النملبسم اللّه الرحمن الرحيم وهى كلها مكية آياتها أربع وتسعون آية وكلماتها ألف ومائة وتسع وأربعون وحروفها أربعة آلاف وسبعمائة وسبع وستون قوله تعالى ١{ طس } يقول ط طوله وسين سناؤه ويقال قسم أقسم به { تلك آيات القرآن وكتاب مبين } إن هذه السورة آيات والقرآن وكتاب مبين بالحلال والحرام ٢{ هدى } من الضلالة { وبشرى } بالجنة { للمؤمنين } المصدقين فى إيمانهم ثم بين نعتهم فقال ٣{ الذين يقيمون الصلاة } يتمون الصلوات الخمس بوضوئها وركوعها وسجودها وما يجب فيها من مواقيتها { ويؤتون الزكاة } يعطون زكاة أموالهم { وهم بالآخرة } بالبعث بعد الموت والجنة والنار { هم يوقنون } يصدقون ٤{ إن الذين لا يؤمنون بالآخرة } بالبعث بعد الموت أبا جهل وأصحابه { زينا لهم أعمالهم } فى الكفر { فهم يعمهون } يمضون عمهة لا يبصرون ٥{ أولئك } أهل هذه الصفة { الذين لهم سوء العذاب } شدة العذاب فى النار { وهم في الآخرة } يوم القيامة { هم الأخسرون } المغبونون بذهاب الجنة ودخول النار ٦{ وإنك } يا محمد { لتلقى القرآن } يقول ينزل عليك جبريل بالقرآن { من لدن } من عند { حكيم } فى أمره وقضائه { عليم } بخلقه ٧{ إذ قال موسى لأهله } حيث تحير فى الطريق { إني آنست نارا } رأيت نارا عن يسار الطريق امكثوا ههنا { سآتيكم } حتى آتيكم { منها } من عند النار { بخبر } عن الطريق { أو آتيكم بشهاب قبس } بشعلة مقتبسة { لعلكم تصطلون } لكى تدفئوا وكان فى شدة من الشتاء ٨{ فلما جاءها نودي أن بورك من في النار } يقول بوركت النار { ومن حولها } من الملائكة وهكذا قراءة أبي عبد اللّه بن مسعود ويقال تبارك من نور هذا النور ويقال بورك من في الطلب يعني موسى من أقام حوله من الملائكة { وسبحان اللّه } نزه نفسه { رب العالمين } سيد الجن والإنس ٩{ يا موسى إنه } الذى دعاك { أنا اللّه العزيز } بالنقمة لمن لا يؤمن بى { الحكيم } فى أمرى وقضائى أمرت أن لا يعبد غيرى ١٠{ وألق عصاك } من يدك فألقاها { فلما رآها تهتز } تتحرك { كأنها جان } حية لا صغيرة ولا كبيرة { ولى مدبرا } أدبر هاربا منها { ولم يعقب } لم يلتفت إليها من خوفها قال اللّه { يا موسى لا تخف } منها { إني لا يخاف لدي } عندى { المرسلون ١١{ إلا من ظلم } ولا من ظلم { ثم بدل حسنا بعد سوء } ثم تاب بعد ذلك فانه ينبغى له أن لا يخاف أيضا { فإني غفور } متجاوز لمن تاب { رحيم } لمن مات على التوبة ١٢{ وأدخل يدك في جيبك } فى إبطك { تخرج بيضاء من غير سوء } من غير برص اذهب { في تسع آيات } مع تسع آيات { إلى فرعون وقومه } القبط { إنهم كانوا قوما فاسقين } كافرين ١٣{ فلما جاءتهم آياتنا } موسى بآياتنا { مبصرة } مبينة بعضها على أثر بعض { قالوا هذا سحر مبين } كذب بين ما جئتنا به يا موسى ١٤{ وجحدوا بها } بالآيات كلها { واستيقنتها أنفسهم } بعد ما استيقنت أنفسهم أنها من اللّه { ظلما } خلافا واعتداء { وعلوا } يقول عتوا وتكبرا { فانظر } يا محمد { كيف كان عاقبة المفسدين } آخر أمر المشركين فرعون وقومه كيف أهلكناهم فى البحر ١٥{ ولقد آتينا } أعطينا { داود } ابن إيشا { وسليمان } ابن داود { علما } وفهما بالنبوة والقضاء { وقالا } كلاهما { الحمد للّه } الشكر والمنة للّه { الذي فضلنا } بالعلم والنبوة { على كثير من عباده المؤمنين ١٦{ وورث سليمان داود } ملك داود من بين أولاده وكان لداود تسعة عشر بنين { وقال } سليمان { يا أيها الناس علمنا } فهمنا { منطق الطير } كلام الطير { وأوتينا } أعطينا { من كل شيء } علم كل شىء فى مملكتى { إن هذا لهو الفضل المبين } المن العظيم من اللّه على ١٧{ وحشر } سخر وجمع { لسليمان جنوده } جموعه { من الجن والإنس والطير فهم يوزعون } يحبس أولهم على آخرهم حتى اجتمعوا ١٨{ حتى إذا أتوا على وادي النمل } بأرض الشام مضوا على واد فيه النمل { قالت نملة } عرجاء يقال لها منذرة { يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم } جحركم { لا يحطمنكم } لا يكسرنكم ولا يدوسنكم { سليمان وجنوده وهم لا يشعرون } بكم ويقال وهم يعنى جنود سليمان لم يشعروا بقول النملة ١٩{ فتبسم } سليمان { ضاحكا } تعجبا { من قولها } من قول النملة لأنه علم كلامها دون جنوده { وقال رب أوزعني } ألهمنى { أن أشكر نعمتك } أؤدى شكر نعمتك { التي أنعمت علي } مننت على بالتوحيد { وعلى والدي } بالتوحيد { وأن أعمل صالحا } خالصا { ترضاه } تقبله { وأدخلني برحمتك } فضلك { في عبادك الصالحين } مع عبادك المرسلين الجنة ٢٠{ وتفقد الطير } طلب الطير فلم ير الهدهد مكانه { فقال ما لي لا أرى الهدهد } مكانه { أم كان من الغائبين } يقول إن كان من الغائبين من بين الطيور ٢١{ لأعذبنه عذابا شديدا } لأنتفن ريشه فكان عذاب الطير هذا { أو لأذبحنه } بالسكين { أو ليأتيني بسلطان مبين } بعذر بين ٢٢{ فمكث غير بعيد } فلبث غير طويل حتى جاءه { فقال أحطت بما لم تحط به } بلغت إلى ما لم تبلغ وعلمت مالم تعلم أيها الملك { وجئتك من سبإ } من مدينة سبأ { بنبإ يقين } بخبر حق عجيب ٢٣{ إني وجدت امرأة تملكهم } يقال لها بلقيس { وأوتيت من كل شيء } أعطيت علم كل شىء فى بلدها { ولها عرش عظيم } حسن كبير عليه من الجواهر واللؤلؤ والذهب والفضة كذا وكذا ٢٤{ وجدتها وقومها يسجدون للشمس } يعبدون الشمس { من دون اللّه وزين لهم الشيطان أعمالهم } عبادتهم للشمس { فصدهم عن السبيل } فصرفهم الشيطان عن طريق الحق الهدى { فهم لا يهتدون } سبيل الحق والهدى ٢٥{ ألا يسجدوا للّه الذي } وقد قلت لهم ألا يا هؤلاء اسجدوا للّه ويقال هذا قول سليمان يقول لم لا يسجدون للّه الذى { يخرج الخبء } ما خبىء { في السماوات } من المطر { والأرض } من النبات { ويعلم ما تخفون } ما يسرون من الخير والشر { وما يعلنون } يظهرون من الخير والشر ٢٦{ اللّه لا إله إلا هو رب العرش العظيم } السرير الكبير ٢٧{ قال } سليمان للّهدهد { سننظر } فى مقالتك { أصدقت أم كنت من الكاذبين ٢٨{ اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم } عليهم { ثم تول عنهم } تنح عنهم حيث لا يرونك { فانظر ماذا يرجعون } يقولون ويردون ويجيبون كتابى ففعل كما أمره سليمان فأخذت بلقيس كتاب سليمان وخرجت إلى قومها ٢٩{ قالت يا أيها الملأ } الرؤساء { إني ألقي إلي كتاب كريم } مختوم ٣٠{ إنه } عنوانه { من سليمان وإنه } أول سطره { بسم اللّه الرحمن الرحيم ٣١{ ألا تعلوا علي } أن لا تتكبروا على { وأتوني مسلمين } مستسلمين مصالحين وأشياء كانت فيه مكتوبة ٣٢{ قالت يا أيها الملأ } الرؤساء { أفتوني في أمري } أخبرونى عن أمرى ويقال شاوروا لى { ما كنت قاطعة أمرا } فاعلة أمرا { حتى تشهدون } تحضروني وتشاورونى ٣٣{ قالوا نحن أولوا قوة } بالسلاح { وأولو بأس شديد } بالقتال { والأمر إليك } يقول أمرنا لأمرك تبع { فانظري ماذا تأمرين } حتى نفعل ما تأمريننا ثم نطقت بحكمة ٣٤{ قالت إن الملوك } ملوك الأرض { إذا دخلوا قرية } عنوة بالحرب والقتال { أفسدوها } خربوها { وجعلوا أعزة أهلها أذلة } بالضرب والقتل وغير ذلك { وكذلك يفعلون } قال اللّه كذلك يفعلون يعنى ملوك الأرض بالكبرياء ٣٥{ وإني مرسلة إليهم } إلى سليمان { بهدية فناظرة } فأنتظر { بم يرجع المرسلون } الرسل ٣٦{ فلما جاء سليمان } رسولها إلى سليمان { قال } سليمان { أتمدونن بمال } هدية { فما آتاني اللّه } أعطانى اللّه من الملك والنبوة { خير } أفضل { مما آتاكم } أعطاكم من المال { بل أنتم بهديتكم تفرحون } إن ردت إليكم ٣٧{ ارجع إليهم } بهديتهم { فلنأتينهم بجنود } بجموع { لا قبل لهم بها } لا طاقة لهم بها { ولنخرجنهم منها } من سبأ { أذلة } مغلولة أيمانهم إلى أعناقهم { وهم صاغرون } ذليلون ٣٨{ قال } سليمان { يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها } بسريرها { قبل أن يأتوني مسلمين } مستسلمين مصالحين ٣٩{ قال عفريت } شديد { من الجن } يقال له عمرو { أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك } من مجلسك للقضاء وكان مجلس قضائه إلى انتصاف النهار { وإني عليه } على حمله { لقوي أمين } على ما فيه من الجواهر واللؤلؤ والذهب والفضة قال سليمان بل أريد أسرع من هذا ٤٠{ قال الذي عنده علم من الكتاب } اسم اللّه الأعظم يا حى يا قيوم وهو آصف بن برخيا { أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك } قبل أن يبلغ الشىء الذى رأيته من بعيد { فلما رآه مستقرا } ثابتا { عنده } يعنى عرشها عند عرشه { قال } لآصف { هذا من فضل ربي } من منة ربى { ليبلوني } ليختبرنى { أأشكر } نعمته { أم أكفر } أم أترك شكر نعمته { ومن شكر } نعمته { فإنما يشكر لنفسه } ثواب ربه { ومن كفر } ترك شكر نعمته { فإن ربي غني } عن شكره { كريم } متجاوز لمن تاب لا يعجل بالعقوبة ٤١{ قال نكروا لها عرشها } غيروا سريرها فزيدوا فيه وانقصوا منه { ننظر أتهتدي } أتعرف { أم تكون من الذين لا يهتدون } لا يعرفون ٤٢{ فلما جاءت قيل } قال لها سليمان { أهكذا عرشك } سريرك شبهوه عليها { قالت كأنه هو } شبهتموه على { وأوتينا العلم من قبلها } فقال سليمان قد أعطانى اللّه بتغيير سريرها ومجيئه من قبل مجيئها { وكنا مسلمين } أى مخلصين من قبل مجيئها ٤٣{ وصدها } صرفها سليمان ويقال صرفها اللّه { ما كانت } عما كانت { تعبد من دون اللّه } يعنى الشمس { إنها كانت من قوم كافرين } المجوس ٤٤{ قيل لها ادخلي الصرح } القصر { فلما رأته حسبته لجة } ماء غمرا يعنى كثيرا { وكشفت } رفعت ثيابها { عن ساقيها قال } لها سليمان { إنه صرح } قصر { ممرد } أملس { من قوارير } تحته ماء فلا تخافى واعبرى عليه { قالت رب إني ظلمت نفسي } بعبادتى الشمس { وأسلمت مع سليمان } على يد سليمان { للّه رب العالمين } سيد الجن والإنس ٤٥{ ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم } نبيهم { صالحا أن اعبدوا اللّه } أن قل لهم وحدوا اللّه وتوبوا إليه من الكفر والشرك { فإذا هم فريقان } فصاروا فرقتين مؤمنة وكافرة { يختصمون } يتخاصمون فى الدين ٤٦{ قال } صالح للفرقة الكافرة { يا قوم لم تستعجلون بالسيئة } بالعذاب { قبل الحسنة } قبل العافية والرحمة { لولا تستغفرون اللّه } هلا تتوبون من الشرك والكفر وتوحدون اللّه { لعلكم ترحمون } لكى ترحموا فلا تعذبوا ٤٧{ قالوا اطيرنا بك } تشاءمنا بك { وبمن معك } من قومك يعنون شدتنا من شؤمك ومن شوم من آمن بك { قال } صالح { طائركم } شدتكم ورخاؤكم { عند اللّه } من عند اللّه { بل أنتم قوم تفتنون } تختبرون بالشدة والرخاء ويقال تخذلون ولا توفقون ٤٨{ وكان في المدينة تسعة رهط } نفر من الفساق من أبناء رؤسائهم قدار بن سالف ومصدع ابن دهو وأصحابهما { يفسدون في الأرض } بالمعاصى { ولا يصلحون } لا يأمرون بالصلاح ولا يعملون به ٤٩{ قالوا تقاسموا باللّه } يقول توافقوا وتخلفوا باللّه ثم قال { لنبيتنه وأهله } لندخلن عليه وعلى أهله ليلا ولنقتلنه وأهله { ثم لنقولن لوليه } لورثته وقرابته { ما شهدنا مهلك أهله } قتل صالح وأهله { وإنا لصادقون } يصدقوننا فى قولنا ولا يرد قولنا أحد ٥٠{ ومكروا مكرا } أرادوا قتل صالح ومن آمن معه { ومكرنا مكرا } أردنا قتلهم { وهم لا يشعرون } بمكرنا ويقال قتلتهم الملائكة فى دار صالح بالحجارة وهم لا يشعرون من الملائكة ٥١{ فانظر } يا محمد { كيف كان عاقبة مكرهم } عقوبة مكرهم بصالح { أنا دمرناهم } أهلكناهم بالحجارة { وقومهم أجمعين } وأهلكنا قومهم أجمعين ٥٢{ فتلك بيوتهم خاوية } خالية ساقطة { بما ظلموا } أشركوا { إن في ذلك } فيما فعلنا بهم { لآية } لعلامة وعبرة { لقوم يعلمون } يصدقون ما فعل بهم ٥٣{ وأنجينا الذين آمنوا } بصالح { وكانوا يتقون } الكفر والشرك والفواحش وقتل الناقة ٥٤{ ولوطا } أرسلنا لوطا إلى قومه { إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة } اللواط { وأنتم تبصرون } تعلمون أنها فاحشة ٥٥{ أئنكم لتأتون الرجال } أدبار الرجال { شهوة } اشتهاء لكم { من دون النساء } من فروج النساء { بل أنتم قوم تجهلون } أمر اللّه ٥٦{ فما كان جواب قومه } فلم يكن جواب قومه { إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط } لوطا وابنتيه زعورا وريثا { من قريتكم } سدوم { إنهم أناس يتطهرون } يتنزهون عن أدبار الرجال ٥٧{ فأنجيناه وأهله } ابنتيه { إلا امرأته } المنافقة { قدرناها من الغابرين } يقول قدرنا عليها أن تكون من المتخلفين بالهلاك ٥٨{ وأمطرنا عليهم } على شذاذهم ومسافريهم { مطرا } حجارة { فساء } فبئس { مطر المنذرين } من أنذرهم لوط فلم يؤمنوا ٥٩{ قل } يا محمد { الحمد للّه } الشكر والمنة للّه على هلاكهم { وسلام } سعادة وسلامة { على عباده الذين اصطفى } اختارهم اللّه بالنبوة ويقال اصطفاهم للّه بالإسلام وهم أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم { اللّه خير } قل يا محمد لأهل مكى أعبادة اللّه أفضل { أما يشركون } أم عبادة ما يشركون باللّه من الأوثان ٦٠{ أم من خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء } مطرا { فأنبتنا به } بالمطر { حدائق } بساتين ما أحيط عليها من النخل والشجر { ذات بهجة } ذات منظر حسن { ما كان لكم } مقدرة { أن تنبتوا شجرها } شجر البساتين { أإله مع اللّه } سوى اللّه فعل ذلك { بل هم قوم يعدلون } به الأصنام ٦١{ أم من جعل الأرض قرارا } مسكنا { وجعل خلالها أنهارا } وسطها أنهارا { وجعل لها } للأرض { رواسي } الجبال الثوابت أوتادا لها { وجعل بين البحرين } العذاب والمالح { حاجزا } مانعا لا يختلطان { أإله مع اللّه } سوى اللّه فعل ذلك { بل أكثرهم لا يعلمون } لا يصدقون ٦٢{ أم من يجيب المضطر } فى البلاء { إذا دعاه } بدفع البلاء { ويكشف السوء } بدفع البلاء { ويجعلكم خلفاء الأرض } سكان الأرض بعد هلاك أهلها { أإله مع اللّه } سوى اللّه فعل ذلك { قليلا ما تذكرون } ما تتعظون قليلا ولا كثيرا ٦٣{ أم من يهديكم } ينجيكم { في ظلمات البر والبحر } من شدائد البر والبحر إذا سافرتم { ومن يرسل الرياح بشرا } طيبة { بين يدي رحمته } قدام المطر { أإله مع اللّه } سوى اللّه فعل ذلك { تعالى اللّه } تبرأ اللّه { عما يشركون } به من الأوثان ٦٤{ أم من يبدأ الخلق } يبتدئه من النطفة { ثم يعيده } بعد الموت { ومن يرزقكم من السماء } بالمطر { والأرض } بالنبات { أإله مع اللّه } سوى اللّه فعل ذلك { قل هاتوا برهانكم } حجتكم { إن كنتم صادقين } أن مع اللّه آلهة شتى ٦٥{ قل } يا محمد لأهل مكة { لا يعلم من في السماوات } من الملائكة { والأرض } من الخلق { الغيب } متى قيام الساعة ونزول العذاب { إلا اللّه وما يشعرون } وما يعلم الخلق { أيان يبعثون } متى يبعثون من القبور ٦٦{ بل ادارك علمهم في الآخرة } يقول اجتمع علمهم على أن الآخرة لا تكون { بل هم في شك منها } من قيام الساعة { بل هم منها } من قيام الساعة { عمون } عمى لا يبصرون ٦٧{ وقال الذين كفروا } كفار مكة { أئذا كنا } صرنا { ترابا } رميما { وآباؤنا } قبلنا { أئنا لمخرجون } من القبور لمحيون ٦٨{ لقد وعدنا هذا } الذى تعدنا { نحن وآباؤنا من قبل } من قبلنا { إن هذا } ما هذا الذى تعدنا يا محمد { إلا أساطير } أحاديث { الأولين ٦٩{ قل } يا محمد لأهل مكة { سيروا } سافروا { في الأرض } فانظروا فاعتبروا { كيف كان عاقبة المجرمين } آخر أمر المشركين ٧٠{ ولا تحزن عليهم } يا محمد إن لم يؤمنوا ويقال ولا تحزن عليهم بالهلاك { ولا تكن في ضيق } ولا تضيق صدرك يا محمد { مما يمكرون } مما يقولون ويصنعون ٧١{ ويقولون متى هذا الوعد } الذى تعدنا يا محمد { إن كنتم صادقين } إن كنت من الصادقين بمجىء العذاب ٧٢{ قل } لهم يا محمد { عسى } وعسى من اللّه واجب { أن يكون ردف لكم } قرب لكم { بعض الذي تستعجلون } من العذاب يوم بدر ٧٣{ وإن ربك } يا محمد { لذو فضل } لذو من { على الناس } بتأخير العذاب { ولكن أكثرهم لا يشكرون } بتأخير العذاب ٧٤{ وإن ربك } يا محمد { ليعلم ما تكن صدورهم } تضمر قلوبهم من البغض والعداوة { وما يعلنون } ما يظهرون من الكفر والشرك والقتال ٧٥{ وما من غائبة } من سر خفى { في السماء والأرض } من أهل السماء والأرض { إلا في كتاب مبين } إلا مكتوب فى اللوح المحفوظ ٧٦{ إن هذا القرآن } الذى تقرأ عليهم يا محمد { يقص على بني إسرائيل } يبين لبنى إسرائيل اليهود والنصارى { أكثر الذي هم فيه يختلفون } كل الذي هم فيه في الدين يخالفون ٧٧{ وإنه } يعنى القرآن { لهدى } من الضلالة { ورحمة } من العذاب { للمؤمنين } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن ٧٨{ إن ربك يقضي بينهم } بين اليهود والنصارى { بحكمه } وقضائه يوم القيامة { وهو العزيز } بالنقمة منهم { العليم } بهم وبعقوبتهم ٧٩{ فتوكل } يا محمد { على اللّه إنك على الحق المبين } على الدين الظاهر وهو الإسلام ٨٠{ إنك } يا محمد { لا تسمع الموتى } بالقلوب ويقال كأنه ميت { ولا تسمع الصم } بالقلوب ويقال المتصامم { الدعاء } دعوتك إلى الحق والهدى { إذا ولوا } أعرضوا { مدبرين } عن الحق والهدى ٨١{ وما أنت } يا محمد { بهادي العمي عن ضلالتهم } إلى الهدى { إن تسمع } ما تسمع دعوتك { إلا من يؤمن بآياتنا } بكتابنا ورسولنا { فهم مسلمون } مخلصون بالعبادة والتوحيد ٨٢{ وإذا وقع } وجب { القول عليهم } بالسخط والعذاب { أخرجنا لهم دابة من الأرض } بين الصفا والمروة وهى عصا موسى ويقال معها عصا موسى { تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا } بآيات ربنا بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن ويقال بخروج الدابة { لا يوقنون } لا يصدقون وإن قرأت بنصب التاء تضربهم وتجرحهم ٨٣{ ويوم } وهو يوم القيامة { نحشر من كل أمة } من كل أهل دين { فوجا } جماعة { ممن يكذب بآياتنا } بكتابنا ورسولنا { فهم يوزعون } يقول يحبس أولهم على آخرهم ٨٤{ حتى إذا جاؤوا } اجتمعوا { قال } اللّه لهم { أكذبتم بآياتي } بكتابى ورسولى { ولم تحيطوا بها علما } يقول جحدتم ولم تعلموا أنها ليست منى { أم ماذا كنتم تعملون } فى الكفر والشرك ٨٥{ ووقع القول } وجب القول { عليهم } بالسخط والعذاب { بما ظلموا } بكفرهم وشركهم { فهم لا ينطقون } لا يجيبون ٨٦{ ألم يروا } كفار مكة { أنا جعلنا الليل } مسكنا { ليسكنوا } ليستقروا { فيه والنهار مبصرا } مضيئا مطلبا لمعايشتهم { إن في ذلك } فيما فعلنا بهم { لآيات } لعلامات { لقوم يؤمنون } يصدقون ٨٧{ ويوم ينفخ في الصور } وهى نفخة الموت { ففزع } مات من { في السماوات } من الملائكة { ومن في الأرض } من الخلق { إلا من شاء اللّه } من أهل السماء جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت فانهم لا يموتون فى النفخة الأولى ولكن يموتون بعد ذلك { وكل } يعنى أهل السماء وأهل الأرض { أتوه داخرين } يأتون إلى اللّه يوم القيامة صاغرين ذليلين ٨٨{ وترى الجبال } يا محمد فى النفخة الأولى { تحسبها جامدة } ساكنة مستقرة { وهي تمر مر السحاب } فى الهواء { صنع اللّه } هذا فعل اللّه بخلقه { الذي أتقن } أحكم { كل شيء } من الخلق { إنه خبير } عالم { بما تفعلون } من الخير والشر ٨٩{ من جاء بالحسنة } من جاء يوم القيامة بلا إله إلا اللّه مخلصا بها { فله خير منها } فخيره كله منها ومن قبلها { وهم من فزع يومئذ آمنون } وهم آمنون من الفزع والعذاب إذا أطبقت النار ٩٠{ ومن جاء بالسيئة } بالشرك باللّه { فكبت } قلبت { وجوههم في النار هل تجزون } فى الآخرة { إلا ما كنتم تعملون } فى الدنيا قل يا محمد ٩١{ إنما أمرت أن أعبد } أوحد { رب هذه البلدة } يعنى مكة { الذي حرمها } جعلها حرما { وله كل شيء } من الخلق { وأمرت أن أكون من المسلمين } مع المسلمين على دينهم ٩٢{ وأن أتلو القرآن } أمرت أن أقرأ عليكم القرآن { فمن اهتدى } آمن بما فى القرآن { فإنما يهتدي } يؤمن { لنفسه } ثواب ذلك لنفسه { ومن ضل } كفر بالقرآن { فقل } يا محمد { إنما أنا من المنذرين } المخوفين من النار بالقرآن ٩٣ثم أمره بعد ذلك بالقتال فقال { وقل } يا محمد { الحمد للّه } الشكر للّه والوحدانية للّه { سيريكم آياته } علامات وحدانيته وقدرته بالعذاب يوم بدر { فتعرفونها } فتعلمون أن ما يقول لكم محمد عليه الصلاة والسلام حق وصدق { وما ربك بغافل } بساه { عما تعملون } فى الكفر والشرك يعنى كفار قريش هذا وعيد لهم من اللّه فى الكفر والشرك ويقال بتارك عقوبة ما تعملون من المكر والخيانة والفساد ومن السورة التى يذكر فيها القصص |
﴿ ٠ ﴾