحدة ملة الكفر فبعث اللّه النبيين مبشرين ومنذرين

{ فاختلفوا } فصاروا مؤمنين وكافرين

{ ولولا كلمة } بتأخير العذاب عن هذه الأمة

{ سبقت من ربك } وجبت من ربك

{ لقضي بينهم } لهلكوا

{ فيما فيه } في الدين

{ يختلفون } يخالفون

٢٠

{ ويقولون } يعني كفار مكة

{ لولا أنزل عليه } هلا أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام

{ آية } علامة

{ من ربه } على ما يقول

{ فقل } يا محمد

{ إنما الغيب } بنزول الآية

{ للّه فانتظروا } هلاكي

{ إني معكم من المنتظرين } لهلاككم

٢١

{ وإذا أذقنا الناس } أعطينا الكفار

{ رحمة } نعمة

{ من بعد ضراء } شدة

{ مستهم } أصابتهم

{ إذا لهم مكر } تكذيب

{ في آياتنا } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن

{ قل اللّه أسرع مكرا } أشد عقوبة أهلكهم اللّه يوم بدر

{ إن رسلنا } الحفظة

{ يكتبون ما تمكرون } ما تقولون من الكذب وتعملون من المعاصي

٢٢

{ هو الذي يسيركم } يحفظكم إذا سافرتم

{ في البر } على الدواب

{ والبحر } وفي البحر في السفن

{ حتى إذا كنتم في الفلك } ركبتم في السفن

{ وجرين بهم } جرت السفن بأهلها

{ بريح طيبة } لينة ساكنة

{ وفرحوا بها } أعجب الملاحون بالريح الساكنة

{ جاءتها } أي السفن

{ ريح عاصف } قاصف شديد

{ وجاءهم الموج } ركبهم الموج

{ من كل مكان } ناحية

{ وظنوا } علموا وأيقنوا

{ أنهم أحيط بهم } أهلكوا

{ دعوا اللّه مخلصين له الدين } مفردين له بالدعاء

{ لئن أنجيتنا من هذه } الريح والشدة

{ لنكونن من الشاكرين } من المؤمنين المطيعين

٢٣

{ فلما أنجاهم } من الريح والغرق

{ إذا هم يبغون } يتطاولون

{ في الأرض بغير الحق } بلا حق

{ يا أيها الناس } يا أهل مكة

{ إنما بغيكم } ظلمكم وتطاولكم فيما بينكم

{ على أنفسكم } جنايته

{ متاع الحياة الدنيا } منافع الدنيا تفنى ولا تبقى

{ ثم إلينا مرجعكم } بعد الموت

{ فننبئكم } نخبركم

{ بما كنتم تعملون } وتقولون من الخير والشر

٢٤

{ إنما مثل الحياة الدنيا } في بقائها وفنائها

{ كماء أنزلناه من السماء } يعني المطر

{ فاختلط به نبات الأرض } اختلط بنبات الأرض

{ مما يأكل الناس } الحبوب والثمار

{ والأنعام } العكوش من النبات والحشيش

{ حتى إذا أخذت الأرض زخرفها } زينتها

{ وازينت } بالأحمر والأصفر والأخضر

{ وظن أهلها } الحراثون

{ أنهم قادرون عليها } على غلاتها

{ أتاها أمرنا } عذابنا

{ ليلا أو نهارا } كأنما داست الغنم في خفافها فأفسد زروع الزارعين

{ فجعلناها حصيدا } كحصيد الصيف

{ كأن لم تغن بالأمس } لم تكن بالأمس

{ كذلك } هكذا

{ نفصل الآيات } نبين القرآن في فناء الدنيا

{ لقوم يتفكرون } في أمر الدنيا والاخرة

٢٥

{ واللّه يدعو } الخلق بالتوحيد

{ إلى دار السلام } والسلام هو اللّه والجنة داره

{ ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } دين قائم يرضاه وهو الإسلام

٢٦

{ للذين أحسنوا الحسنى } وحدوا الحسنى الجنة

{ وزيادة } يعني النظر إلى وجه اللّه ويقال الزيادة في الثواب

{ ولا يرهق } لا يعلو

{ وجوههم قتر } سواد ولا كسوف

{ ولا ذلة } ولا كآبة

{ أولئك أصحاب الجنة } أهل الجنة

{ هم فيها خالدون 

٢٧

{ والذين كسبوا السيئات } الشرك باللّه

{ جزاء سيئة بمثلها } يقول جزاء قصاص الشرك باللّه النار

{ وترهقهم ذلة } تعلوهم كآبة وكسوف

{ ما لهم من اللّه } من عذاب اللّه

{ من عاصم } من مانع

{ كأنما } من الحزن

{ أغشيت } ألبست

{ وجوههم قطعا من الليل } من السواد

{ مظلما أولئك أصحاب النار } أهل النار

{ هم فيها خالدون } دائمون

٢٨

{ ويوم نحشرهم } الكفار وآلهتهم

{ جميعا ثم نقول للذين أشركوا } باللّه الأوثان

{ مكانكم } قفوا

{ أنتم وشركاؤكم } آلهكم

{ فزيلنا } فرقنا

{ بينهم } وبين آلهتهم فقال الكافرون أمرنا هؤلاء أن نعبدهم من دونك

{ وقال شركاؤهم } آلهتهم ردا عليهم

{ ما كنتم إيانا تعبدون } بأمرنا فقالوا بلى أمرتمونا بعبادتكم

٢٩

فقالت الآلهة

{ فكفى باللّه شهيدا بيننا وبينكم إن كنا } قد كنا

{ عن عبادتكم } إيانا

{ لغافلين } لجاهلين لم نعلم من ذلك شيئا

٣٠

{ هنالك } عند ذلك

{ تبلو } تعلم وإن قرأت بالتاء تقول تقرأ

{ كل نفس ما أسلفت } ما عملت من خير أو شر

{ وردوا إلى اللّه مولاهم الحق } إلههم الحق

{ وضل عنهم } بطل عنهم واشتغل عنهم

{ ما كانوا يفترون } يعبدون بالكذب

٣١

{ قل } يا محمد لكفار أهل مكة

{ من يرزقكم من السماء } بالمطر

{ والأرض } بالنبات والثمار

{ أم من يملك السمع والأبصار } يقول من يقدر أن يخلق السمع والأبصار

{ ومن يخرج الحي من الميت } من يقدر أن يخرج الحي من الميت يعني النسمة والدواب من النطفة ويقال الطير من البيضة ويقال السنبلة من الحب

{ ويخرج الميت من الحي } النطفة من النسمة والدواب ويقال البيضة من الطير ويقال الحبة من السنبلة

{ ومن يدبر الأمر } من يقدر أن يدبر أمر العباد وينظر في أمر العباد ويبعث الملائكة بالوحي والتنزيل والمصيبة

{ فسيقولون اللّه فقل } يا محمد

{ أفلا تتقون } تطيعون اللّه

٣٢

{ فذلكم اللّه ربكم } فالذي يفعل ذلك هو ربكم

{ الحق } هو الحق وعبادته الحق

{ فماذا بعد الحق إلا الضلال } فماذا عبادتكم بعد عبادة اللّه إلا عبادة الشيطان

{ فأنى تصرفون } من أين تكذبون على اللّه

٣٣

{ كذلك } هكذا

{ حقت } وجبت

{ كلمة ربك } بالعذاب

{ على الذين فسقوا } كفروا

{ أنهم لا يؤمنون } في علم اللّه

٣٤

{ قل } لهم يا محمد

{ هل من شركائكم } من آلهتكم

{ من يبدأ الخلق } من النطفة ويجعل فيه الروح

{ ثم يعيده } بعد الموت يوم القيامة فإن أجابوك وإلا ف

{ قل اللّه يبدأ الخلق } من النطفة

{ ثم يعيده } ثم يحييه يوم القيامة

{ فأنى تؤفكون } فمن أين تكذبون ويقال انظر يا محمد كيف يصرفون بالكذب

٣٥

{ قل } لهم يا محمد

{ هل من شركائكم } من آلهتكم

{ من يهدي إلى الحق } والهدى فأن أجابوك وإلا

{ قل اللّه يهدي للحق } والهدى

{ أفمن يهدي إلى الحق } والهدى

{ أحق أن يتبع } أن يعبد ويطاع

{ أم من لا يهدي } إلى الحق والهدى

{ إلا أن يهدى } يحمل فيذهب به حيث يشاء

{ فما لكم كيف تحكمون } بئس ما تقضون به لأنفسكم

٣٦

{ وما يتبع } يعبد

{ أكثرهم } آلهة

{ إلا ظنا } إلا بالظن

{ إن الظن } عبادتهم بالظن

{ لا يغني من الحق } من عذاب اللّه

{ شيئا إن اللّه عليم بما يفعلون } في الشرك من عبادة الأوثان وغير ذلك

٣٧

{ وما كان هذا القرآن } الذي يقرأ عليكم محمد صلى اللّه عليه وسلم

{ أن يفترى } أن يختلق

{ من دون اللّه ولكن تصديق الذي بين يديه } موافق للتوراة والإنجيل والزبور وسائر الكتب بالتوحيد وصفة محمد صلى اللّه عليه وسلم ونعته

{ وتفصيل الكتاب } تبيان القرآن بالحلال والحرام والأمر والنهي

{ لا ريب فيه } لا شك فيه

{ من رب العالمين } من سيد العالمين

٣٨

{ أم يقولون } بل يقولون كفار مكة

{ افتراه } اختلق محمد صلى اللّه عليه وسلم القرآن من تلقاء نفسه

{ قل } لهم يا محمد

{ فأتوا بسورة مثله } مثل سورة القرآن

{ وادعوا من استطعتم } استعينوا على ذلك من عبدتم

{ من دون اللّه إن كنتم صادقين } أن محمد عليه الصلاة والسلام يختلقه من تلقاء نفسه

٣٩

{ بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه } بما لم يدرك علمهم

{ ولما يأتهم } لم يأتهم

{ تأويله } عاقبة ما وعدهم في القرآن

{ كذلك } كما كذبك قومك بالكتب والرسل

{ كذب الذين من قبلهم } بالكتب والرسل

{ فانظر } يا محمد

{ كيف كان عاقبة الظالمين } كيف صار آخر أمر المشركين المكذبين بالكتب والرسل من عبادة اللّه شيئا ويقال وهذا تعزية من اللّه عز وجل لنبيه صلى اللّه عليه وسلم كي يصبر على أذاهم

٤٠

{ ومنهم } من اليهود

{ من يؤمن به } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن قبل موته

{ ومنهم } من اليهود

{ من لا يؤمن به } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن ويموت على الكفر

{ وربك أعلم بالمفسدين } باليهود بمن يؤمن وبمن لا يؤمن ويقال نزلت هذه الآية في المشركين

٤١

{ وإن كذبوك } يا محمد قومك بما تقول لهم

{ فقل لي عملي } وديني

{ ولكم عملكم } ودينكم

{ أنتم بريئون مما أعمل } وأدين

{ وأنا بريء مما تعملون } وتدينون

٤٢

{ ومنهم } من اليهود

{ من يستمعون إليك } إلى كلامك وحديثك ويقال من مشركي العرب من يستمع إلى كلامك وحديثك

{ أفأنت تسمع } يا محمد

{ الصم } من كأنه أصم

{ ولو كانوا لا يعقلون } ومع ذلك لا يريدون أن يعقلوا

٤٣

{ ومنهم } من اليهود ويقال من المشركين

{ من ينظر إليك أفأنت تهدي } ترشد إلى الهدى

{ العمي } من كأنه أعمى

{ ولو كانوا لا يبصرون } ومع ذلك لا يريدون أن يبصروا الحق والهدى

٤٤

{ إن اللّه لا يظلم الناس شيئا } لا ينقص من حسناتهم ولا يزيد على سيئاتهم

{ ولكن الناس أنفسهم يظلمون } بالكفر والشرك والمعاصي

٤٥

{ ويوم يحشرهم } يعني اليهود والنصارى والمشركين

{ كأن لم يلبثوا } في القبور

{ إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم } يعرف بعضهم بعضا في بعض المواطن ولا يعرف بعضهم بعضا في بعض المواطن

{ قد خسر } غبن

{ الذين كذبوا بلقاء اللّه } بالبعث بعد الموت بذهاب الدنيا والآخرة

{ وما كانوا مهتدين } من الكفر والضلالة

٤٦

{ وإما نرينك } يا محمد

{ بعض الذي نعدهم } من العذاب

{ أو نتوفينك } قبل أن نرينك يا محمد ما نعدهم من العذاب

{ فإلينا مرجعهم } بعد الموت

{ ثم اللّه شهيد على ما يفعلون } من الخير والشر

٤٧

{ ولكل أمة } لكل أهل دين

{ رسول } يدعوهم إلى اللّه وإلى دينه

{ فإذا جاء } هم

{ رسولهم } فكذبوا

{ قضي بينهم } وبين الرسول

{ بالقسط } بالعدل بهلاك القوم ونجاة الرسول

{ وهم لا يظلمون } لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم

٤٨

{ ويقولون } وقال كل أهل دين لرسولهم

{ متى هذا الوعد } الذي تعدنا

{ إن كنتم صادقين } إن كنت من الصادقين

٤٩

{ قل } لهم يا محمد

{ لا أملك } لا أقدر

{ لنفسي ضرا } دفع الضر

{ ولا نفعا } ولا جر النفع

{ إلا ما شاء اللّه } من الضر والنفع

{ لكل أمة } لكل أهل دين

{ أجل } مهلة ووقت

{ إذا جاء أجلهم } وقت هلاكهم

{ فلا يستأخرون ساعة } قدر ساعة بعد الأجل

{ ولا يستقدمون } قبل الأجل

٥٠

{ قل } يا محمد لأهل مكة

{ أرأيتم إن أتاكم عذابه } عذاب اللّه

{ بياتا } ليلا

{ أو نهارا } كيف تصنعون

{ ماذا يستعجل } بماذا يستعجل

{ منه } من عذاب اللّه

{ المجرمون } المشركون

٥١

قالوا نؤمن قل لهم يا محمد

{ أثم إذا ما وقع } يقول إذا ما أنزل عليكم العذاب

{ آمنتم به } قالوا نعم قل لهم يا محمد يقال لكم

{ الآن } تؤمنون بالعذاب

{ وقد كنتم به } بالعذاب

{ تستعجلون } قبل هذا استهزاء به

٥٢

{ ثم قيل للذين ظلموا } أشركوا

{ ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون } في الآخرة

{ إلا بما كنتم تكسبون } تقولون وتعملون في الدنيا

٥٣

{ ويستنبئونك } يستخبرونك يا محمد

{ أحق هو } يعني العذاب والقرآن

{ قل إي وربي } نعم وربي

{ إنه لحق } صدق كائن يعني العذاب

{ وما أنتم بمعجزين } بفائتين من عذاب اللّه

٥٤

{ ولو أن لكل نفس ظلمت } اشركت باللّه

{ ما في الأرض } لافتدت به لفادت به نفسها من عذاب اللّه

{ وأسروا الندامة } أخفوا الندامة الرؤساء من السفلة

{ لما رأوا العذاب } حين رأوا العذاب

{ وقضي بينهم } وبين السفلة

{ بالقسط } والعدل

{ وهم لا يظلمون } لا ينقص من حسناتهم شيء ولا يزاد على سيئاتهم

٥٥

{ ألا إن للّه ما في السماوات والأرض } من الخلق والعجائب

{ ألا إن وعد اللّه حق } كائن البعث بعد الموت

{ ولكن أكثرهم لا يعلمون } لا يصدقون

٥٦

{ هو يحيي } للبعث

{ ويميت } في الدنيا

{ وإليه ترجعون } بعد الموت

٥٧

{ يا أيها الناس } يا أهل مكة

{ قد جاءتكم موعظة } نهى

{ من ربكم } مما أنتم فيه

{ وشفاء } بيان

{ لما في الصدور } من العمى

{ وهدى } من الضلاله

{ ورحمة } من العذاب

{ للمؤمنين }

٥٨

{ قل } يا محمد لأصحابك

{ بفضل اللّه } القرآن الذي أكرمكم به

{ وبرحمته } الإسلام الذي وفقكم به

{ فبذلك } بالقرآن والإسلام

{ فليفرحوا هو خير } يعني القرآن والإسلام

{ مما يجمعون } مما يجمع اليهود والمشركون من الأموال

٥٩

{ قل } يا محمد لأهل مكة

{ أرأيتم ما أنزل اللّه لكم } ما خلق اللّه لكم

{ من رزق } من حرث وأنعام

{ فجعلتم منه } فقلتم وفعلتم

{ حراما } على النساء منفعتها يعني منفعة البحيرة والسائبة والحام

{ وحلالا } للرجال

{ قل } لهم يا محمد

{ آللّه أذن لكم } أمر ربكم بذلك

{ أم على اللّه } بل على اللّه

{ تفترون } تختلقون الكذب

٦٠

{ وما ظن الذين يفترون } يختلقون

{ على اللّه الكذب } ماذا يفعل بهم

{ يوم القيامة إن اللّه لذو فضل } من

{ على الناس } بتأخير العذاب

{ ولكن أكثرهم لا يشكرون } بذلك ولا يؤمنون

٦١

{ وما تكون }

{ في شأن } في أمر

{ وما تتلو } عليهم

{ منه من قرآن } سورة أو آية

{ ولا تعملون من عمل } خير أو شر

{ إلا كنا عليكم } وعلى أمركم وتلاوتكم وعملكم

{ شهودا } عالما

{ إذ تفيضون } تخوضون

{ فيه } في القرآن بالتكذيب

{ وما يعزب } ما يغيب

{ عن ربك من مثقال ذرة } وزن نملة حمراء من أعمال العباد

{ في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك } ولا أخف من ذلك

{ ولا أكبر } ولا أثقل

{ إلا في كتاب مبين } مكتوب في اللوح المحفوظ

٦٢

{ ألا إن أولياء اللّه } المؤمنين

{ لا خوف عليهم } فيما يستقبلهم من العذاب

{ ولا هم يحزنون } على ما خلفوا من خلفهم

٦٣

ثم بين من هم فقال

{ الذين آمنوا } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن

{ وكانوا يتقون } الكفر والشرك والفواحش

٦٤

{ لهم البشرى في الحياة الدنيا } بالرؤيا الصالحة يرونها أو ترى لهم

{ وفي الآخرة } بالجنة

{ لا تبديل لكلمات اللّه } بالجنة

{ ذلك } البشرى

{ هو الفوز العظيم } النجاة الوافرة فازوا بالجنة وما فيها ونجوا من النار وما فيها

٦٥

{ ولا يحزنك } يا محمد

{ قولهم } تكذيبهم إياك

{ إن العزة } والقدرة والمنعة

{ للّه جميعا } بهلاكهم

{ هو السميع } لمقالتهم

{ العليم } بفعلهم وعقوبتهم

٦٦

{ ألا إن للّه من في السماوات ومن في الأرض } من لخلق يحولهم كيف يشاء

{ وما يتبع } يعبد

{ الذين يدعون } يعبدون

{ من دون اللّه شركاء } آلهة من الأوثان

{ إن يتبعون } ما يعبدون

{ إلا الظن } إلا بالظن بغير يقين

{ وإن هم } ما هم يعني الرؤساء

{ إلا يخرصون } يكذبون للسفلة

٦٧

{ هو الذي } أي إلهكم هو الذي

{ جعل لكم } خلق لكم

{ الليل لتسكنوا فيه } لتستقروا فيه

{ والنهار مبصرا } مضيئا للذهاب والمجيء

{ إن في ذلك } فيما ذكرت

{ لآيات } لعبرات

{ لقوم يسمعون } مواعظ القرآن ويطيعون

٦٨

{ قالوا } كفار مكة

{ اتخذ اللّه ولدا } من الملائكة الاناث

{ سبحانه } نزه نفسه عن الولد والشريك

{ هو الغني } عن الولد والشريك

{ له ما في السماوات وما في الأرض } من الخلق والعجائب

{ إن عندكم } ماعندكم

{ من سلطان } من كتاب ولا حجة

{ بهذا } بما تقولون على اللّه من الكذب

{ أتقولون على اللّه } بل تقولون على اللّه

{ ما لا تعلمون } ذلك من الكذب

٦٩

{ قل } يا محمد

{ إن الذين يفترون } يختلفون

{ على اللّه الكذب لا يفلحون } لا ينجون من عذاب اللّه ولا يأمنون

٧٠

{ متاع في الدنيا } يعيشون في الدنيا قليلا

{ ثم إلينا مرجعهم } بعد الموت

{ ثم نذيقهم العذاب الشديد } الغليظ

{ بما كانوا يكفرون } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن ويكذبون على اللّه

٧١

{ واتل عليهم } أقرأ عليهم

{ نبأ } خبر

{ نوح } بالقرآن

{ إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم } عظم عليكم

{ مقامي } طول مقامي ومكاني

{ وتذكيري } وتحذيري إياكم

{ بآيات اللّه } من عذاب اللّه

{ فعلى اللّه توكلت } وثقت وفوضت أمري إلى اللّه

{ فأجمعوا أمركم } فاجتمعوا على قول وأمر واحد

{ وشركاءكم } استعينوا بآلهتكم

{ ثم لا يكن أمركم عليكم غمة } لا تلبسوا أمركم وقولكم على أنفسكم

{ ثم اقضوا إلي } امضوا إلى

{ ولا تنظرون } ولا ترقبون

٧٢

{ فإن توليتم } عن الإيمان بما جئتكم به

{ فما سألتكم } عن الإيمان

{ من أجر } من جعل

{ إن أجري } ما ثوابي بما دعوتكم إلى الإيمان

{ إلا على اللّه وأمرت أن أكون من المسلمين } مع المسلمين على دينهم

٧٣

{ فكذبوه } يعني نوحا بما أتاهم

{ فنجيناه } من الغرق

{ ومن معه } من المؤمنين

{ في الفلك } في السفينة

{ وجعلناهم خلائف } خلفاء وسكان الأرض

{ وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا } بكتابنا ورسولنا نوح

{ فانظر } يا محمد

{ كيف كان عاقبة المنذرين } كيف صار آخر أمر الذين أنذرتهم الرسل فلم يؤمنوا

٧٤

{ ثم بعثنا من بعده } من بعد هلاك قوم نوح

{ رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات } بالأمر والنهي والعلامات

{ فما كانوا ليؤمنوا } ليصدقوا

{ بما كذبوا به من قبل } من قبل يوم الميثاق

{ كذلك } هكذا

{ نطبع } نختم

{ على قلوب المعتدين } من الحلال والحرام

٧٥

{ ثم بعثنا من بعدهم } من بعد هؤلاء الرسل

{ موسى وهارون إلى فرعون وملئه } رؤسائه

{ بآياتنا } بكتابنا ويقال بآياتنا التسع اليد والعصا والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والسنين ونقص من الثمرات ويقال الطمس

{ فاستكبروا } عن الإيمان بالكتاب والرسول والآيات

{ وكانوا قوما مجرمين } مشركين

٧٦

{ فلما جاءهم الحق من عندنا } الكتاب والرسول والآيات

{ قالوا إن هذا } الذي جاء به موسى

{ لسحر مبين } كذب بين وإن قرأت بالإلف ارادوا به موسى ساحرا كذابا

٧٧

?  قال  ? لهم

{ موسى أتقولون للحق } الكتاب والرسول والآيات

{ لما جاءكم } حين جاءكم

{ أسحر هذا ولا يفلح } لا ينجو ولا يأمن

{ الساحرون } من عذاب اللّه

٧٨

{ قالوا } لموسى

{ أجئتنا لتلفتنا } لتصرفنا

{ عما وجدنا عليه آباءنا } من عبادة الأوثان

{ وتكون لكما الكبرياء } الملك والسلطان

{ في الأرض } في أرض مصر

{ وما نحن لكما بمؤمنين } بمصدقين

٧٩

{ وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم } حاذق

٨٠

{ فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون } من العصي والحبال

٨١

{ فلما ألقوا } عصيهم وحبالهم ?  قال  ? لهم

{ موسى ما جئتم به } ما طرحتم

{ أسحر } هو السحر

{ إن اللّه سيبطله } سيهلكه

{ إن اللّه لا يصلح } لا يرضى

{ عمل المفسدين } الساحرين

٨٢

{ ويحق اللّه } يظهر اللّه لدينه

{ الحق بكلماته } بتحقيقه

{ ولو كره المجرمون } وإن كره المشركون أن يكون ذلك

٨٣

{ فما آمن } فما صدق

{ لموسى } بما جاء به

{ إلا ذرية من قومه } من قوم فرعون كان آباؤهم من القبط وأمهاتهم من بني إسرائيل فآمنوا بموسى

{ على خوف من فرعون وملئهم } رؤسائهم

{ أن يفتنهم } أن يقتلهم

{ وإن فرعون لعال } لمخالف

{ في الأرض } لدين موسى

{ وإنه لمن المسرفين } المشركين

٨٤

{ وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم باللّه فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين } إذ كنتم مسلمين

٨٥

{ فقالوا على اللّه توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين } المشركين أي لا تسلطهم علينا فيظنون أنهم على الحق ونحن على الباطل

٨٦

{ ونجنا برحمتك من القوم الكافرين } من فرعون وقومه

٨٧

{ وأوحينا إلى موسى وأخيه } هارون

{ أن تبوآ } أن اتخذا

{ لقومكما بمصر بيوتا } مساجد في جوف في البيت

{ واجعلوا بيوتكم } مساجدكم

{ قبلة } نحو القبلة

{ وأقيموا الصلاة } أتموا الصلوات الخمس

{ وبشر المؤمنين } بالنصرة والنجاة والجنة

٨٨

{ وقال موسى ربنا } يا ربنا

{ إنك آتيت } أعطيت

{ فرعون وملأه } رؤساءه

{ زينة } زهرة

{ وأموالا } كثيرة

{ في الحياة الدنيا ربنا } يا ربنا

{ ليضلوا } بذلك عبادك

{ عن سبيلك } عن دينك وطاعتك

{ ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم } واحفظ قلوبهم

{ فلا يؤمنوا } فلن يؤمنوا

{ حتى يروا العذاب الأليم } الغرق

٨٩

?  قال  ? اللّه لموسى وهرون

{ قد أجيبت دعوتكما فاستقيما } على الإيمان والطاعة للّه وتبليغ الرسالة

{ ولا تتبعان سبيل } دين

{ الذين لا يعلمون } توحيد اللّه لا يصدقونه يعني فرعون وقومه

٩٠

{ وجاوزنا ببني إسرائيل } عبرنا

{ البحر فأتبعهم فرعون وجنوده } فذهب خلفهم فرعون وجموعه

{ بغيا } في المقالة

{ وعدوا } ارادوا قتلهم

{ حتى إذا أدركه } ألجمه

{ الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل } موسى وأصحابه

{ وأنا من المسلمين } مع المسلمين على دينهم

٩١

فقال له جبريل

{ الآن } أن تؤمن بعد الغرق

{ وقد عصيت } كفرت باللّه

{ قبل } أي من قبل الغرق

{ وكنت من المفسدين } في أرض مصر بالقتل والشرك والدعاء إلى غير عبادة اللّه

٩٢

{ فاليوم ننجيك ببدنك } نلقيك على النجاة بدرعك

{ لتكون } لكي تكون

{ لمن خلفك } من الكفار

{ آية } عبرة لكي لا يقتدوا بمقالتك ويعلموا أنك لست بإله

{ وإن كثيرا من الناس } يعني الكفار

{ عن آياتنا } عن كتابنا ورسولنا

{ لغافلون } لجاحدون

٩٣

{ ولقد بوأنا } أنزلنا

{ بني إسرائيل مبوأ صدق } أرضا كريمة أردن وفلسطين

{ ورزقناهم من الطيبات } المن والسلوى والغنائم

{ فما اختلفوا } اليهود والنصارى في محمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن

{ حتى جاءهم العلم } البيان ما في كتابهم في محمد صلى اللّه عليه وسلم بنعته وصفته

{ إن ربك } يا محمد

{ يقضي بينهم } بين اليهود والنصارى

{ يوم القيامة فيما كانوا فيه } في الدين

{ يختلفون } يخالفون

٩٤

{ فإن كنت } يا محمد

{ في شك مما أنزلنا إليك } مما أنزلنا جبريل به يعني القرآن

{ فاسأل الذين يقرؤون الكتاب } يعني التوراة

{ من قبلك } عبد اللّه بن سلام وأصحابه فلم يسأل النبي صلى اللّه عليه وسلم ولم يكن بذلك شاكا إنما أراد اللّه بما قال لقومه

{ لقد جاءك } يا محمد

{ الحق من ربك } يعني جبريل بالقرآن من ربك فيه خبر الأولين

{ فلا تكونن من الممترين } الشاكين

٩٥

{ ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات اللّه } كتاب اللّه ورسوله

{ فتكون من الخاسرين } من المغبونين بنفسك

٩٦

{ إن الذين حقت } وجبت

{ عليهم كلمة ربك } بالعذاب

{ لا يؤمنون } في علم اللّه

٩٧

{ ولو جاءتهم كل آية } طلبوا منك فلا يؤمنوا

{ حتى يروا العذاب الأليم } يوم بدر ويوم أحد ويوم الأحزاب

٩٨

{ فلولا كانت } هلا كانت

{ قرية آمنت } أهل قرية آمنت عند نزول العذاب

{ فنفعها إيمانها } يقول لم ينفع إيمانهم عند نزول العذاب

{ إلا قوم يونس } نفع إيمانهم

{ لما آمنوا } حين آمنوا

{ كشفنا } صرفنا

{ عنهم عذاب الخزي } الشديد

{ في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين } تركناهم بلا عذاب إلى حين الموت

٩٩

{ ولو شاء ربك } يا محمد

{ لآمن من في الأرض كلهم جميعا } جميع الكفار

{ أفأنت تكره الناس } تجبر الناس

{ حتى يكونوا مؤمنين 

١٠٠

{ وما كان لنفس } كافرة

{ أن تؤمن } باللّه

{ إلا بإذن اللّه } بإرادة اللّه وتوفيقه

{ ويجعل الرجس } يترك التكذيب

{ على الذين } في قلوب الذين

{ لا يعقلون } توحيد اللّه نزلت هذه الآية في شأن أبي طالب حرص النبي صلى اللّه عليه وسلم على إيمانه ولم يرد اللّه أن يؤمن

١٠١

{ قل } لهم يا محمد

{ انظروا ماذا في السماوات } من الشمس والقمر والنجوم

{ والأرض } وماذا في الأرض من الشجر والدواب والجبال والبحار كلها آية لكم ثم قال

{ وما تغني الآيات والنذر } الرسل

{ عن قوم لا يؤمنون } في علم اللّه

١٠٢

{ فهل ينتظرون } فهل بقى لهم آية

{ إلا مثل أيام الذين خلوا } عذاب الذين مضوا

{ من قبلهم } من الكفار

{ قل } يا محمد

{ فانتظروا } بنزول العذاب وبهلاكي

{ إني معكم من المنتظرين } بنزول العذاب عليكم وبهلاككم

١٠٣

{ ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا } بالرسل بعد هلاك قومهم

{ كذلك } هكذا

{ حقا } واجبا

{ علينا ننج المؤمنين } مع الرسل

١٠٤

{ قل } يا محمد

{ يا أيها الناس } يا أهل مكة

{ إن كنتم في شك من ديني } الإسلام

{ فلا أعبد الذين تعبدون } تدعون

{ من دون اللّه } من الأوثان

{ ولكن أعبد اللّه الذي يتوفاكم } يقبض أرواحكم ثم يحييكم بعد أن يميتكم

{ وأمرت أن أكون من المؤمنين } مع المؤمنين على دينهم

١٠٥

{ وأن أقم وجهك للدين } أخلص دينك وعملك للّه

{ حنيفا } مسلما

{ ولا تكونن من المشركين } مع المشركين على دينهم

١٠٦

{ ولا تدع } لا تعبد

{ من دون اللّه ما لا ينفعك } في الدنيا والاخرة إن عبدت

{ ولا يضرك } إن لم تعبده

{ فإن فعلت } عبدت

{ فإنك إذا من الظالمين } من الضارين لنفسك

١٠٧

{ وإن يمسسك } يصبك

{ اللّه بضر } بشدة وأمر تكرهه

{ فلا كاشف له } فلا رافع للضر

{ إلا هو وإن يردك } يصبك

{ بخير } بنعمة وأمر تسر به

{ فلا راد لفضله } لا مانع لعطيته

{ يصيب به } يخص بالفضل

{ من يشاء من عباده } من كان أهلا لذلك

{ وهو الغفور } المتجاوز لمن تاب

{ الرحيم } لمن مات على التوبة

١٠٨

{ قل يا أيها الناس } يا أهل مكة

{ قد جاءكم الحق } الكتاب والرسول

{ من ربكم فمن اهتدى } بالكتاب والرسول

{ فإنما يهتدي لنفسه } يعني ثوابه

{ ومن ضل } كفر بالكتاب والرسول

{ فإنما يضل عليها } يعني عليها جناية ذلك

{ وما أنا عليكم بوكيل } بكفيل نسختها آية القتال

١٠٩

{ واتبع } يا محمد

{ ما يوحى إليك } ما يؤمر لك في القرآن من تبليغ الرسالة

{ واصبر } على ذلك

{ حتى يحكم اللّه } بينكم وبينهم بقتلهم وهلاكهم يوم بدر

{ وهو خير الحاكمين } بهلاكهم ونصرهم 

ومن السورة التي يذكر فيها هود

﴿ ٠