القصص

{ بسم اللّه الرحمن الرحيم }

وهى كلها مكية إلا قوله تعالى

{ إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد } فانها نزلت بالجحفة بين مكة والمدينة آياتها ثمان وثمانون وكلماتها أربعمائة وإحدى وأربعون وحروفها خمسة آلاف وثمانمائة قوله تعالى

١

{ طسم } ط طوله وقدرته وسين سناؤه ورفعته وميم ملكه ويقال قسم أقسم به

٢

{ تلك آيات الكتاب المبين } إن هذه السورة آيات القرآن المبين بالحلال والحرام والأمر والنهى

٣

{ نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق } بالقرآن

{ لقوم يؤمنون } يصدقون بك وبالقرآن

٤

{ إن فرعون علا } خالف وتجبر وكفر

{ في الأرض } أرض مصر

{ وجعل أهلها شيعا } فرقا فرقا

{ يستضعف } يقهر

{ طائفة منهم } من بنى إسرائيل

{ يذبح أبناءهم } صغارا

{ ويستحيي نساءهم } يستخدمهم كبارا

{ إنه كان من المفسدين } فى كفره بالقتل والدعاء إلى غير عبادة اللّه

٥

{ ونريد } بارسال موسى إليهم وهلاكهم

{ أن نمن } تنزلهم بالنجاة

{ على الذين استضعفوا } قهروا وهم بنو إسرائيل

{ في الأرض } أرض مصر

{ ونجعلهم أئمة } قادة فى الخير

{ ونجعلهم الوارثين } وارثى أرض مصر

٦

{ ونمكن لهم } ونملكهم

{ في الأرض } أرض مصر

{ ونري فرعون وهامان وجنودهما } جموعهما

{ منهم } من موسى وبنى إسرائيل

{ ما كانوا يحذرون } من ذهاب الملك

٧

{ وأوحينا إلى أم موسى } ألهمنا أم موسى يوحانذ بنت لاوى بن يعقوب

{ أن أرضعيه } أن أرضعى هذا الصبى

{ فإذا خفت عليه } أن يضيع

{ فألقيه في اليم } فاطرحيه فى التابوت والتابوت فى البحر

{ ولا تخافي } من الغرق

{ ولا تحزني } من الضيعة أن لا يرد إليك

{ إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين } إلى فرعون وقومه

٨

{ فالتقطه } فرفعه

{ آل فرعون } جوارى فرعون من بين الماء والشجر فأخذته وذهبن به إلى امرأة فرعون

{ ليكون لهم عدوا } من بعد ما يجىء إليهم بالرسالة

{ وحزنا } بذهاب ملكهم

{ إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين } مشركين

٩

{ وقالت امرأة فرعون } آسية بنت مزاحم وكانت عمة موسى

{ قرة عين لي } هذا الغلام

{ ولك } يا فرعون

{ لا تقتلوه عسى أن ينفعنا } فى ضيعتنا

{ أو نتخذه ولدا } أو نتبناه

{ وهم لا يشعرون } بنو إسرائيل لا يعلمون أنه ليس منا ويقال وهم لا يشعرون أن هلاكهم على يديه

١٠

{ وأصبح فؤاد أم موسى } صار قلب أم موسى يوحانذ

{ فارغا } من كل هم وذكر إلا هم موسى وذكر موسى

{ إن كادت } قد كادت

{ لتبدي به } لتظهر به تقول هذا ابنى بعد ما انتسب به إلى فرعون

{ لولا أن ربطنا } حفظنا

{ على قلبها } بالصبر

{ لتكون من المؤمنين } من المصدقين بوعد اللّه أن يكون من المرسلين

١١

{ وقالت } يعنى أم موسى

{ لأخته } لأخت موسى تسمى مريم

{ قصيه } اتبعى أثره

{ فبصرت به } بالغلام

{ عن جنب } عن بعد

{ وهم لا يشعرون } لا يعلمون أنها أخت موسى

١٢

{ وحرمنا عليه } على موسى

{ المراضع } ألبان النساء

{ من قبل } من قبل مجىء أمه

{ فقالت } أخت موسى لآل فرعون

{ هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم } يرضعون لكم هذا الغلام

{ وهم له ناصحون } حافظون بالتربية فدلت على أمه

١٣

{ فرددناه إلى أمه كي تقر عينها } تطيب نفسها بموسى

{ ولا تحزن } على موسى

{ ولتعلم أن وعد اللّه } فى رده إليها

{ حق } صدق

{ ولكن أكثرهم } يعنى أهل مصر

{ لا يعلمون } ذلك ولا يصدقون

١٤

{ ولما بلغ أشده } ثمان عشرة سنة

{ واستوى } خلقه أربعين سنة

{ آتيناه } أعطيناه

{ حكما } فهما

{ وعلما } نبوة

{ وكذلك } هكذا

{ نجزي المحسنين } النبيين بالفهم والنبوة ويقال الصالحين بالعلم والحكمة

١٥

{ ودخل المدينة على حين غفلة } اشتغال اشتغال

{ من أهلها } عند القيلولة ويقال بعد صلاة المغرب

{ فوجد فيها } فى المدينة

{ رجلين } إسرائيليا وقبطيا

{ يقتتلان } يتنازعان ويتحاربان بينهما

{ هذا من شيعته } من شيعة موسى الإسرائيلى

{ وهذا من عدوه } من عدو موسى القبطى

{ فاستغاثه الذي من شيعته } من شيعة موسى

{ على الذي من عدوه } من عدو موسى

{ فوكزه موسى } فجمع موسى أصابعه وقبض عليها فلكزه لكزة

{ فقضى عليه } الموت فخر ميتا

{ قال } موسى

{ هذا من عمل الشيطان } بأمر الشيطان

{ إنه عدو مضل مبين } ظاهر العداوة وندم على قتله

١٦

{ قال رب إني ظلمت نفسي } بقتل النفس

{ فاغفر لي } ذنبى تجاوز عنى

{ فغفر له إنه هو الغفور } المتجاوز

{ الرحيم } لمن تاب

١٧

{ قال رب بما أنعمت علي } مننت على بالمعرفة والتوحيد والمغفرة

{ فلن أكون ظهيرا للمجرمين } فلا تجعلنى عونا للمشركين لفرعون وقومه

١٨

{ فأصبح } فصار

{ في المدينة خائفا } من قتل القبطى

{ يترقب } ينتظر متى يؤخذ به

{ فإذا الذي استنصره } استعان به

{ بالأمس } على القبطى

{ يستصرخه } يستغيثه على آخر من القبط

{ قال له } للإسرائيلى

{ موسى إنك لغوي مبين } مجادل بين الجدال وأقبل عليه بالعون

١٩

{ فلما أن أراد أن يبطش } أن يأخذ

{ بالذي هو عدو لهما } القبطى ظن الإسرائيلى أنه يريده

{ قال } أى الإسرائيلى

{ يا موسى أتريد أن تقتلني } اليوم

{ كما قتلت نفسا } قبطيا

{ بالأمس إن تريد } ما تريد

{ إلا أن تكون جبارا } قتالا

{ في الأرض } فى أرض مصر

{ وما تريد أن تكون من المصلحين } من المتورعين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر

٢٠

{ وجاء رجل } وهو حزقيل

{ من أقصى المدينة } من أسفل المدينة ويقال من وسط المدينة

{ يسعى } يسرع ويشتد فى مشيه

{ قال يا موسى إن الملأ } أولياء المقتول

{ يأتمرون بك } اتفقوا عليك

{ ليقتلوك فاخرج } من المدينة

{ إني لك من الناصحين } من المشفقين

٢١

{ فخرج } موسى

{ منها } من المدينة

{ خائفا يترقب } ينتظر ويلتفت متى يلحق ويؤخذ به

{ قال } عند ذلك

{ رب نجني من القوم الظالمين } أهل مصر

٢٢

{ ولما توجه تلقاء مدين } سار نحو مدين خاف أن يخطىء الطريق

{ قال عسى } لعل

{ ربي أن يهديني } أن يرشدنى

{ سواء السبيل } قصد الطريق نحو مدين

٢٣

{ ولما ورد } بلغ

{ ماء مدين } وهو بئر

{ وجد عليه } على الماء

{ أمة } جماعة

{ من الناس } أربعين رجلا

{ يسقون } غنمهم

{ ووجد من دونهم } من ورائهم

{ امرأتين تذودان } تحبسان غنمهما عن الماء من ضعفهما حتى يفرغ القوم

{ قال } لهما موسى

{ ما خطبكما } ما بالكما لا تسقيان غنمكما

{ قالتا لا نسقي } لا نقدر أن نسقى غنمنا

{ حتى يصدر الرعاء } حتى يفرغ القوم ثم نسقى

{ وأبونا شيخ كبير } ليس له أحد يعينه غيرنا

٢٤

{ فسقى لهما } فسقى موسى غنمهما وذهبتا إلى أبيهما فأخبرتا أباهما عن خبر موسى

{ ثم تولى } موسى

{ إلى الظل } ظل الشجرة ويقال ظل حائط ويقال كن

{ فقال } موسى

{ رب إني لما أنزلت إلي } ما قدرت لى

{ من خير } من طعام

{ فقير } محتاج

٢٥

{ فجاءته إحداهما } وهى الصغرى وسمها صفورا

{ تمشي على استحياء } معترضة رافعة كمها على وجهها كمشى العذارى واضعة يدها على وجهها

{ قالت إن أبي يدعوك ليجزيك } ليعطيك

{ أجر ما سقيت لنا } عوض ما سقيت لنا غنمنا

{ فلما جاءه } موسى إلى أبيها يثرون بن أخى شعيب وقد مات شعيب قبل ذلك

{ وقص عليه } على يثرون

{ القصص } فراره من فرعون وغير ذلك

{ قال } له يثرون

{ لا تخف نجوت من القوم الظالمين } أهل مصر

٢٦

{ قالت إحداهما } وهى الصغرى

{ يا أبت استأجره إن خير من استأجرت } من الأجراء هو

{ القوي } على الحمل الثقيل

{ الأمين } على الأمانة ثم

٢٧

{ قال } يثرون لموسى

{ إني أريد أن أنكحك } أزوجك يا موسى

{ إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني } تعمل لى فى غنمى

{ ثماني حجج } ثمان سنين

{ فإن أتممت عشرا } عشر سنين

{ فمن عندك } الزيادة

{ وما أريد أن أشق عليك } فى الزيادة

{ ستجدني إن شاء اللّه من الصالحين } بالوفاء

٢٨

{ قال } موسى

{ ذلك } الشرط

{ بيني وبينك أيما الأجلين قضيت } الثمان أو العشر

{ فلا عدوان علي } فلا سبيل لك وعلى

{ واللّه على ما نقول } من الشرط والوفاء

{ وكيل } شهيد

٢٩

{ فلما قضى موسى الأجل } عشر سنين

{ وسار بأهله } نحو مصر

{ آنس من جانب الطور نارا } رأى عن يسار الطريق نارا

{ قال لأهله امكثوا } أنزلوا ههنا

{ إني آنست } رأيت

{ نارا لعلي آتيكم منها } من عند النار

{ بخبر } عن الطريق وقد كان تحير فى الطريق

{ أو جذوة } قطعة

{ من النار لعلكم تصطلون } لكى تدنؤا بها وكانوا فى شدة من الشتاء

٣٠

{ فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن } عن يمين موسى

{ في البقعة المباركة } بالماء والشجر

{ من الشجرة } من نحو الشجر

{ أن يا موسى إني أنا اللّه رب العالمين } سيد الجن والإنس

٣١

{ وأن ألق عصاك } من يدك

{ فلما رآها } بعدما ألقاها

{ تهتز } تتحرك رافعة رأسها

{ كأنها جان } حية لا صغيرة ولا كبيرة

{ ولى مدبرا } هاربا منها

{ ولم يعقب } ولم يلتفت إليها قال اللّه

{ يا موسى أقبل } إليها

{ ولا تخف } منها

{ إنك من الآمنين } من شرها فأخذها موسى فاذا هى عصا كما كانت قال اللّه له

٣٢

{ اسلك } أدخل

{ يدك في جيبك } فى إبطك يا موسى

{ تخرج بيضاء } لها ضوء كضوء الشمس

{ من غير سوء } من غير برص

{ واضمم إليك جناحك } أدخل يدك فى إبطك بعد ذلك

{ من الرهب } من الفرق إذا أرهبت بها الناس

{ فذانك برهانان } فهاتان حجتان

{ من ربك إلى فرعون وملئه } قومه

{ إنهم كانوا قوما فاسقين } كافرين مفسدين فى شركهم

٣٣

{ قال } موسى

{ رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون } بدلها

٣٤

{ وأخي هارون هو أفصح مني لسانا } أبين منى كلاما وكان على لسان موسى رتة

{ فأرسله معي ردءا } معينا

{ يصدقني } يعبر عنى كلامى ويصدق قولى

{ إني أخاف أن يكذبون } بالرسالة

٣٥

{ قال } اللّه

{ سنشد عضدك } سنقوى ظهرك

{ بأخيك } هرون

{ ونجعل لكما سلطانا } عذرا وحجة مقدم ومؤخر

{ فلا يصلون إليكما بآياتنا } إلى قتلكما

{ أنتما ومن اتبعكما } بالإيمان والآيات

{ الغالبون } على فرعون وقومه

٣٦

{ فلما جاءهم موسى بآياتنا } اليد والعصا

{ بينات } مبينات

{ قالوا } يا موسى

{ ما هذا } الذى جئتنا به

{ إلا سحر مفترى } كذب مختلق من تلقاء نفسك

{ وما سمعنا بهذا } الذى تقول يا موسى

{ في آبائنا الأولين } من آبائنا الماضين

٣٧

{ وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى } بالرسالة والتوحيد

{ من عنده ومن تكون له عاقبة الدار } الجنة فى الآخرة

{ إنه لا يفلح } لا يأمن ولا ينجو

{ الظالمون } المشركون من عذاب اللّه

٣٨

{ وقال فرعون يا أيها الملأ } يا رجال أهل مصر

{ ما علمت لكم } ما عرفت لكم

{ من إله } إلها

{ غيري } فلا تطيعوا موسى

{ فأوقد لي } أي النار

{ يا هامان على الطين } فاطبخ لي يا هامان من الطين أجرا

{ فاجعل لي صرحا } قصرا

{ لعلي أطلع } أصعد وأنظر

{ إلى إله موسى } الذى يزعم أنه فى السماء وأرسله إلى

{ وإني لأظنه من الكاذبين } ليس فى السماء من إله

٣٩

{ واستكبر } تعظم عن الإيمان

{ هو } فرعون

{ وجنوده } جموعه القبط

{ في الأرض } فى أرض مصر

{ بغير الحق } بغير أن كان لهم ذلك

{ وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون } فى الآخرة

٤٠

{ فأخذناه } يعنى فرعون بكلمته الأولى أنا ربكم الأعلى والأخرى ما علمت لكم من إله غيرى

{ وجنوده } جموعه القبط

{ فنبذناهم في اليم } فألقيناهم فطرحانهم فى البحر

{ فانظر } يا محمد

{ كيف كان عاقبة الظالمين } آخر أمر المشركين فرعون وقومه

٤١

{ وجعلناهم } خذلناهم

{ أئمة } قادة إلى الكفار والضلال

{ يدعون إلى النار } إلى الكفر والشرك وعبادة الأوثان

{ ويوم القيامة لا ينصرون } لا يمنعون من عذاب اللّه

٤٢

{ وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة } أهلكناهم فى الدنيا بالغرق

{ ويوم القيامة هم من المقبوحين } سود الوجوه وزرق الأعين

٤٣

{ ولقد آتينا } أعطينا

{ موسى الكتاب } يعنى التوراة

{ من بعد ما أهلكنا القرون الأولى } من قبل موسى

{ بصائر } بيانا

{ للناس } لبنى إسرائيل

{ وهدى } من الضلالة

{ ورحمة } لمن آمن به

{ لعلهم يتذكرون } لكى يتعظوا فيؤمنوا به

٤٤

{ وما كنت } يا محمد

{ بجانب الغربي } الجبل

{ إذ قضينا إلى موسى الأمر } حيث أمرنا موسى الإتيان إلى فرعون

{ وما كنت من الشاهدين } من الحاضرين هناك

٤٥

{ ولكنا أنشأنا } خلقنا

{ قرونا } قرنا بعد قرن وبينا قصة الأول للآخر كما بينا لك

{ فتطاول عليهم العمر } الأجل فلم يؤمنوا فأهلكناهم قرنا بعد قرن

{ وما كنت } يا محمد

{ ثاويا } مقيما

{ في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا } تقرأ على قومك آياتنا القرآن تخبرهم

{ ولكنا كنا مرسلين } الرسل إلى القرون الأولى وبينا قصة الأول للآخر كما بينا لك قصة الأولين

٤٦

{ وما كنت بجانب الطور } جبل زبير

{ إذ نادينا } حيث كلمنا موسى ويقال إذ نادينا أمتك

{ ولكن } علمناك وأرسلناك

{ رحمة } نعمة ومنة

{ من ربك } إذ أرسل إليك جبريل بالقرآن بأخبار الأمم

{ لتنذر قوما } لكى تخوف قوما بالقرآن

{ ما أتاهم من نذير } لم يأتهم رسول مخوف

{ من قبلك } يعنى قريشا

{ لعلهم يتذكرون } لكى يتعظوا فيؤمنوا

٤٧

{ ولولا أن تصيبهم مصيبة } ولولا أن يصيب قومك قريشا عذاب يوم القيامة

{ بما قدمت أيديهم } بما اكتسبوا فى كفرهم

{ فيقولوا } عند نزول العذاب بهم يوم القيامة

{ ربنا } يا ربنا

{ لولا } هلا

{ أرسلت إلينا رسولا } مع الكتاب قبل العذاب

{ فنتبع آياتك } كتابك ورسولك

{ ونكون من المؤمنين } بالكتاب والرسول لأهلكناهم قبلك ولكن أرسلناك إليهم بالقرآن لكى لا يكون لهم حجة علينا

٤٨

{ فلما جاءهم الحق } محمد صلى اللّه عليه وسلم بالقرآن

{ من عندنا قالوا } كفار مكة

{ لولا أوتي } هلا أعطى محمد عليه الصلاة والسلام يعنى اليد والعصا والمن والسلوى والقرآن جملة

{ مثل ما أوتي } أعطى

{ موسى } بزعمه

{ أو لم يكفروا } كفار مكة

{ بما أوتي موسى } أعطى موسى

{ من قبل } من قبل محمد صلى اللّه عليه وسلم يعنى التوراة

{ قالوا } كفار مكة

{ سحران } يعنى التوراة والقرآن

{ تظاهرا } تعاونا

{ وقالوا } كفار مكة

{ إنا بكل } بالتوراة والقرآن

{ كافرون } جاحدون

٤٩

{ قل } لهم يا محمد

{ فأتوا بكتاب من عند اللّه هو أهدى } أصوب

{ منهما } من التوراة والقرآن

{ أتبعه } أعمل به

{ إن كنتم صادقين } أن التوراة والقرآن سحران تظاهرا فلم يقدروا أن يأتوا

٥٠

قال اللّه

{ فإن لم يستجيبوا لك } فإن لم يجيبوك الظلمة بما سألتهم

{ فاعلم أنما يتبعون أهواءهم } بالكفر والشرك وعبادة الأوثان

{ ومن أضل } أكفر عن الحق والهدى

{ ممن اتبع هواه } بالكفر والشرك وعبادة الأوثان

{ بغير هدى من اللّه } بغير حجة وبيان من اللّه

{ إن اللّه لا يهدي } لا يرشد إلى دينه

{ القوم الظالمين } المشركين أبا جهل وأصحابه

٥١

{ ولقد وصلنا لهم القول } بينا لهم القرآن بالتوحيد

{ لعلهم يتذكرون } لكى يتعظوا بالقرآن فيؤمنوا

٥٢

{ الذين آتيناهم الكتاب } أعطيناهم علم التوراة

{ من قبله } من قبل مجىء محمد عليه الصلاة والسلام والقرآن يعنى عبد اللّه بن سلام وأصحابه نحو أربعين رجلا منهم من جاء من الشام ومنهم من جاء من اليمن

{ هم به } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن

{ يؤمنون } يوقنون

٥٣

{ وإذا يتلى عليهم } يقرأ عليهم القرآن بنعت محمد صلى اللّه عليه وسلم وصفته

{ قالوا آمنا به } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن

{ إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله } من قبل قراءة القرآن علينا

{ مسلمين } مقرين بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن

٥٤

{ أولئك } أهل هذه الصفة

{ يؤتون أجرهم مرتين } يعطون ثوابهم ضعفين

{ بما صبروا } على أذى الكفار وطعنهم متى بينوا صفة محمد صلى اللّه عليه وسلم ونعته فى كتابهم ودخلوا فى دين محمد عليه الصلاة والسلام

{ ويدرؤون بالحسنة السيئة } يدفعون بالكلام الحسن بلا إله إلا اللّه الكلام القبيح الشرك من غيرهم

{ ومما رزقناهم } أعطيناهم من الأموال

{ ينفقون } يتصدقون

٥٥

{ وإذا سمعوا اللغو } الباطل يعنى طعنة الكفار عليهم

{ أعرضوا عنه } كراما

{ وقالوا } معروفا

{ لنا أعمالنا } عبادة اللّه ودين الإسلام

{ ولكم أعمالكم } عليكم أعمالكم عبادة الأوثان ودين الشيطان الشرك باللّه

{ سلام عليكم } هداكم اللّه

{ لا نبتغي الجاهلين } لا نطلب دين المشركين باللّه

٥٦

{ إنك } يا محمد

{ لا تهدي } لا تعرف

{ من أحببت } إيمانه يعنى أبا طالب

{ ولكن اللّه يهدي } يوفق ويرشد ويعرف

{ من يشاء } لدينه أبا بكر وعمر وأصحابهما

{ وهو أعلم بالمهتدين } لدينه

٥٧

{ وقالوا } حارث بن عمرو النوفلى وأصحابه

{ إن نتبع الهدى } التوحيد

{ معك } يا محمد

{ نتخطف } نطرد

{ من أرضنا } مكة

{ أو لم نمكن لهم } ننزلهم ونجعل لهم

{ حرما آمنا } من أن يهاج فيه

{ يجبى إليه ثمرات كل شيء } يحمل إليه ألون كل شىء ممن الثمرات

{ رزقا من لدنا } طعاما لهم من عندنا فكيف أسلط عليهم الكفار إن آمنوا

{ ولكن أكثرهم لا يعلمون } ذلك ولا يصدقون

٥٨

{ وكم أهلكنا من قرية } من اهل قرية

{ بطرت معيشتها } كفرت بمعيشتها

{ فتلك مساكنهم } منازلهم

{ لم تسكن من بعدهم } من بعد هلاكهم

{ إلا قليلا } منها يسكنها المسافرون وسائرها خراب

{ وكنا نحن الوارثين } المالكين على ما ملكوا وتركوا بعد هلاكهم

٥٩

{ وما كان ربك مهلك القرى } أهل القرى

{ حتى يبعث في أمها } فى أعظمها مكة ويقال إلى عظمائها وكبرائها

{ رسولا يتلو عليهم آياتنا } بالأمر والنهى

{ وما كنا مهلكي القرى } أهل القرى

{ إلا وأهلها ظالمون } مشركون

٦٠

{ وما أوتيتم من شيء } ما أعطيتم من المال والخدم يا معشر قريش

{ فمتاع الحياة الدنيا } كمتاع الحياة الدنيا الخزف والزجاج

{ وزينتها } زهرتها لا تبقى هذه الزهرة

{ وما عند اللّه } لمحمد وأصحابه فى الجنة

{ خير } أفضل

{ وأبقى } أدوم لكم فى الدنيا

{ أفلا تعقلون } أفليس لكم ذهن الإنسانية إن الدنيا فانية والآخرة باقية

٦١

{ أفمن وعدناه وعدا حسنا } يعنى الجنة وهو محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه ويقال هو عثمان بن عفان

{ فهو لاقيه } معاينه فى الآخرة

{ كمن متعناه متاع الحياة الدنيا } أعطيناه المال والخدم فى الدنيا يعنى أبا جهل بن هشام

{ ثم هو يوم القيامة من المحضرين } من المعذبين فى النار

٦٢

{ ويوم } وهو يوم القيامة

{ يناديهم } اللّه يعنى أبا جهل وأصحابه

{ فيقول } اللّه عز وجل

{ أين شركائي الذين كنتم تزعمون } تعبدون وتقولون إنهم شركائى

٦٣

{ قال الذين حق عليهم } وجب عليهم

{ القول } بالسخط والعذاب وهم الرؤساء

{ ربنا } يا ربنا

{ هؤلاء } السفلة

{ الذين أغوينا } أضللنا

{ أغويناهم } أضللناهم عن الحق والهدى

{ كما غوينا } ضللنا عن الحق والهدى

{ تبرأنا إليك } منهم

{ ما كانوا إيانا يعبدون } بأمرنا

٦٤

{ وقيل ادعوا شركاءكم } آلهتكم حتى يمنعوكم من عذاب اللّه

{ فدعوهم فلم يستجيبوا لهم } فلم يجيبوهم برفع عذاب اللّه عنهم

{ ورأوا العذاب } القادة والسفلة

{ لو أنهم كانوا يهتدون } تمنوا لو أنهم كانوا فى الدنيا على الحق والهدى

٦٥

{ ويوم } وهو يوم القيامة

{ يناديهم } الكفار

{ فيقول } اللّه لهم

{ ماذا أجبتم المرسلين } بما دعوكم

٦٦

{ فعميت } فالتبست

{ عليهم الأنباء } الأخبار والإجابة

{ يومئذ } يوم القيامة

{ فهم لا يتساءلون } لا يجيبون

٦٧

{ فأما من تاب } من الكفر

{ وآمن } باللّه

{ وعمل صالحا } خالصا فيما بينه وبين ربه

{ فعسى } وعسى من اللّه واجب

{ أن يكون من المفلحين } من الناجين من السخط والعذاب

٦٨

{ وربك يخلق ما يشاء } كما يشاء

{ ويختار } من خلقه بالنبوة من يشاء يعنى محمدا صلى اللّه عليه وسلم

{ ما كان لهم } لأهل مكة

{ الخيرة } الاختيار

{ سبحان اللّه } نزه نفسه

{ وتعالى } تبرأ

{ عما يشركون } به من الأوثان

٦٩

{ وربك يعلم ما تكن صدورهم } ما تضمر قلوبهم من البغض والعداوة

{ وما يعلنون } ما يظهرون من المعاصى

٧٠

{ وهو اللّه لا إله إلا هو } لا ولد له ولا شريك له

{ له الحمد } له الشكر

{ في الأولى والآخرة } على أهل الأرض والسماء ويقال له الحمد والمنة والفضل والإحسان فى الأولى والآخرة على أهل الدنيا والآخرة

{ وله الحكم } القضاء بينهم

{ وإليه ترجعون } بعد الموت

٧١

{ قل } لهم يا محمد لأهل مكة

{ أرأيتم } ما تقولون يا معشر الكفار

{ إن جعل اللّه عليكم الليل } إن ترك اللّه عليكم الليل مظلما

{ سرمدا } دائما

{ إلى يوم القيامة } لا نهار فيه

{ من إله غير اللّه } سوى اللّه

{ يأتيكم بضياء } بنهار

{ أفلا تسمعون } أفلا تطيعون من جعل لكم الليل والنهار

٧٢

{ قل } لهم يا محمد أيضا

{ أرأيتم } ما تقولون

{ إن جعل اللّه عليكم } إن ترك اللّه عليكم

{ النهار سرمدا } دائما

{ إلى يوم القيامة } لا ليل فيه

{ من إله غير اللّه } سوى اللّه

{ يأتيكم بليل تسكنون فيه } تستقرون فيه

{ أفلا تبصرون } أفلا تصدقون من جعل لكم خلق الليل والنهار

٧٣

{ ومن رحمته } نعمته

{ جعل لكم } خلق لكم

{ الليل والنهار لتسكنوا فيه } لتستقروا فى الليل

{ ولتبتغوا من فضله } لكى تطلبوا بالنهار فضلة بالعلم والعبادة

{ ولعلكم تشكرون } لكى تشكروا نعمته عليكم بالليل والنهار

٧٤

{ ويوم } وهو يوم القيامة

{ يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون } تقولون إنهم شركائى

٧٥

{ ونزعنا } أخرجنا

{ من كل أمة شهيدا } نبيا يشهد عليهم بالبلاغ وهو نبيهم الذى كان فيهم فى الدنيا

{ فقلنا هاتوا برهانكم } حجتكم لماذا رددتم على الرسل

{ فعلموا } علم كل أمة

{ أن الحق للّه } أن عبادة اللّه ودين اللّه الحق وأن القضاء فيهم للّه

{ وضل عنهم } اشتغل عنهم بأنفسهم

{ ما كانوا يفترون } يعبدون بالكذب

٧٦

{ إن قارون كان من قوم موسى } ابن عم موسى

{ فبغى عليهم } فتطاول على موسى وهارون وقومهما فقال لموسى الرسالة ولهارون الحبورة ولست فى شىء لا أرضى بهذا ورد على موسى نبوته

{ وآتيناه } أعطيناه

{ من الكنوز } يعنى الأموال

{ ما إن مفاتحه } مفاتيح خزائنه

{ لتنوء بالعصبة } لتثقل بالجماعة

{ أولي القوة } ذوى القوة وهم أربعون رجلا يحملون مفاتيح خزانته

{ إذ قال له قومه } قوم موسى

{ لا تفرح } لا تبطر بالمال وتشرك

{ إن اللّه لا يحب الفرحين } البطرين فى المال

٧٧

{ وابتغ } اطلب

{ فيما آتاك اللّه } بما أعطاك اللّه بالمال

{ الدار الآخرة } يعنى الجنة

{ ولا تنس نصيبك من الدنيا } لا تترك نصيبك من الآخرة بنصيبك من الدنيا ويقال لا تنقص نصيبك من الدنيا بما أنفقت وأعطيت للآخرة

{ وأحسن } إلى الفقراء والمساكين

{ كما أحسن اللّه إليك } بالمال

{ ولا تبغ الفساد في الأرض } لا تعمل بالمعاصى وخلاف أمر الرسول موسى عليه الصلاة والسلام

{ إن اللّه لا يحب المفسدين } بالمعاصى

٧٨

{ قال } قارون

{ إنما أوتيته } أعطيت هذا المال الذى أعطيت

{ على علم عندي } على ما علم اللّه أني أهل لذلك ويقال يصنع الذهب بالكيمياء

{ أو لم يعلم } قارون

{ أن اللّه قد أهلك من قبله من القرون } الماضية

{ من هو أشد منه قوة } بالبدن

{ وأكثر جمعا } مالا ورجالا

{ ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون } المشركون يوم القيامة كل يعرف بسيماه

٧٩

{ فخرج } قارون

{ على قومه في زينته } التى كانت له من الخيل والبغال والغلمان والجوارى وحلى الذهب والفضة وألوان السلاح والثياب

{ قال الذين يريدون الحياة الدنيا } وهم الراغبون

{ يا ليت لنا مثل ما أوتي } أعطى

{ قارون } من المال

{ إنه لذو حظ عظيم } نصيب كثير

٨٠

{ وقال الذين أوتوا العلم } أعطوا علم الزهد والتوكل وهم الزاهدون قالوا للراغبين

{ ويلكم } ضيق اللّه عليكم الدنيا

{ ثواب اللّه خير } فى الجنة أفضل

{ لمن آمن } باللّه وبموسى

{ وعمل صالحا } خالصا فيما بينه وبين ربه

{ ولا يلقاها } لا يعطى الجنة

{ إلا الصابرون } على أمر اللّه والمرازى ويقال لا يوفق للكلمة الطيبة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر إلا الصابرون على أمر اللّه والمرازى

٨١

{ فخسفنا به } بقارون

{ وبداره } بمنزله

{ الأرض } غارت به الأرض

{ فما كان له من فئة } من جماعة وجند

{ ينصرونه } يمنعونه

{ من دون اللّه } من عذاب اللّه حين نزل به

{ وما كان من المنتصرين } الممتنعين بنفسه من عذاب اللّه

٨٢

{ وأصبح } صار

{ الذين تمنوا مكانه } قدره ومنزلته وماله

{ بالأمس يقولون } بعضهم لبعض

{ ويكأن اللّه } ليس كما قال قارون إن هذا المال بصنعى ولكن اللّه

{ يبسط } يوسع

{ الرزق } المال

{ لمن يشاء } على من يشاء

{ من عباده } وهو مكر منه كما كان لقارون

{ ويقدر } يقتر على من يشاء وهو نظر منه

{ لولا أن من اللّه علينا } فمنع عنا ما أعطاه

{ لخسف بنا } غارت بنا الأرض كما خسف بقارون

{ ويكأنه } وأنه والياء والكاف صلة فى الكلام

{ لا يفلح } لا ينجو ولا يأمن

{ الكافرون } من عذاب اللّه

٨٣

{ تلك الدار الآخرة } الجنة

{ نجعلها } نعطيها

{ للذين لا يريدون علوا } عتوا وتكبرا

{ في الأرض } بالمال

{ ولا فسادا } بالنقش والتصاوير والمعاصى

{ والعاقبة } الجنة

{ للمتقين } الكفر والشرك والعلو والفساد فى الأرض

٨٤

{ من جاء بالحسنة } بلا إله إلا اللّه مخلصا بها

{ فله خير منها } فله منها خير

{ ومن جاء بالسيئة } بالشرك باللّه

{ فلا يجزى الذين عملوا السيئات } في الشرك باللّه

{ إلا ما كانوا يعملون } النار

٨٥

{ إن الذي فرض عليك القرآن } نزل عليك جبريل بالقرآن

{ لرادك إلى معاد } إلى مكة ويقال الجنة

{ قل } يا محمد

{ ربي أعلم من جاء بالهدى } بالتوحيد والقرآن

{ ومن هو في ضلال مبين } فى كفر بين وخطأ بين

٨٦

{ وما كنت } يا محمد

{ ترجو أن يلقى إليك الكتاب } أن ينزل عليك جبريل بالقرآن وتكون نبيا

{ إلا رحمة من ربك } ولكن منة وكرامة من ربك إذ أرسل عليك جبريل بالقرآن وجعلك نبيا

{ فلا تكونن ظهيرا } عونا

{ للكافرين } بالكفر

٨٧

{ ولا يصدنك } لا يصرفنك

{ عن آيات اللّه } القرآن

{ بعد إذ أنزلت إليك } جبريل بها

{ وادع إلى ربك } إلى توحيد ربك وكتاب ربك

{ ولا تكونن من المشركين } مع المشركين على دينهم منهم

٨٨

{ ولا تدع مع اللّه إلها آخر } لا تعبد من دون اللّه أحدا ولا تدع الخلق إلى أحد دون اللّه

{ لا إله إلا هو } وحده لا شريك له

{ كل شيء } كل عمل لغير وجه اللّه

{ هالك } مردود

{ إلا وجهه } إلا ما ابتغى به وجهه ويقال كل وجه متغير إلا وجهه وكل ملك زائل إلا ملكه

{ له الحكم } القضاء بين خلقه

{ وإليه ترجعون } بعد الموت فيجازيكم بأعمالكم

ومن السورة التى يذكر فيها العنكبوت

﴿ ٠