يونس{ بسم اللّه الرحمن الرحيم } وهي كلها مكية إلا آية واحدة عند رأس لأربعين فإنها نزلت في اليهود فهي مدنية وهي قول اللّه عز وجل { ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به } الآية وآياتها مائة وتسع آيات وكلماتها ألف وثمانمائة واثنان وحروفها ستة آلاف وخمسمائة وسبعة وستون قوله تعالى ١{ الر } يقول أنا اللّه أرى ويقال قسم أقسم به { تلك آيات الكتاب الحكيم } إن هذه السورة آيات القرآن المحكم بالحلال والحرام ٢{ أكان للناس } لأهل مكة { عجبا أن أوحينا } بأن أوحينا { إلى رجل منهم } آدمي مثلهم { أن أنذر الناس } أن خوف أهل مكة بالقرآن { وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق } ثواب خير ويقال إيمانهم في الدنيا قدمهم في الآخرة عند ربهم ويقال إن لهم نبي صدق ويقال شفيع صدق { عند ربهم قال الكافرون } كفار مكة { إن هذا } القرآن { لساحر } كذب { مبين ٣{ إن ربكم اللّه الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام } من أيام أول الدنيا أول يوم يوم الآحد وآخر يوم يوم الجمعة طول كل يوم ألف سنة { ثم استوى على العرش } استقر ويقال امتلأ به العرش { يدبر الأمر } امر العباد ويقال ينظر في أمر العباد ويقال يبعث الملائكة بالوحي والتنزيل والمصيبة { ما من شفيع } ما من ملك مقرب ولا نبي مرسل يشفع لأحد { إلا من بعد إذنه } إلا بإذن اللّه { ذلكم اللّه ربكم } الذي يفعل ذلك هو ربكم { فاعبدوه } فوحدوه { أفلا تذكرون } أفلا تتعظون ٤{ إليه مرجعكم } بعد الموت { جميعا وعد اللّه حقا } صدقا كائنا { إنه يبدأ الخلق } من النطفة { ثم يعيده } بعد الموت { ليجزي الذين آمنوا } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وعملوا الصالحات } فيما بينهم وبين ربهم { بالقسط } بالعدل الجنة { والذين كفروا } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن { لهم شراب من حميم } من ماء حار قد انتهى حره { وعذاب أليم } وجيع يخلص وجعه إلى قلوبهم ( بما كانوا يكفرون ) بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن ٥{ هو الذي جعل الشمس ضياء } للعالمين بالنهار { والقمر نورا } لهم بالليل { وقدره منازل } جعل له منازل { لتعلموا عدد السنين والحساب } حساب الشهور والأيام { ما خلق اللّه ذلك إلا بالحق } لبيان الحق والباطل { يفصل الآيات } يبين الآيات من القرآن لعلامات الوحدانية { لقوم يعلمون } يصدقون ٦{ إن في اختلاف الليل والنهار } في تقلب الليل والنهار وزيادتهما ونقصانهما وذهابهما ومجيئهما { وما خلق اللّه في السماوات } وفيما خلق اللّه من الشمس والقمر والنجوم وغير ذلك { والأرض } من الشجر والدواب والجبال والبحار وغير ذلك { لآيات } لعلامات لوحدانية الرب { لقوم يتقون } يطيعون ٧{ إن الذين لا يرجون } لا يخافون { لقاءنا } بالبعث بعد الموت ويقال لا يقرون بالبعث بعد الموت { ورضوا بالحياة الدنيا } اختاروا ما في الحياة الدنيا على الاخرة { واطمأنوا بها } رضوا بها { والذين هم عن آياتنا } عن محمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { غافلون } جاحدون تاركون لها ٨{ أولئك مأواهم } مصيرهم { النار بما كانوا يكسبون } يقولون ويعملون في الشرك ٩{ إن الذين آمنوا } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وعملوا الصالحات } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم { يهديهم } يدخلهم { ربهم } الجنة { بإيمانهم تجري من تحتهم } من تحت شجرهم ومساكنهم { الأنهار } أنهار الخمر والماء والعسل واللبن { في جنات النعيم ١٠{ دعواهم } قولهم { فيها } في الجنة إن اشتهوا شيئا { سبحانك اللّهم } فتأتي لهم الخدام بما يشتهون { وتحيتهم فيها سلام } يحيى بعضهم بعضا بالسلام { وآخر دعواهم } قولهم بعد الأكل والشرب { أن الحمد للّه رب العالمين ١١{ ولو يعجل اللّه للناس الشر } دعاءهم بالشر { استعجالهم بالخير } كاستعجال دعائهم بالخير { لقضي إليهم أجلهم } لهلكوا { فنذر الذين لا يرجون لقاءنا } لا يخافون البعث بعد الموت { في طغيانهم } في كفرهم وضلالتهم { يعمهون } يمضون عمهة لا يبصرون ١٢{ وإذا مس الإنسان الضر } إذا اصاب الكافر الشدة أو المرض وهو هشام بن المغيرة المخزومي { دعانا لجنبه } مضطجعا { أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره } رفعنا ما كان به من الشدة والبلاء { مر } استمر على ترك الدعاء { كأن لم يدعنا إلى ضر } إلى شدة { مسه } أصابه { كذلك } هكذا { زين للمسرفين } للمشركين { ما كانوا يعملون } في الشرك من الدعاء في الشدة وترك الدعاء في الرخاء ١٣{ ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا } حين كفروا { وجاءتهم رسلهم بالبينات } بالأمر والنهي والعلامات { وما كانوا ليؤمنوا } يقول لم يؤمنوا بما كذبوا به يوم الميثاق { كذلك } هكذا { نجزي القوم المجرمين } المشركين بالهلاك ١٤{ ثم جعلناكم } يا أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم { خلائف } استخلفناكم { في الأرض من بعدهم } من بعد هلاكهم { لننظر كيف تعملون } ماذا تعملون من الخير ١٥{ وإذا تتلى عليهم } تقرأ على المستهزئين الوليد بن المغيرة وأصحابه { آياتنا بينات } مبينات بالأمر والنهي { قال الذين لا يرجون لقاءنا } لا يخافون البعث بعد الموت وهم مستهزئون { ائت } يا محمد { بقرآن غير هذا أو بدله } غيره فاجعل آية الرحمة آية العذاب وآية العذاب آية الرحمة { قل } لهم يا محمد { ما يكون لي } ما يجوز لي { أن أبدله } أن أغيره { من تلقاء نفسي } من قبل نفسي { إن أتبع إلا ما يوحى إلي } ما أقول وما أعمل إلا بما يوحى إلي في القرآن { إني أخاف } أعلم { إن عصيت ربي } فبدلته أن يكون على { عذاب يوم عظيم } شديد ١٦{ قل } يا محمد { لو شاء اللّه } أن لا أكون رسولا { ما تلوته عليكم } ما قرأت القرآن عليكم { ولا أدراكم به } يقول ولا أعلمكم به بالقرآن { فقد لبثت } مكثت { فيكم عمرا } أربعين سنة { من قبله } من قبل القرآن ولم أقل من هذا شيئا { أفلا تعقلون } أفليس لكم ذهن الإنسانية أنه ليس من تلقاء نفسي ١٧{ فمن أظلم } أعتى وأجرأ على اللّه { ممن افترى } اختلق { على اللّه كذبا أو كذب بآياته } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { إنه لا يفلح } لا ينجو ولا يأمن { المجرمون } المشركون من عذاب اللّه ١٨{ ويعبدون } كفار مكة { من دون اللّه ما لا يضرهم } إن لم يعبدوا في الدنيا ولا في الآخرة { ولا ينفعهم } إن عبدوا في الدنيا ولا في الآخرة { ويقولون هؤلاء } يعنون الأوثان { شفعاؤنا } يشفعون لنا { عند اللّه قل } لهم يا محمد { أتنبئون اللّه } أتخبرون اللّه { بما لا يعلم } أن ليس { في السماوات ولا في الأرض } إله ينفع أو يضر غيره { سبحانه } نزه نفسه عن الولد والشريك { وتعالى } ارتفع وتبرأ { عما يشركون } به من الأوثان ١٩{ وما كان الناس } في زمان إبراهيم ويقال في زمن نوح { إلا أمة واحدة } على ملة واحدة ملة الكفر فبعث اللّه النبيين مبشرين ومنذرين { فاختلفوا } فصاروا مؤمنين وكافرين { ولولا كلمة } بتأخير العذاب عن هذه الأمة { سبقت من ربك } وجبت من ربك { لقضي بينهم } لهلكوا { فيما فيه } في الدين { يختلفون } يخالفون ٢٠{ ويقولون } يعني كفار مكة { لولا أنزل عليه } هلا أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام { آية } علامة { من ربه } على ما يقول { فقل } يا محمد { إنما الغيب } بنزول الآية { للّه فانتظروا } هلاكي { إني معكم من المنتظرين } لهلاككم ٢١{ وإذا أذقنا الناس } أعطينا الكفار { رحمة } نعمة { من بعد ضراء } شدة { مستهم } أصابتهم { إذا لهم مكر } تكذيب { في آياتنا } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { قل اللّه أسرع مكرا } أشد عقوبة أهلكهم اللّه يوم بدر { إن رسلنا } الحفظة { يكتبون ما تمكرون } ما تقولون من الكذب وتعملون من المعاصي ٢٢{ هو الذي يسيركم } يحفظكم إذا سافرتم { في البر } على الدواب { والبحر } وفي البحر في السفن { حتى إذا كنتم في الفلك } ركبتم في السفن { وجرين بهم } جرت السفن بأهلها { بريح طيبة } لينة ساكنة { وفرحوا بها } أعجب الملاحون بالريح الساكنة { جاءتها } أي السفن { ريح عاصف } قاصف شديد { وجاءهم الموج } ركبهم الموج { من كل مكان } ناحية { وظنوا } علموا وأيقنوا { أنهم أحيط بهم } أهلكوا { دعوا اللّه مخلصين له الدين } مفردين له بالدعاء { لئن أنجيتنا من هذه } الريح والشدة { لنكونن من الشاكرين } من المؤمنين المطيعين ٢٣{ فلما أنجاهم } من الريح والغرق { إذا هم يبغون } يتطاولون { في الأرض بغير الحق } بلا حق { يا أيها الناس } يا أهل مكة { إنما بغيكم } ظلمكم وتطاولكم فيما بينكم { على أنفسكم } جنايته { متاع الحياة الدنيا } منافع الدنيا تفنى ولا تبقى { ثم إلينا مرجعكم } بعد الموت { فننبئكم } نخبركم { بما كنتم تعملون } وتقولون من الخير والشر ٢٤{ إنما مثل الحياة الدنيا } في بقائها وفنائها { كماء أنزلناه من السماء } يعني المطر { فاختلط به نبات الأرض } اختلط بنبات الأرض { مما يأكل الناس } الحبوب والثمار { والأنعام } العكوش من النبات والحشيش { حتى إذا أخذت الأرض زخرفها } زينتها { وازينت } بالأحمر والأصفر والأخضر { وظن أهلها } الحراثون { أنهم قادرون عليها } على غلاتها { أتاها أمرنا } عذابنا { ليلا أو نهارا } كأنما داست الغنم في خفافها فأفسد زروع الزارعين { فجعلناها حصيدا } كحصيد الصيف { كأن لم تغن بالأمس } لم تكن بالأمس { كذلك } هكذا { نفصل الآيات } نبين القرآن في فناء الدنيا { لقوم يتفكرون } في أمر الدنيا والاخرة ٢٥{ واللّه يدعو } الخلق بالتوحيد { إلى دار السلام } والسلام هو اللّه والجنة داره { ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } دين قائم يرضاه وهو الإسلام ٢٦{ للذين أحسنوا الحسنى } وحدوا الحسنى الجنة { وزيادة } يعني النظر إلى وجه اللّه ويقال الزيادة في الثواب { ولا يرهق } لا يعلو { وجوههم قتر } سواد ولا كسوف { ولا ذلة } ولا كآبة { أولئك أصحاب الجنة } أهل الجنة { هم فيها خالدون ٢٧{ والذين كسبوا السيئات } الشرك باللّه { جزاء سيئة بمثلها } يقول جزاء قصاص الشرك باللّه النار { وترهقهم ذلة } تعلوهم كآبة وكسوف { ما لهم من اللّه } من عذاب اللّه { من عاصم } من مانع { كأنما } من الحزن { أغشيت } ألبست { وجوههم قطعا من الليل } من السواد { مظلما أولئك أصحاب النار } أهل النار { هم فيها خالدون } دائمون ٢٨{ ويوم نحشرهم } الكفار وآلهتهم { جميعا ثم نقول للذين أشركوا } باللّه الأوثان { مكانكم } قفوا { أنتم وشركاؤكم } آلهكم { فزيلنا } فرقنا { بينهم } وبين آلهتهم فقال الكافرون أمرنا هؤلاء أن نعبدهم من دونك { وقال شركاؤهم } آلهتهم ردا عليهم { ما كنتم إيانا تعبدون } بأمرنا فقالوا بلى أمرتمونا بعبادتكم ٢٩فقالت الآلهة { فكفى باللّه شهيدا بيننا وبينكم إن كنا } قد كنا { عن عبادتكم } إيانا { لغافلين } لجاهلين لم نعلم من ذلك شيئا ٣٠{ هنالك } عند ذلك { تبلو } تعلم وإن قرأت بالتاء تقول تقرأ { كل نفس ما أسلفت } ما عملت من خير أو شر { وردوا إلى اللّه مولاهم الحق } إلههم الحق { وضل عنهم } بطل عنهم واشتغل عنهم { ما كانوا يفترون } يعبدون بالكذب ٣١{ قل } يا محمد لكفار أهل مكة { من يرزقكم من السماء } بالمطر { والأرض } بالنبات والثمار { أم من يملك السمع والأبصار } يقول من يقدر أن يخلق السمع والأبصار { ومن يخرج الحي من الميت } من يقدر أن يخرج الحي من الميت يعني النسمة والدواب من النطفة ويقال الطير من البيضة ويقال السنبلة من الحب { ويخرج الميت من الحي } النطفة من النسمة والدواب ويقال البيضة من الطير ويقال الحبة من السنبلة { ومن يدبر الأمر } من يقدر أن يدبر أمر العباد وينظر في أمر العباد ويبعث الملائكة بالوحي والتنزيل والمصيبة { فسيقولون اللّه فقل } يا محمد { أفلا تتقون } تطيعون اللّه ٣٢{ فذلكم اللّه ربكم } فالذي يفعل ذلك هو ربكم { الحق } هو الحق وعبادته الحق { فماذا بعد الحق إلا الضلال } فماذا عبادتكم بعد عبادة اللّه إلا عبادة الشيطان { فأنى تصرفون } من أين تكذبون على اللّه ٣٣{ كذلك } هكذا { حقت } وجبت { كلمة ربك } بالعذاب { على الذين فسقوا } كفروا { أنهم لا يؤمنون } في علم اللّه ٣٤{ قل } لهم يا محمد { هل من شركائكم } من آلهتكم { من يبدأ الخلق } من النطفة ويجعل فيه الروح { ثم يعيده } بعد الموت يوم القيامة فإن أجابوك وإلا ف { قل اللّه يبدأ الخلق } من النطفة { ثم يعيده } ثم يحييه يوم القيامة { فأنى تؤفكون } فمن أين تكذبون ويقال انظر يا محمد كيف يصرفون بالكذب ٣٥{ قل } لهم يا محمد { هل من شركائكم } من آلهتكم { من يهدي إلى الحق } والهدى فأن أجابوك وإلا { قل اللّه يهدي للحق } والهدى { أفمن يهدي إلى الحق } والهدى { أحق أن يتبع } أن يعبد ويطاع { أم من لا يهدي } إلى الحق والهدى { إلا أن يهدى } يحمل فيذهب به حيث يشاء { فما لكم كيف تحكمون } بئس ما تقضون به لأنفسكم ٣٦{ وما يتبع } يعبد { أكثرهم } آلهة { إلا ظنا } إلا بالظن { إن الظن } عبادتهم بالظن { لا يغني من الحق } من عذاب اللّه { شيئا إن اللّه عليم بما يفعلون } في الشرك من عبادة الأوثان وغير ذلك ٣٧{ وما كان هذا القرآن } الذي يقرأ عليكم محمد صلى اللّه عليه وسلم { أن يفترى } أن يختلق { من دون اللّه ولكن تصديق الذي بين يديه } موافق للتوراة والإنجيل والزبور وسائر الكتب بالتوحيد وصفة محمد صلى اللّه عليه وسلم ونعته { وتفصيل الكتاب } تبيان القرآن بالحلال والحرام والأمر والنهي { لا ريب فيه } لا شك فيه { من رب العالمين } من سيد العالمين ٣٨{ أم يقولون } بل يقولون كفار مكة { افتراه } اختلق محمد صلى اللّه عليه وسلم القرآن من تلقاء نفسه { قل } لهم يا محمد { فأتوا بسورة مثله } مثل سورة القرآن { وادعوا من استطعتم } استعينوا على ذلك من عبدتم { من دون اللّه إن كنتم صادقين } أن محمد عليه الصلاة والسلام يختلقه من تلقاء نفسه ٣٩{ بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه } بما لم يدرك علمهم { ولما يأتهم } لم يأتهم { تأويله } عاقبة ما وعدهم في القرآن { كذلك } كما كذبك قومك بالكتب والرسل { كذب الذين من قبلهم } بالكتب والرسل { فانظر } يا محمد { كيف كان عاقبة الظالمين } كيف صار آخر أمر المشركين المكذبين بالكتب والرسل من عبادة اللّه شيئا ويقال وهذا تعزية من اللّه عز وجل لنبيه صلى اللّه عليه وسلم كي يصبر على أذاهم ٤٠{ ومنهم } من اليهود { من يؤمن به } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن قبل موته { ومنهم } من اليهود { من لا يؤمن به } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن ويموت على الكفر { وربك أعلم بالمفسدين } باليهود بمن يؤمن وبمن لا يؤمن ويقال نزلت هذه الآية في المشركين ٤١{ وإن كذبوك } يا محمد قومك بما تقول لهم { فقل لي عملي } وديني { ولكم عملكم } ودينكم { أنتم بريئون مما أعمل } وأدين { وأنا بريء مما تعملون } وتدينون ٤٢{ ومنهم } من اليهود { من يستمعون إليك } إلى كلامك وحديثك ويقال من مشركي العرب من يستمع إلى كلامك وحديثك { أفأنت تسمع } يا محمد { الصم } من كأنه أصم { ولو كانوا لا يعقلون } ومع ذلك لا يريدون أن يعقلوا ٤٣{ ومنهم } من اليهود ويقال من المشركين { من ينظر إليك أفأنت تهدي } ترشد إلى الهدى { العمي } من كأنه أعمى { ولو كانوا لا يبصرون } ومع ذلك لا يريدون أن يبصروا الحق والهدى ٤٤{ إن اللّه لا يظلم الناس شيئا } لا ينقص من حسناتهم ولا يزيد على سيئاتهم { ولكن الناس أنفسهم يظلمون } بالكفر والشرك والمعاصي ٤٥{ ويوم يحشرهم } يعني اليهود والنصارى والمشركين { كأن لم يلبثوا } في القبور { إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم } يعرف بعضهم بعضا في بعض المواطن ولا يعرف بعضهم بعضا في بعض المواطن { قد خسر } غبن { الذين كذبوا بلقاء اللّه } بالبعث بعد الموت بذهاب الدنيا والآخرة { وما كانوا مهتدين } من الكفر والضلالة ٤٦{ وإما نرينك } يا محمد { بعض الذي نعدهم } من العذاب { أو نتوفينك } قبل أن نرينك يا محمد ما نعدهم من العذاب { فإلينا مرجعهم } بعد الموت { ثم اللّه شهيد على ما يفعلون } من الخير والشر ٤٧{ ولكل أمة } لكل أهل دين { رسول } يدعوهم إلى اللّه وإلى دينه { فإذا جاء } هم { رسولهم } فكذبوا { قضي بينهم } وبين الرسول { بالقسط } بالعدل بهلاك القوم ونجاة الرسول { وهم لا يظلمون } لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم ٤٨{ ويقولون } وقال كل أهل دين لرسولهم { متى هذا الوعد } الذي تعدنا { إن كنتم صادقين } إن كنت من الصادقين ٤٩{ قل } لهم يا محمد { لا أملك } لا أقدر { لنفسي ضرا } دفع الضر { ولا نفعا } ولا جر النفع { إلا ما شاء اللّه } من الضر والنفع { لكل أمة } لكل أهل دين { أجل } مهلة ووقت { إذا جاء أجلهم } وقت هلاكهم { فلا يستأخرون ساعة } قدر ساعة بعد الأجل { ولا يستقدمون } قبل الأجل ٥٠{ قل } يا محمد لأهل مكة { أرأيتم إن أتاكم عذابه } عذاب اللّه { بياتا } ليلا { أو نهارا } كيف تصنعون { ماذا يستعجل } بماذا يستعجل { منه } من عذاب اللّه { المجرمون } المشركون ٥١قالوا نؤمن قل لهم يا محمد { أثم إذا ما وقع } يقول إذا ما أنزل عليكم العذاب { آمنتم به } قالوا نعم قل لهم يا محمد يقال لكم { الآن } تؤمنون بالعذاب { وقد كنتم به } بالعذاب { تستعجلون } قبل هذا استهزاء به ٥٢{ ثم قيل للذين ظلموا } أشركوا { ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون } في الآخرة { إلا بما كنتم تكسبون } تقولون وتعملون في الدنيا ٥٣{ ويستنبئونك } يستخبرونك يا محمد { أحق هو } يعني العذاب والقرآن { قل إي وربي } نعم وربي { إنه لحق } صدق كائن يعني العذاب { وما أنتم بمعجزين } بفائتين من عذاب اللّه ٥٤{ ولو أن لكل نفس ظلمت } اشركت باللّه { ما في الأرض } لافتدت به لفادت به نفسها من عذاب اللّه { وأسروا الندامة } أخفوا الندامة الرؤساء من السفلة { لما رأوا العذاب } حين رأوا العذاب { وقضي بينهم } وبين السفلة { بالقسط } والعدل { وهم لا يظلمون } لا ينقص من حسناتهم شيء ولا يزاد على سيئاتهم ٥٥{ ألا إن للّه ما في السماوات والأرض } من الخلق والعجائب { ألا إن وعد اللّه حق } كائن البعث بعد الموت { ولكن أكثرهم لا يعلمون } لا يصدقون ٥٦{ هو يحيي } للبعث { ويميت } في الدنيا { وإليه ترجعون } بعد الموت ٥٧{ يا أيها الناس } يا أهل مكة { قد جاءتكم موعظة } نهى { من ربكم } مما أنتم فيه { وشفاء } بيان { لما في الصدور } من العمى { وهدى } من الضلاله { ورحمة } من العذاب { للمؤمنين } ٥٨{ قل } يا محمد لأصحابك { بفضل اللّه } القرآن الذي أكرمكم به { وبرحمته } الإسلام الذي وفقكم به { فبذلك } بالقرآن والإسلام { فليفرحوا هو خير } يعني القرآن والإسلام { مما يجمعون } مما يجمع اليهود والمشركون من الأموال ٥٩{ قل } يا محمد لأهل مكة { أرأيتم ما أنزل اللّه لكم } ما خلق اللّه لكم { من رزق } من حرث وأنعام { فجعلتم منه } فقلتم وفعلتم { حراما } على النساء منفعتها يعني منفعة البحيرة والسائبة والحام { وحلالا } للرجال { قل } لهم يا محمد { آللّه أذن لكم } أمر ربكم بذلك { أم على اللّه } بل على اللّه { تفترون } تختلقون الكذب ٦٠{ وما ظن الذين يفترون } يختلقون { على اللّه الكذب } ماذا يفعل بهم { يوم القيامة إن اللّه لذو فضل } من { على الناس } بتأخير العذاب { ولكن أكثرهم لا يشكرون } بذلك ولا يؤمنون ٦١{ وما تكون } { في شأن } في أمر { وما تتلو } عليهم { منه من قرآن } سورة أو آية { ولا تعملون من عمل } خير أو شر { إلا كنا عليكم } وعلى أمركم وتلاوتكم وعملكم { شهودا } عالما { إذ تفيضون } تخوضون { فيه } في القرآن بالتكذيب { وما يعزب } ما يغيب { عن ربك من مثقال ذرة } وزن نملة حمراء من أعمال العباد { في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك } ولا أخف من ذلك { ولا أكبر } ولا أثقل { إلا في كتاب مبين } مكتوب في اللوح المحفوظ ٦٢{ ألا إن أولياء اللّه } المؤمنين { لا خوف عليهم } فيما يستقبلهم من العذاب { ولا هم يحزنون } على ما خلفوا من خلفهم ٦٣ثم بين من هم فقال { الذين آمنوا } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن { وكانوا يتقون } الكفر والشرك والفواحش ٦٤{ لهم البشرى في الحياة الدنيا } بالرؤيا الصالحة يرونها أو ترى لهم { وفي الآخرة } بالجنة { لا تبديل لكلمات اللّه } بالجنة { ذلك } البشرى { هو الفوز العظيم } النجاة الوافرة فازوا بالجنة وما فيها ونجوا من النار وما فيها ٦٥{ ولا يحزنك } يا محمد { قولهم } تكذيبهم إياك { إن العزة } والقدرة والمنعة { للّه جميعا } بهلاكهم { هو السميع } لمقالتهم { العليم } بفعلهم وعقوبتهم ٦٦{ ألا إن للّه من في السماوات ومن في الأرض } من لخلق يحولهم كيف يشاء { وما يتبع } يعبد { الذين يدعون } يعبدون { من دون اللّه شركاء } آلهة من الأوثان { إن يتبعون } ما يعبدون { إلا الظن } إلا بالظن بغير يقين { وإن هم } ما هم يعني الرؤساء { إلا يخرصون } يكذبون للسفلة ٦٧{ هو الذي } أي إلهكم هو الذي { جعل لكم } خلق لكم { الليل لتسكنوا فيه } لتستقروا فيه { والنهار مبصرا } مضيئا للذهاب والمجيء { إن في ذلك } فيما ذكرت { لآيات } لعبرات { لقوم يسمعون } مواعظ القرآن ويطيعون ٦٨{ قالوا } كفار مكة { اتخذ اللّه ولدا } من الملائكة الاناث { سبحانه } نزه نفسه عن الولد والشريك { هو الغني } عن الولد والشريك { له ما في السماوات وما في الأرض } من الخلق والعجائب { إن عندكم } ماعندكم { من سلطان } من كتاب ولا حجة { بهذا } بما تقولون على اللّه من الكذب { أتقولون على اللّه } بل تقولون على اللّه { ما لا تعلمون } ذلك من الكذب ٦٩{ قل } يا محمد { إن الذين يفترون } يختلفون { على اللّه الكذب لا يفلحون } لا ينجون من عذاب اللّه ولا يأمنون ٧٠{ متاع في الدنيا } يعيشون في الدنيا قليلا { ثم إلينا مرجعهم } بعد الموت { ثم نذيقهم العذاب الشديد } الغليظ { بما كانوا يكفرون } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن ويكذبون على اللّه ٧١{ واتل عليهم } أقرأ عليهم { نبأ } خبر { نوح } بالقرآن { إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم } عظم عليكم { مقامي } طول مقامي ومكاني { وتذكيري } وتحذيري إياكم { بآيات اللّه } من عذاب اللّه { فعلى اللّه توكلت } وثقت وفوضت أمري إلى اللّه { فأجمعوا أمركم } فاجتمعوا على قول وأمر واحد { وشركاءكم } استعينوا بآلهتكم { ثم لا يكن أمركم عليكم غمة } لا تلبسوا أمركم وقولكم على أنفسكم { ثم اقضوا إلي } امضوا إلى { ولا تنظرون } ولا ترقبون ٧٢{ فإن توليتم } عن الإيمان بما جئتكم به { فما سألتكم } عن الإيمان { من أجر } من جعل { إن أجري } ما ثوابي بما دعوتكم إلى الإيمان { إلا على اللّه وأمرت أن أكون من المسلمين } مع المسلمين على دينهم ٧٣{ فكذبوه } يعني نوحا بما أتاهم { فنجيناه } من الغرق { ومن معه } من المؤمنين { في الفلك } في السفينة { وجعلناهم خلائف } خلفاء وسكان الأرض { وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا } بكتابنا ورسولنا نوح { فانظر } يا محمد { كيف كان عاقبة المنذرين } كيف صار آخر أمر الذين أنذرتهم الرسل فلم يؤمنوا ٧٤{ ثم بعثنا من بعده } من بعد هلاك قوم نوح { رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات } بالأمر والنهي والعلامات { فما كانوا ليؤمنوا } ليصدقوا { بما كذبوا به من قبل } من قبل يوم الميثاق { كذلك } هكذا { نطبع } نختم { على قلوب المعتدين } من الحلال والحرام ٧٥{ ثم بعثنا من بعدهم } من بعد هؤلاء الرسل { موسى وهارون إلى فرعون وملئه } رؤسائه { بآياتنا } بكتابنا ويقال بآياتنا التسع اليد والعصا والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والسنين ونقص من الثمرات ويقال الطمس { فاستكبروا } عن الإيمان بالكتاب والرسول والآيات { وكانوا قوما مجرمين } مشركين ٧٦{ فلما جاءهم الحق من عندنا } الكتاب والرسول والآيات { قالوا إن هذا } الذي جاء به موسى { لسحر مبين } كذب بين وإن قرأت بالإلف ارادوا به موسى ساحرا كذابا ٧٧? قال ? لهم { موسى أتقولون للحق } الكتاب والرسول والآيات { لما جاءكم } حين جاءكم { أسحر هذا ولا يفلح } لا ينجو ولا يأمن { الساحرون } من عذاب اللّه ٧٨{ قالوا } لموسى { أجئتنا لتلفتنا } لتصرفنا { عما وجدنا عليه آباءنا } من عبادة الأوثان { وتكون لكما الكبرياء } الملك والسلطان { في الأرض } في أرض مصر { وما نحن لكما بمؤمنين } بمصدقين ٧٩{ وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم } حاذق ٨٠{ فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون } من العصي والحبال ٨١{ فلما ألقوا } عصيهم وحبالهم ? قال ? لهم { موسى ما جئتم به } ما طرحتم { أسحر } هو السحر { إن اللّه سيبطله } سيهلكه { إن اللّه لا يصلح } لا يرضى { عمل المفسدين } الساحرين ٨٢{ ويحق اللّه } يظهر اللّه لدينه { الحق بكلماته } بتحقيقه { ولو كره المجرمون } وإن كره المشركون أن يكون ذلك ٨٣{ فما آمن } فما صدق { لموسى } بما جاء به { إلا ذرية من قومه } من قوم فرعون كان آباؤهم من القبط وأمهاتهم من بني إسرائيل فآمنوا بموسى { على خوف من فرعون وملئهم } رؤسائهم { أن يفتنهم } أن يقتلهم { وإن فرعون لعال } لمخالف { في الأرض } لدين موسى { وإنه لمن المسرفين } المشركين ٨٤{ وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم باللّه فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين } إذ كنتم مسلمين ٨٥{ فقالوا على اللّه توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين } المشركين أي لا تسلطهم علينا فيظنون أنهم على الحق ونحن على الباطل ٨٦{ ونجنا برحمتك من القوم الكافرين } من فرعون وقومه ٨٧{ وأوحينا إلى موسى وأخيه } هارون { أن تبوآ } أن اتخذا { لقومكما بمصر بيوتا } مساجد في جوف في البيت { واجعلوا بيوتكم } مساجدكم { قبلة } نحو القبلة { وأقيموا الصلاة } أتموا الصلوات الخمس { وبشر المؤمنين } بالنصرة والنجاة والجنة ٨٨{ وقال موسى ربنا } يا ربنا { إنك آتيت } أعطيت { فرعون وملأه } رؤساءه { زينة } زهرة { وأموالا } كثيرة { في الحياة الدنيا ربنا } يا ربنا { ليضلوا } بذلك عبادك { عن سبيلك } عن دينك وطاعتك { ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم } واحفظ قلوبهم { فلا يؤمنوا } فلن يؤمنوا { حتى يروا العذاب الأليم } الغرق ٨٩? قال ? اللّه لموسى وهرون { قد أجيبت دعوتكما فاستقيما } على الإيمان والطاعة للّه وتبليغ الرسالة { ولا تتبعان سبيل } دين { الذين لا يعلمون } توحيد اللّه لا يصدقونه يعني فرعون وقومه ٩٠{ وجاوزنا ببني إسرائيل } عبرنا { البحر فأتبعهم فرعون وجنوده } فذهب خلفهم فرعون وجموعه { بغيا } في المقالة { وعدوا } ارادوا قتلهم { حتى إذا أدركه } ألجمه { الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل } موسى وأصحابه { وأنا من المسلمين } مع المسلمين على دينهم ٩١فقال له جبريل { الآن } أن تؤمن بعد الغرق { وقد عصيت } كفرت باللّه { قبل } أي من قبل الغرق { وكنت من المفسدين } في أرض مصر بالقتل والشرك والدعاء إلى غير عبادة اللّه ٩٢{ فاليوم ننجيك ببدنك } نلقيك على النجاة بدرعك { لتكون } لكي تكون { لمن خلفك } من الكفار { آية } عبرة لكي لا يقتدوا بمقالتك ويعلموا أنك لست بإله { وإن كثيرا من الناس } يعني الكفار { عن آياتنا } عن كتابنا ورسولنا { لغافلون } لجاحدون ٩٣{ ولقد بوأنا } أنزلنا { بني إسرائيل مبوأ صدق } أرضا كريمة أردن وفلسطين { ورزقناهم من الطيبات } المن والسلوى والغنائم { فما اختلفوا } اليهود والنصارى في محمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن { حتى جاءهم العلم } البيان ما في كتابهم في محمد صلى اللّه عليه وسلم بنعته وصفته { إن ربك } يا محمد { يقضي بينهم } بين اليهود والنصارى { يوم القيامة فيما كانوا فيه } في الدين { يختلفون } يخالفون ٩٤{ فإن كنت } يا محمد { في شك مما أنزلنا إليك } مما أنزلنا جبريل به يعني القرآن { فاسأل الذين يقرؤون الكتاب } يعني التوراة { من قبلك } عبد اللّه بن سلام وأصحابه فلم يسأل النبي صلى اللّه عليه وسلم ولم يكن بذلك شاكا إنما أراد اللّه بما قال لقومه { لقد جاءك } يا محمد { الحق من ربك } يعني جبريل بالقرآن من ربك فيه خبر الأولين { فلا تكونن من الممترين } الشاكين ٩٥{ ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات اللّه } كتاب اللّه ورسوله { فتكون من الخاسرين } من المغبونين بنفسك ٩٦{ إن الذين حقت } وجبت { عليهم كلمة ربك } بالعذاب { لا يؤمنون } في علم اللّه ٩٧{ ولو جاءتهم كل آية } طلبوا منك فلا يؤمنوا { حتى يروا العذاب الأليم } يوم بدر ويوم أحد ويوم الأحزاب ٩٨{ فلولا كانت } هلا كانت { قرية آمنت } أهل قرية آمنت عند نزول العذاب { فنفعها إيمانها } يقول لم ينفع إيمانهم عند نزول العذاب { إلا قوم يونس } نفع إيمانهم { لما آمنوا } حين آمنوا { كشفنا } صرفنا { عنهم عذاب الخزي } الشديد { في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين } تركناهم بلا عذاب إلى حين الموت ٩٩{ ولو شاء ربك } يا محمد { لآمن من في الأرض كلهم جميعا } جميع الكفار { أفأنت تكره الناس } تجبر الناس { حتى يكونوا مؤمنين ١٠٠{ وما كان لنفس } كافرة { أن تؤمن } باللّه { إلا بإذن اللّه } بإرادة اللّه وتوفيقه { ويجعل الرجس } يترك التكذيب { على الذين } في قلوب الذين { لا يعقلون } توحيد اللّه نزلت هذه الآية في شأن أبي طالب حرص النبي صلى اللّه عليه وسلم على إيمانه ولم يرد اللّه أن يؤمن ١٠١{ قل } لهم يا محمد { انظروا ماذا في السماوات } من الشمس والقمر والنجوم { والأرض } وماذا في الأرض من الشجر والدواب والجبال والبحار كلها آية لكم ثم قال { وما تغني الآيات والنذر } الرسل { عن قوم لا يؤمنون } في علم اللّه ١٠٢{ فهل ينتظرون } فهل بقى لهم آية { إلا مثل أيام الذين خلوا } عذاب الذين مضوا { من قبلهم } من الكفار { قل } يا محمد { فانتظروا } بنزول العذاب وبهلاكي { إني معكم من المنتظرين } بنزول العذاب عليكم وبهلاككم ١٠٣{ ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا } بالرسل بعد هلاك قومهم { كذلك } هكذا { حقا } واجبا { علينا ننج المؤمنين } مع الرسل ١٠٤{ قل } يا محمد { يا أيها الناس } يا أهل مكة { إن كنتم في شك من ديني } الإسلام { فلا أعبد الذين تعبدون } تدعون { من دون اللّه } من الأوثان { ولكن أعبد اللّه الذي يتوفاكم } يقبض أرواحكم ثم يحييكم بعد أن يميتكم { وأمرت أن أكون من المؤمنين } مع المؤمنين على دينهم ١٠٥{ وأن أقم وجهك للدين } أخلص دينك وعملك للّه { حنيفا } مسلما { ولا تكونن من المشركين } مع المشركين على دينهم ١٠٦{ ولا تدع } لا تعبد { من دون اللّه ما لا ينفعك } في الدنيا والاخرة إن عبدت { ولا يضرك } إن لم تعبده { فإن فعلت } عبدت { فإنك إذا من الظالمين } من الضارين لنفسك ١٠٧{ وإن يمسسك } يصبك { اللّه بضر } بشدة وأمر تكرهه { فلا كاشف له } فلا رافع للضر { إلا هو وإن يردك } يصبك { بخير } بنعمة وأمر تسر به { فلا راد لفضله } لا مانع لعطيته { يصيب به } يخص بالفضل { من يشاء من عباده } من كان أهلا لذلك { وهو الغفور } المتجاوز لمن تاب { الرحيم } لمن مات على التوبة ١٠٨{ قل يا أيها الناس } يا أهل مكة { قد جاءكم الحق } الكتاب والرسول { من ربكم فمن اهتدى } بالكتاب والرسول { فإنما يهتدي لنفسه } يعني ثوابه { ومن ضل } كفر بالكتاب والرسول { فإنما يضل عليها } يعني عليها جناية ذلك { وما أنا عليكم بوكيل } بكفيل نسختها آية القتال ١٠٩{ واتبع } يا محمد { ما يوحى إليك } ما يؤمر لك في القرآن من تبليغ الرسالة { واصبر } على ذلك { حتى يحكم اللّه } بينكم وبينهم بقتلهم وهلاكهم يوم بدر { وهو خير الحاكمين } بهلاكهم ونصرهم ومن السورة التي يذكر فيها هود |
﴿ ٠ ﴾