الأنبياءبسم اللّه الرحمن الرحيم وهى كلها مكية آياتها مائة وإحدى عشرة وكلماتها ألف ومائة وثمان وثلاثون وحروفها اربعة آلاف وثمان ومائة وستون حرفا قوله تعالى ١{ اقترب للناس حسابهم } يقول دنا لأهل مكة ما وعد لهم فى الكتاب من العذاب { وهم في غفلة } عن ذلك { معرضون } مكذبون به تاركون له ٢{ ما يأتيهم } ما يأتى إلى نبيهم جبريل { من ذكر } بذكر يعنى القرآن { من ربهم محدث } بآية بعد آية وسورة بعد سورة لكان إتيان جبريل وقراءة محمد صلى اللّه عليه وسلم واستماعهم محدثا لا القرآن { إلا استمعوه } إلا استمع أهل مكة إلى قراءة محمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وهم يلعبون } يهزءون بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن ٣{ لاهية قلوبهم } غافلة قلوبهم من أمر الآخرة { وأسروا النجوى } أخفوا التكذيب بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن فيما بينهم { الذين ظلموا } هم الذين ظلموا أشركوا أبو جهل وأصحابه يقول بعضهم لبعض { هل هذا } ما هذا يعنون محمدا صلى اللّه عليه وسلم { إلا بشر } آدمى { مثلكم أفتأتون السحر } أفتصدقون بالسحر والكذب { وأنتم تبصرون } وأنتم تعلمون بأنه سحر وكذب ٤{ قال } لهم يا محمد { ربي يعلم القول في السماء والأرض } أى يعلم السر من القول والفعل من أهل السماء والأرض { وهو السميع } لمقالة أبى جهل وأصحابه { العليم } بهم وبعقوبتهم ٥{ بل قالوا } قال بعضهم { أضغاث أحلام } أباطيل أحلام كاذبة ما أتانا به محمد صلى اللّه عليه وسلم { بل افتراه } وقال بعضهم بل اختلق محمد عليه الصلاة والسلام القرآن من تلقاء نفسه { بل هو شاعر } وقال بعضهم بل هو شاعر بروايته { فليأتنا بآية } بعلامة { كما أرسل الأولون } من الرسل بالآيات إلى قومهم بزعمه ٦فيقول اللّه { ما آمنت قبلهم } قبل قومك يا محمد بالآيات { من قرية } من أهل قرية { أهلكناها } عند التكذيب بالآيات { أفهم يؤمنون } أفقومك يؤمنون بالآيات بل لا يؤمنون ٧{ وما أرسلنا قبلك } من الرسل { إلا رجالا } من البشر مثلك { نوحي إليهم } نرسل إليهم الملائكة كما أرسلنا إليك { فاسألوا أهل الذكر } أهل التوراة والإنجيل { إن كنتم لا تعلمون } أن اللّه لم يرسل الرسول إلا من البشر ٨{ وما جعلناهم جسدا } الأنبياء { لا يأكلون الطعام } ولا يشربون الشراب { وما كانوا خالدين } فى الدنيا ولكن كانوا يأكلون الطعام ويشربون الشراب ويموتون نزلت فيهم حين قالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق ٩{ ثم صدقناهم الوعد } أنجزنا وعد الأنبياء بالنجاة { فأنجيناهم } يعنى الأنبياء { ومن نشاء } من آمن بالرسل { وأهلكنا المسرفين } المشركين ١٠{ لقد أنزلنا إليكم } إلى نبيكم { كتابا } جبريل بكتاب { فيه ذكركم } شرفكم وعزكم إن آمنتم به { أفلا تعقلون } أفلا تصدقون بشرفكم وعزكم ١١{ وكم قصمنا } أهلكنا { من قرية } أهل قرية { كانت ظالمة } كافرة مشركة أهلها { وأنشأنا } خلقنا { بعدها } بعد هلاكها { قوما آخرين } فسكنوا ديارهم ١٢{ فلما أحسوا بأسنا } رأوا عذابنا لهلاكهم { إذا هم منها } من بأسنا { يركضون } يهزون ويقال يهربون أيضا ١٣قالت لهم الملائكة { لا تركضوا } لا تهزوا ولا تهربوا { وارجعوا إلى ما أترفتم } أنعمتم { فيه ومساكنكم } منازلكم { لعلكم تسألون } لكى تسألوا عن الإيمان ويقال عن قتل النبى عليه السلام ١٤{ قالوا } عند القتل والعذاب { يا ويلنا إنا كنا ظالمين } بقتل نبينا ١٥{ فما زالت تلك } الويل { دعواهم } قولهم { حتى جعلناهم حصيدا } كحصيد السيف { خامدين } ميتين لا يتحركون هذه قصة أهل قرية نحو اليمن يقال لها حضور بعث اللّه إليهم نبيا فقتلوا ذلك النبى عليه السلام فسلط اللّه عليهم بختنصر فقتلهم ولم يترك فيهم عينا تطرف ١٦{ وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما } من الخلق { لاعبين } لا هين بلا أمر ولا نهى ثم نزل فى قولهم الملائكة بنات اللّه ١٧{ لو أردنا أن نتخذ لهوا } بنات ويقال زوجة ويقال ولدا { لاتخذناه من لدنا } من عندنا من الحور العين { إن كنا } ساكنا { فاعلين } ذلك ١٨{ بل نقذف بالحق } نرمى الحق { على الباطل } ويقال نبين الحق والباطل { فيدمغه } فيهلكه { فإذا هو زاهق } هالك يعنى الباطل { ولكم } يا معشر الكفار { الويل } الشدة من العذاب { بما تصفون } مما تقولون الملائكة بنات اللّه ١٩{ وله } عبيد { من في السماوات والأرض } من الخلق { ومن عنده } من الملائكة { لا يستكبرون } لا يتعاظمون { عن عبادته } عن طاعته والإقرار بعبوديته { ولا يستحسرون } لا يعيون من عبادة اللّه ٢٠{ يسبحون الليل والنهار } يصلون للّه بالليل والنهار { لا يفترون } لا يملون من عبادة اللّه والإقرار باللّه ٢١{ أم اتخذوا } أم عبدوا يعنى أهل مكة ( آلهة من الأرض ) فى الأرض { هم ينشرون } يحيون ويقال يخلفون ٢٢{ لو كان فيهما آلهة } يعنى فى السماء والأرض إله { إلا اللّه } غير اللّه { لفسدتا } لفسد أهلوهما { فسبحان اللّه رب العرش } السرير { عما يصفون } يقولون على اللّه من الولد والشريك ٢٣{ لا يسأل عما يفعل } لا يسأل اللّه عما يقول ويأمر ويفعل { وهم يسألون } والعباد يسألون عما يقولون ويعملون ٢٤{ أم اتخذوا } عبدوا { من دونه } من دون اللّه { آلهة } أصناما { قل } لهم يا محمد { هاتوا برهانكم } حجتكم بعبادتها { هذا } يعنى القرآن { ذكر من معي } خبر من هو معى { وذكر من قبلي } خبر من كان قبلي من المؤمنين والكافرين ليس فيه أن اللّه ولدا وشريكا { بل أكثرهم } كلهم { لا يعلمون الحق } ولا يصدقون بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن { فهم معرضون } مكذبون بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن ٢٥{ وما أرسلنا من قبلك } يا محمد { من رسول } مرسل { إلا نوحي إليه أنه } أى قل لقومك حتى يقولوا { لا إله إلا أنا فاعبدون } فوحدون ٢٦{ وقالوا } يعنى أهل مكة { اتخذ الرحمن ولدا } بنات من الملائكة { سبحانه } نزه نفسه عن الولد والشريك { بل عباد مكرمون } بل هم عبيد أكرمهم اللّه بالطاعة يعنى الملائكة ٢٧{ لا يسبقونه } لا يسبق جبريل عن ميكائيل قبل أن يأمره { بالقول } ولا بالفعل { وهم } يعنى الملائكة { بأمره يعملون } ويقولون يعنى الملائكة ٢٨{ يعلم ما بين أيديهم } من أمر الآخرة { وما خلفهم } من أمر الدنيا { ولا يشفعون } يعنى الملائكة يوم القيامة { إلا لمن ارتضى } إلا لمن رضى اللّه عنه من أهل التوحيد بتوحيده { وهم } يعنى الملائكة { من خشيته } من هيبته { مشفقون } خائفون ٢٩{ ومن يقل منهم } يعنى من الملائكة ويقال من الخلق { إني إله من دونه } من دون اللّه { فذلك نجزيه جهنم } فبذلك نجزيه جهنم { كذلك } هكذا { نجزي الظالمين } الكافرين ٣٠{ أولم ير } يعلم { الذين كفروا } جحدوا بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { أن السماوات والأرض كانتا رتقا } لم تنزل منها قطرة من مطر ولم ينبت على الأرض شىء من النبات ملتزقا بعضها على بعض { ففتقناهما } ففرقناهما وأبنا بعضهما عن بعض بالمطر والنبات { وجعلنا من الماء كل شيء حي } خلقنا من ماء الذكر والأنثى كل شىء يحتاج إلى الماه { أفلا يؤمنون } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن يعنى أهل مكة ٣١{ وجعلنا في الأرض رواسي } الجبال الثوابت أوتادا لها { أن تميد بهم } كى لا تميد بهم الأرض ٣٢{ وجعلنا فيها } فى الأرض { فجاجا } أودية { سبلا } طرقا واسعة { لعلهم يهتدون } لكى يهتدوا إلى الطرق فى الذهاب والمجىء { وجعلنا السماء سقفا } على الأرض { محفوظا } من السقوط ويقال محفوظا بالنجوم من الشياطين { وهم } يعنى أهل مكة { عن آياتها } عن شمسها وقمرها ونجومها { معرضون } مكذبون لا يتفكرون فيها ٣٣{ وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر } سخر الشمس والقمر { كل } كل واحد منهما { في فلك يسبحون } فى دوران يدوران فى مجراه يذهبون ٣٤{ وما جعلنا } ما خلقنا { لبشر } من الأنبياء { من قبلك الخلد } فى الدنيا { أفإن مت } يا محمد { فهم الخالدون } فى الدنيا نزلت هذه الآية فى قولهم ننتظر محمدا عليه الصلاة والسلام حتى يموت فنستريح ٣٥{ كل نفس } منفوسة { ذائقة الموت } تذوق الموت { ونبلوكم } نختبركم { بالشر والخير } بالشدة والرخاء { فتنة } كلاهما ابتلاء من اللّه { وإلينا ترجعون } بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم ٣٦{ وإذا رآك } يا محمد { الذين كفروا } أبو جهل وأصحابه { إن يتخذونك } يا محمد ما يقولون لك { إلا هزوا } سخرية يقول بعضهم لبعض { أهذا الذي يذكر } يعيب { آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون } جاحدون يقولون ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة الكذاب ٣٧{ خلق الإنسان } يعنى آدم { من عجل } مستعجلا ويقال خلق الإنسان يعني النضر بن الحارث من عجل مستعجلا بالعذاب { سأريكم آياتي } علامات وحدانيتى فى الآفاق ويقال سأوريكم آياتى عذابى بالسيف يوم بدر { فلا تستعجلون } بالعذاب قبل الأجل ٣٨{ ويقولون } يعنى كفار مكة { متى هذا الوعد } الذى تعدنا يا محمد { إن كنتم صادقين ٣٩{ لو يعلم الذين كفروا } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن مالهم فى العذاب لم يستعجلوا به { حين لا يكفون } يقول حين العذاب لا يقدرون أن يمنعوا { عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم } العذاب { ولا هم ينصرون } يمنعون مما يراد بهم من العذاب ٤٠{ بل تأتيهم } الساعة { بغتة } فجأة { فتبهتهم } فتفجؤهم { فلا يستطيعون ردها } دفعها عن أنفسهم { ولا هم ينظرون } يؤجلون من العذاب ٤١{ ولقد استهزئ برسل من قبلك } يقول استهزأ بهم قومهم كما استهزأ بك قومك يا محمد { فحاق } فوجب ودار ونزل { بالذين سخروا منهم } على الأنبياء { ما كانوا به يستهزؤون } من العذاب ويقال نزل بهم العذاب باستهزائهم ٤٢{ قل } يا محمد لأهل مكة { من يكلؤكم } من يحفظكم { بالليل والنهار من الرحمن } من عذاب الرحمن ويقال غير الرحمن من عذابه { بل هم عن ذكر ربهم } عن توحيد ربهم وكتاب ربهم { معرضون } مكذبون به وتاركون له ٤٣{ أم لهم آلهة } ألهم آلهة { تمنعهم من دوننا } من عذابنا { لا يستطيعون نصر أنفسهم } صرف العذاب عن أنفسهم يعنى الآلهة فكيف عن غيرهم { ولا هم منا يصحبون } من عذابنا يجارون فكيف يجيرون غيرهم ٤٤{ بل متعنا } أجلنا { هؤلاء } يعنى أهل مكة { وآباءهم } قبلهم { حتى طال عليهم العمر } الأجل { أفلا يرون } أهل مكة { أنا نأتي الأرض } نأخذ الأرض { ننقصها } نفتحها لمحمد { من أطرافها } من نواحيها { أفهم الغالبون } أفهم الآن غالبون على محمد صلى اللّه عليه وسلم ٤٥{ قل } لهم يا محمد { إنما أنذركم بالوحي } بما نزل من القرآن { ولا يسمع الصم الدعاء } من يتصامم عن الدعاء إلى اللّه ويقال لا تقدر أن تسمع الدعاء من يتصامم إن قرأت بضم التاء { إذا ما ينذرون } يخوفون ٤٦{ ولئن مستهم } أصابتهم { نفحة } طرف { من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين } على أنفسنا كافرين باللّه ٤٧{ ونضع الموازين القسط } العدل { ليوم القيامة } فى يوم القيامة ميزان لها كفتان ولسان لا يوزن فيها غير الحسنات والسيئات { فلا تظلم نفس شيئا } لا ينقص من حسنات أحد ولا يزاد على سيئات أحد { وإن كان مثقال حبة من خردل } وزن حبة من خردل { أتينا بها } جئنا بها ويقال جزينا بها { وكفى بنا حاسبين } حافظين وعالمين ويقال مجازين ٤٨{ ولقد آتينا } أعطينا { موسى وهارون الفرقان } المخرج من الشبهات ويقال النصر والدولة على فرعون { وضياء } بيانا من الضلالة { وذكرا } عظة { للمتقين } الكفر والشرك والفواحش ٤٩{ الذين يخشون ربهم } يعملون لربهم { بالغيب } وإن كان غائبا عنهم { وهم من الساعة } من عذاب الساعة { مشفقون } خائفون ٥٠{ وهذا } القرآن { ذكر مبارك } فيه الرحمة والمغفرة لمن آمن به { أنزلناه } أنزلنا جبريل به { أفأنتم } يا أهل مكة { له منكرون } جاحدون ٥١{ ولقد آتينا } أعطينا { إبراهيم رشده } يعنى العلم والفهم { من قبل } من قبل بلوغه ويقال أكرمناه بالنبوة من قبل موسى وهارون ويقال من قبل محمد صلى اللّه عليه وسلم { وكنا به عالمين } بأنه أهل لذلك ٥٢{ إذ قال لأبيه } آزر { وقومه } نمروذ بن كنعان وأصحابه { ما هذه التماثيل } التصاوير { التي أنتم لها عاكفون } عابدون لها ٥٣{ قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين } فنحن نعبدها ٥٤{ قال } لهم إبراهيم { لقد كنتم أنتم وآباؤكم } قبلكم { في ضلال مبين } فى كفر وخطأ بين ٥٥{ قالوا } لابراهيم { أجئتنا بالحق } يجد تقول يا إبراهيم { أم أنت من اللاعبين } من المستهزئين بنا ٥٦{ قال } إبراهيم { بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن } خلقهن { وأنا على ذلكم } على ما قلت لكم { من الشاهدين ٥٧{ وتاللّه } واللّه قال فى نفسه { لأكيدن } لأكسرن { أصنامكم بعد أن تولوا } تنطلقوا { مدبرين } ذاهبين إلى العيد فلما ذهبوا إلى عيدهم وتركوا إبراهيم فى مدينتهم دخل بيت وثنهم ٥٨{ فجعلهم جذاذا } كسرا { إلا كبيرا لهم } لم يكسره { لعلهم إليه يرجعون } من عيدهم فيعتل به فلما رجعوا إلى بيت وثنهم ودخلوا بيت وثنهم ٥٩{ قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين } على آلهتنا ٦٠{ قالوا سمعنا } قال رجل منهم سمعت { فتى يذكرهم } بالكسر ويعيبهم { يقال له إبراهيم ٦١{ قالوا } قال لهم نمروذ { فأتوا به على أعين الناس } بمنظر الناس { لعلهم يشهدون } على فعله ويقال على قوله ويقال على عقوبته ٦٢{ قالوا } قال له نمروذ { أأنت فعلت هذا } الكسر { بآلهتنا يا إبراهيم ٦٣{ قال } إبراهيم { بل فعله كبيرهم هذا } الذى الفأس على عنقه { فاسألوهم إن كانوا ينطقون } يتكلمون حتى يخبروكم من كسرهم ٦٤{ فرجعوا إلى أنفسهم } بالملامة { فقالوا } فقال لهم ملكهم نمروذ { إنكم أنتم الظالمون } لإبراهيم ٦٥{ ثم نكسوا على رؤوسهم } رجعوا إلى قولهم الأول وقال نمروذ { لقد علمت } يا إبراهيم { ما هؤلاء ينطقون } يعنى الأصنام فمن ذلك كسرتهم ٦٦{ قال } إبراهيم { أفتعبدون من دون اللّه ما لا ينفعكم شيئا } إن عبدتموه { ولا يضركم } إن تركتموه ٦٧{ أف لكم } قذرا لكم ويقال تبالكم { ولما تعبدون من دون اللّه أفلا تعقلون } أفليس لكم ذهن الإنسانية أنه لا ينبغى أن يعبد مالا يضر ولا ينفع ٦٨{ قالوا } قال لهم ملكهم نمروذ { حرقوه } بالنار { وانصروا آلهتكم } انتقموا لآلهتكم { إن كنتم فاعلين } به شيئا فطرحوه في النار ٦٩{ قلنا يا نار كوني بردا } باردة من حرك { وسلاما } سليمة من البرد { على إبراهيم } ولو لم يقل سلاما لأحرقه البرد ٧٠{ وأرادوا به كيدا } حرقا { فجعلناهم الأخسرين } الأسفلين ٧١{ ونجيناه } من النار { ولوطا } نجينا لوطا من الخسف وبلغناهما { إلى الأرض التي باركنا فيها } بالماء والشجر { للعالمين } وهى المقدس وفلسطين والأردن ٧٢{ ووهبنا له } لابراهيم { إسحاق } ولدا { ويعقوب } ولد الولد { نافلة } فضيلة على الولد { وكلا } يعنى إبراهيم وإسحاق ويعقوب وأولادهم { جعلنا صالحين } فى دينهم مرسلين ٧٣{ وجعلناهم أئمة } قادة فى الخير { يهدون بأمرنا } يدعون الخلق إلى أمرنا { وأوحينا إليهم فعل الخيرات } العمل بالطاعات ويقال الدعاء إلى لا إله إلا اللّه { وأقام الصلاة } إتمام الصلاة { وإيتاء الزكاة } إعطاء الزكاة { وكانوا لنا عابدين } مطيعين ٧٤{ ولوطا } أيضا { آتيناه حكما } أعطيناه فهما { وعلما } نبوة { ونجيناه من القرية } من أهل قرية سدوم { التي كانت تعمل } أهلها { الخبائث } يعنى اللواطة { إنهم كانوا قوم سوء } سوء فى كفرهم { فاسقين } باللواطة ٧٥{ وأدخلناه } ندخله فى الآخرة { في رحمتنا } فى جنتنا ويقال أكرمناه فى الدنيا بالنبوة { إنه من الصالحين } فى دينهم المرسلين ٧٦{ ونوحا } أيضا أكرمناه بالنبوة { إذ نادى } دعا ربه على قومه بالهلاك { من قبل } من قبل لوط { فاستجبنا له } الدعاء { فنجيناه وأهله } ومن آمن به { من الكرب العظيم } يعنى الغرق ٧٧{ ونصرناه من القوم } على القوم ويقال نجيناه إن قرأت نصرناه بتشديد الصاد من القوم { الذين كذبوا بآياتنا } بكتابنا ورسولنا نوح { إنهم كانوا قوم سوء } فى كفرهم { فأغرقناهم أجمعين } بالطوفان ٧٨{ وداود وسليمان } أيضا أكرمناهما بالنبوة والحكمة { إذ يحكمان في الحرث } فى كرم قوم { إذ نفشت فيه } دخلت فيه ووقعت فيه بالليل { غنم القوم } قوم آخرين { وكنا لحكمهم } لحكم داود وسليمان { شاهدين } عالمين ٧٩{ ففهمناها سليمان } الرفق فى القضاء والحكم { وكلا } داود وسليمان { آتينا } أعطينا { حكما } فهما { وعلما } نبوة { وسخرنا مع داود الجبال يسبحن } مع داود إذا سبح { والطير } أيضا { وكنا فاعلين } إنا فعلنا ذلك بهم ٨٠{ وعلمناه صنعة لبوس } يعنى الدروع { لكم لتحصنكم } لتمنعكم { من بأسكم } من سلاح عدوكم { فهل أنتم شاكرون } نعمته بالدروع ٨١{ ولسليمان } وسخرنا لسليمان { الريح عاصفة } قاصفة شديدة { تجري بأمره } بأمر اللّه ويقال بأمر سليمان من إصطخر { إلى الأرض التي باركنا فيها } بالماء والشجر وهى الأرض المقدسة والأردن وفلسطين { وكنا بكل شيء } سخرنا له { عالمين ٨٢{ ومن الشياطين } سخرنا من الشياطين { من يغوصون له } لسليمان البحر فيخرجون من البحر الجوهر { ويعملون عملا } من البنيان { دون ذلك } دون الغواصة { وكنا لهم } للشياطين { حافظين } من أن يعدو أحد على أحد فى زمانه ٨٣{ وأيوب } واذكر أيوب { إذ نادى ربه } دعا ربه { أني مسني الضر } أنى أصابتنى الشدة فى جسدى فارحمنى ونجنى { وأنت أرحم الراحمين ٨٤{ فاستجبنا له } الدعاء { فكشفنا } فرفعنا { ما به من ضر } من شدة { وآتيناه } أعطيناه { أهله } فى الجنة الذين هلكوا فى الدنيا { ومثلهم معهم } ولدا في الدنيا مثل ما هلكوا في الدنيا { رحمة } نعمة { من عندنا وذكرى للعابدين } عظة للمؤمنين ٨٥{ وإسماعيل وإدريس } واذكر إسماعيل وإدريس { وذا الكفل كل من الصابرين } على أمر اللّه والمرازى ٨٦{ وأدخلناهم } ندخلهم فى الآخرة { في رحمتنا } فى جنتنا { إنهم من الصالحين } من المرسلين غير ذى الكفل لأنه كان رجلا صالحا ولم يكن نبيا ٨٧{ وذا النون } واذكر صاحب الحوت يعنى يونس ابن متى { إذ ذهب مغاضبا } مصارما من الملك { فظن } يعنى فحسب { أن لن نقدر عليه } بالعقوبة { فنادى في الظلمات } فى ظلمة البحر وظلمة أمعاء السمك وظلمة بطنها { أن لا إله إلا أنت سبحانك } تبت إليك { إني كنت من الظالمين } على نفسى حيث غضبت على أمرك ٨٨{ فاستجبنا له } الدعاء { ونجيناه من الغم } من غم الظلمات { وكذلك } هكذا { ننجي المؤمنين } عند الدعاء ٨٩{ وزكريا } واذكر يا محمد زكريا { إذ نادى } دعا { ربه رب لا تذرني } لا تتركنى { فردا } وحيدا بلا معين { وأنت خير الوارثين } المعينين ٩٠{ فاستجبنا له } الدعاء { ووهبنا له يحيى } ولدا صالحا { وأصلحنا له زوجه } بالولد { إنهم } يعنى الأنبياء ويقال زكريا ويحيى { كانوا يسارعون في الخيرات } يبادرون إلى الطاعات { ويدعوننا رغبا ورهبا } هكذا وهكذا ويقال يعبدوننا رغبا إلى الجنة ورهبا من النار { وكانوا لنا خاشعين } متواضعين مطيعين ٩١{ والتي } واذكر التى { أحصنت فرجها } حفظت جيب درعها { فنفخنا فيها من روحنا } فنفخ جبريل فى جيب درعها بأمرنا { وجعلناها وابنها آية } علامة وعبرة { للعالمين } لبنى إسرائيل ولدا بلا أب وولادة بلا لمس ٩٢{ إن هذه أمتكم أمة واحدة } دينكم دين واحد مرضى { وأنا ربكم } رب واحد { فاعبدون } أطيعون ٩٣{ وتقطعوا أمرهم بينهم } تفرقوا فيما بينهم فى دينهم يعنى اليهود والنصارى والمجوس { كل } كل فرقة { إلينا راجعون ٩٤{ فمن يعمل من الصالحات } الطاعات فيما بينه وبين ربه { وهو مؤمن } مصدق فى إيمانه { فلا كفران لسعيه } لا ينسى ثواب عمله بل يثاب عليه { وإنا له كاتبون } مجازون ومثيبون ويقال حافظون ٩٥{ وحرام } التوفيق { على قرية } على أهل مكة أبى جهل وأصحابه { أهلكناها } خذلناها بالكفر { أنهم لا يرجعون } عن كفرهم إلى الإيمان ويقال وحرام الرجوع على قرية على أهل مكة أهلكناها يوم بدر بالقتل أنهم لا يرجعون إلى الدنيا ٩٦{ حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج } فحينئذ يخرجون { وهم } يعنى يأجوج ومأجوج { من كل حدب } من كل أكمة ومكان مرتفع { ينسلون } يخرجون ٩٧{ واقترب الوعد الحق } دنا قيام الساعة عند خروجهم من السد { فإذا هي شاخصة } ذليلة لا تكاد تطرف { أبصار الذين كفروا } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن يقولون { يا ويلنا } يا حسرتنا { قد كنا في غفلة من هذا } اليوم { بل كنا ظالمين } كافرين بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن ٩٨{ إنكم } يا أهل مكة { وما تعبدون من دون اللّه } من الأصنام { حصب جهنم } حطب جهنم بلغة الحبشة { أنتم } يا أهل مكة وما تعبدون من الأصنام { لها واردون } داخلون يعنى جهنم ٩٩{ لو كان هؤلاء } الأصنام { آلهة ما وردوها } ما دخلوا النار { وكل } العابد والمعبود { فيها } فى النار داخلون { خالدون } مقيمون دائمون ١٠٠{ لهم فيها } فى جهنم { زفير } صوت كصوت الحمار { وهم فيها } فى جهنم يتعاوون { لا يسمعون } صوت الرحمة والشفاعة وصوت الخروج والرخاء ولا يبصرون ١٠١{ إن الذين سبقت } وجبت { لهم منا الحسنى } الجنة يعنى عيسى وعزيرا { أولئك عنها } عن النار { مبعدون } منجون ١٠٢{ لا يسمعون حسيسها } صوتها { وهم في ما اشتهت } تمنت { أنفسهم خالدون } مقيمون فى الجنة ١٠٣{ لا يحزنهم الفزع الأكبر } إذا أطبقت النار وذبح الموت بين الجنة والنار { وتتلقاهم الملائكة } على باب الجنة بالبشرى { هذا يومكم الذي كنتم توعدون } فى الدنيا نزلت من قوله إنكم وما تعبدون من دون اللّه إلى ههنا فى شأن عبد اللّه بن الزبعرى السهمى الشاعر وخصومته مع النبى صلى اللّه عليه وسلم لقبل الأصنام ١٠٤{ يوم } وهو يوم القيامة { نطوي السماء } باليمين { كطي السجل } كطى الكتاب { للكتب } الصحيفة { كما بدأنا أول خلق } أول خلقهم من النطفة { نعيده } نبعثه من التراب { وعدا علينا } واجبا علينا { إنا كنا فاعلين } نحييهم بعد الموت ١٠٥{ ولقد كتبنا في الزبور } فى زبور داود { من بعد الذكر } من بعد التوراة ويقال ولقد كتبنا فى الزبور فى كتب الأنبياء من بعد الذكر اللوح المحفوظ { إن الأرض } أرض الجنة { يرثها عبادي الصالحون } الموحدون ويقال الأرض المقدسة يرثها ينزلها عبادى الصالحون من بنى إسرائيل ويقال الصالحون فى آخر الزمان ١٠٦{ إن في هذا } القرآن { لبلاغا } لكفاية ويقال عظه بالأمر والنهى { لقوم عابدين } موحدين ١٠٧{ وما أرسلناك } يا محمد { إلا رحمة } من العذاب { للعالمين } من الجن والإنس من أمن بك ويقال نعمة ١٠٨{ قل } يا محمد { إنما يوحى إلي } فى هذا القرآن { أنما إلهكم إله واحد } بلا ولد ولا شريك { فهل أنتم } يا أهل مكة { مسلمون } مقرون مخلصون بالعبادة والتوحيد ١٠٩{ فإن تولوا } عن الإيمان والإخلاص { فقل } لهم يا محمد { آذنتكم } أعلمتكم فصرت أنا وأنتم { على سواء } على بيان علانية بغير سر { وإن أدري } ما أدرى { أقريب أم بعيد ما توعدون } من العذاب ١١٠{ إنه يعلم الجهر من القول } والفعل { ويعلم ما تكتمون } ما تسرون من القول والفعل ويعلم بعذابكم متى يكون ١١١{ وإن أدري } ما أدرى { لعله } يعنى تأخير العذاب { فتنة } بلية { لكم ومتاع } أجل { إلى حين } حين العذاب ١١٢{ قال } يا محمد { رب احكم بالحق } اقض بينى وبين أهل مكة بالحق والعدل { وربنا الرحمن المستعان } نستعين به { على ما تصفون } تقولون من الكذب ومن السورة التى يذكر فيها الحج |
﴿ ٠ ﴾