غافر{ بسم اللّه الرحمن الرحيم } وهى كلها مكية آياتها اثنتا وثمانون آية وكلماتها ألف ومائة وتسع وتسعون وحروفها أربعة آلاف وتسمعائة وستون قوله جل ذكره ١{ حم } يقول قضى أو بين ما هو كائن إلى يوم القيامة ويقال قسم أقسم به ٢{ تنزيل الكتاب } إن هذا القرآن تنزيل { من اللّه العزيز العليم } على محمد صلى اللّه عليه وسلم العزيز بالنقمة لمن لا يؤمن به العليم بمن آمن به وعن لا يؤمن به ٣{ غافر الذنب } لمن قال لا إله إلا اللّه { وقابل التوب } لمن تاب من الشرك { شديد العقاب } لمن مات على الشرك { ذي الطول } ذى المن والفضل والغنى يعني ذا المن والفضل على من آمن به وذا الغنى على من لا يؤمن به { لا إله } يفعل ذلك { إلا هو إليه المصير } مصير من آمن به ومصير من لم يؤمن به ٤{ ما يجادل في آيات اللّه } ما يكذب بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن { إلا الذين كفروا } باللّه أهل مكة { فلا يغررك تقلبهم في البلاد } فلا تغتر يا محمد بذهابهم ومجيئهم فى الأسفار بالتجارة فانهم ليسوا على شىء ٥{ كذبت قبلهم } قبل قومك { قوم نوح } نوحا { والأحزاب } الكفار { من بعدهم } من بعد قوم نوح كذبوا الرسل كما كذبك قومك { وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه } أراد كل قوم قتل رسولهم { وجادلوا بالباطل } خاصموا الرسل بالشرك { ليدحضوا به الحق } ليبطلوا بالشرك الحق ما جاءت به الرسل { فأخذتهم } عاقبتهم عند التكذيب { فكيف كان عقاب } أنظر يا محمد كيف كان عقوبتى عليهم عند التكذيب ٦{ وكذلك } هكذا { حقت } وجبت { كلمة ربك } بالعذاب { على الذين كفروا } بالرسل { أنهم أصحاب النار } أهل النار فى الآخرة ٧{ الذين يحملون العرش } عرش الرحمن وهو السرير وهم عشرة أجزاء من الملائكة الحملة { ومن حوله } من الملائكة { يسبحون بحمد ربهم } بأمر ربهم { ويؤمنون به } وهم يؤمنون باللّه { ويستغفرون } يدعون { للذين آمنوا } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن ويقولون { ربنا } يا ربنا { وسعت كل شيء رحمة } ملأت كل شىء نعمة { وعلما } عالم أنت بكل شىء { فاغفر للذين تابوا } من الشرك { واتبعوا سبيلك } دينك الإسلام { وقهم عذاب الجحيم } ادفع عنهم عذاب النار ٨{ ربنا } يا ربنا { وأدخلهم جنات عدن } معدن الأنبياء والصالحين { التي وعدتهم } فى الكتاب { ومن صلح } من وحد أيضا { من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز } فى ملكك وسلطانك { الحكيم } فى امرك وقضائك ٩{ وقهم السيئات } ادفع عنهم عذاب يوم القيامة { ومن تق السيئات } ومن دفعت عنه العذاب { يومئذ } يوم القيامة { فقد رحمته } غفرت له وعصمته وعظمته { وذلك } الغفران والدفع { هو الفوز العظيم } النجاة الوافرة فازوا بالجنة ونجوا من النار ١٠{ إن الذين كفروا } باللّه وبالكتب والرسل إذا دخلوا النار يقول كل واحد منهم مقتك يا نفسى { ينادون } فيناديهم الملائكة { لمقت اللّه } فى الدنيا { أكبر من مقتكم أنفسكم } اليوم فى النار { إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون } فتجحدون ١١{ قالوا } يعنى الكفار فى النار { ربنا } يا ربنا { أمتنا اثنتين } مرتين مرة بقبض أرواحنا ومرة بعد ما سألنا منكر ونكير فى القبور { وأحييتنا اثنتين } مرتين مرة قبل أن سألنا منكر ونكير فى القبور ومرة للبعث { فاعترفنا } فأقررنا { بذنوبنا } بشركنا وجحودنا من ذلك { فهل إلى خروج } رجوع إلى الدنيا { من سبيل } من حيلة فنؤمن بك يقول اللّه لهم ١٢{ ذلكم } العذاب فى النار والمقت { بأنه إذا دعي اللّه وحده } إذا قيل لكم قولوا لا إله إلا اللّه { كفرتم } جحدتم { وإن يشرك به } الأوثان { تؤمنوا } تقروا { فالحكم للّه } فالقضاء بين العباد للّه حكم بالنار لمن كفر به { العلي } أعلى كل شىء { الكبير } أكبر كل شىء ١٣{ هو الذي يريكم } يا أهل مكة { آياته } علامات وحدانيته وقدرته وعجائبه من خراب مساكن الذين ظلموا { وينزل لكم من السماء رزقا } مطرا { وما يتذكر } ما يتعظ بالقرآن { إلا من ينيب } إلا من يقبل إلى اللّه ١٤{ فادعوا اللّه } فاعبدوا اللّه { مخلصين له الدين } للّه بالعبادة والتوحيد { ولو كره } وإن كره { الكافرون } أهل مكة ١٥{ رفيع الدرجات } خالق السموات رفعها فوق كل شىء { ذو العرش } السرير { يلقي الروح من أمره } ينزل جبريل بالقرآن { على من يشاء } على من يحب { من عباده } يعنى محمدا صلى اللّه عليه وسلم { لينذر } ليخوف محمد صلى اللّه عليه وسلم بالقرآن { يوم التلاق } يوم يلتقى أهل السماء وأهل الأرض ويقال يوم يلقى الخالق المخلوق ١٦{ يوم هم بارزون } خارجون من القبور { لا يخفى على اللّه منهم شيء } ولا من أعمالهم شىء فيقول اللّه بعد نفخة الموت { لمن الملك اليوم } فليس يجيبه أحد فيرد على نفسه فيقول { للّه الواحد } بلا ولد ولا شريك { القهار } لخلقه بالموت الغالب عليهم ١٧{ اليوم } وهو يوم القيامة { تجزى كل نفس } برة أو فاجرة { بما كسبت } من الخير والشر { لا ظلم اليوم } على أحد أى لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم { إن اللّه سريع الحساب } إذا حاسب ويقال شديد العقاب إذا عاقب ١٨{ وأنذرهم } خوفهم يا محمد { يوم الآزفة } من أهوال يوم الآزفة وهو يوم القيامة يزف بعضهم إلى بعض ويسرع { إذ القلوب لدى الحناجر } عند الحناجر { كاظمين } مغمومين محزونين يتردد الغيظ فى أجوافهم { ما للظالمين } المشركين { من حميم } من قريب ينفعهم { ولا شفيع يطاع } فيهم بالشفاعة ١٩{ يعلم خائنة الأعين } النظرة بعد النظرة الثانية من الخيانة { وما تخفي الصدور } ما تضمر القلوب عند النظرة الثانية يعلم اللّه ذلك ٢٠{ واللّه يقضي بالحق } يحكم بالشفاعة لمن يشاء يوم القيامة ويقال يأمر بالعدل { والذين يدعون } يعبدون { من دونه } من دون اللّه من الأوثان { لا يقضون بشيء } لا يحكمون بشىء من الشفاعة يوم القيامة لأنه ليس لهم مقدرة على ذلك ويقال لا يقضون بشىء لا يأمرون بخير فى الدنيا لأنهم صم بكم { إن اللّه هو السميع } لمقالتهم { البصير } بهم وبأعمالهم ٢١{ أولم يسيروا } يسافروا كفار مكة { في الأرض فينظروا } فيتفكروا { كيف كان عاقبة } جزاء { الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة } بالبدن { وآثارا في الأرض } أشد لها طلبا وأبعد ذهابا فى طلبها { فأخذهم اللّه بذنوبهم } فعاقبهم اللّه بذنوبهم بتكذيبهم الرسل { وما كان لهم من اللّه } من عذاب اللّه { من واق } من مانع ٢٢{ ذلك } العذاب فى الدنيا { بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات } بالأمر والنهى والعلامات { فكفروا } بالرسل وبما جاءوا به { فأخذهم اللّه } بالعقوبة { إنه قوي } بأخذه { شديد العقاب } لمن عاقبه ٢٣{ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا } التسع { وسلطان مبين } حجة مبينة ٢٤{ إلى فرعون وهامان } وزير فرعون { وقارون } ابن عم موسى { فقالوا } لموسى هذا { ساحر } يفرق بين الإثنين { كذاب } يكذب على اللّه ٢٥{ فلما جاءهم } موسى { بالحق } بالكتاب { من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه } أى أعيدوا عليهم القتل { واستحيوا نساءهم } استخدموا نساءهم ولا تقتلوهن { وما كيد الكافرين } ما صنع فرعون وقومه { إلا في ضلال } فى خطأ ٢٦{ وقال فرعون ذروني أقتل } أى اتركونى أقتل { موسى وليدع ربه } الذى يزعم أنه أرسله إلى { إني أخاف أن يبدل دينكم } الذى أنتم عليه { أو أن يظهر في الأرض الفساد } يقتل أبناءكم ويستخدم نساءكم كما قتلتم واستخدمتم ويقال أو أن يظهروا فى الأرض الفساد بترك دينكم ودين آبائكم ويدخلكم فى دينه إن قرأت بنصب الياء والهاء ٢٧{ وقال موسى إني عذت } اعتصمت { بربي وربكم من كل متكبر } متعظم عن الإيمان { لا يؤمن بيوم الحساب } بيوم القيامة ٢٨{ وقال رجل مؤمن } وهو حزقيل { من آل فرعون } وهو ابن عم فرعون { يكتم إيمانه } من فرعون وقومه مائة سنة ويقال وقال رجل مؤمن وهو حزقيل يكتم إيمانه من آل فرعون وقومه مقدم ومؤخر { أتقتلون رجلا أن يقول ربي اللّه } أرسلنى إليكم { وقد جاءكم بالبينات } بالأمر والنهى وعلامات النبوة { من ربكم وإن يك كاذبا } فيما يقول { فعليه كذبه } عقوبة كذبه { وإن يك صادقا } فيما يقول وقد كذبتموه { يصبكم بعض الذي يعدكم } من العذاب فى الدنيا { إن اللّه لا يهدي } لا يرشد إلى دينه { من هو مسرف } مشرك { كذاب } كاذب على اللّه ٢٩{ يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين } غالبين { في الأرض } أرض مصر { فمن ينصرنا } يمنعنا { من بأس اللّه } من عذاب اللّه { إن جاءنا } حين جاءنا { قال فرعون ما أريكم } ما آمركم { إلا ما أرى } لنفسى حقا أن تعبدونى { وما أهديكم } أدعوكم { إلا سبيل الرشاد } طريق الحق والهدى ٣٠{ وقال الذي آمن } يعنى حزقيل { يا قوم إني أخاف عليكم } أعلم أن يكون عليكم { مثل يوم الأحزاب } مثل عذاب الكفار قبلكم ٣١{ مثل دأب } مثل عذاب { قوم نوح وعاد } قوم هود { وثمود } قوم صالح { والذين من بعدهم } من الكفار { وما اللّه يريد ظلما للعباد } أن يكون منه ظلم على العباد وأن يأخذهم بلا جرم ٣٢{ ويا قوم إني أخاف عليكم } أعلم أن يكون عليكم العذاب { يوم التناد } يوم ينادى بعضكم بعضا ويناديكم أصحاب الأعراف ويقال يوم الفرار إن قرأت مثقلة الدال ٣٣{ يوم تولون مدبرين } هاربين من عذاب اللّه { ما لكم من اللّه } من عذاب اللّه { من عاصم } من مانع { ومن يضلل اللّه } عن دينه { فما له من هاد } من مرشد غير اللّه ٣٤{ ولقد جاءكم يوسف } قال لهم حزقيل هذا { من قبل } من قبل موسى { بالبينات } بالأمر والنهى وتعبير الرؤيا وشق القميص { فما زلتم في شك مما جاءكم به } يوسف { حتى إذا هلك } مات { قلتم لن يبعث اللّه من بعده } من بعد موته { رسولا كذلك يضل اللّه } عن دينه { من هو مسرف } مشرك { مرتاب } فى شركه ٣٥{ الذين يجادلون في آيات اللّه } يكذبون بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن { بغير سلطان } حجة { آتاهم } من اللّه وهو أبو جهل وأصحابه المستهزئون { كبر مقتا } عظم بغضا { عند اللّه } يوم القيامة { وعند الذين آمنوا } فى الدنيا { كذلك } هكذا { يطبع اللّه } يختم اللّه { على كل قلب متكبر } عن الإيمان { جبار } عن قبول الحق والهدى ٣٦( وقال فرعون ) لوزيره { يا هامان ابن لي صرحا } قصرا { لعلي أبلغ الأسباب } أصعد الأبواب ٣٧{ أسباب السماوات } أبواب السموات { فاطلع } فأنظر { إلى إله موسى } الذى يزعم أنه فى السماء أرسله إلى { وإني لأظنه كاذبا } ما فى السماء من إله فلم يبن واشتغل بموسى { وكذلك } هكذا { زين لفرعون سوء عمله } قبح عمله { وصد عن السبيل } صرف فرعون عن الحق والهدى { وما كيد فرعون } صنع فرعون { إلا في تباب } فى خسار ٣٨{ وقال الذي آمن } يعنى حزقيل { يا قوم اتبعون } فى دينى { أهدكم سبيل الرشاد } أدعكم إلى الحق والهدى ٣٩{ يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع } كمتاع البيت لا يبقى { وإن الآخرة } يعنى الجنة { هي دار القرار } المقام الدائم لا تحويل منها ٤٠{ من عمل سيئة } فى الشرك { فلا يجزى إلا مثلها } النار { ومن عمل صالحا } خالصا { من ذكر أو أنثى } من رجال أو نساء { وهو مؤمن } ومع ذلك مؤمن مخلص بايمانه { فأولئك يدخلون الجنة يرزقون } يطعمون { فيها } فى الجنة { بغير حساب } بلا قوة ولا هنداز ولا منة ٤١{ ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة } إلى التوحيد وهذا قول حزقيل أيضا { وتدعونني إلى النار } إلى عمل أهل النار الشرك باللّه ٤٢{ تدعونني لأكفر باللّه وأشرك به ما ليس لي به علم } أنه شريكه ولى به علم أنه ليس له شريك { وأنا أدعوكم إلى العزيز } إلى توحيد العزيز بالنقمة لمن لا يؤمن به { الغفار } لمن آمن به ٤٣{ لا جرم } حقا { أنما تدعونني إليه ليس له دعوة } مقدرة { في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا } مرجعنا { إلى اللّه } بعد الموت { وأن المسرفين } المشركين { هم أصحاب النار } أهل النار ٤٤{ فستذكرون } فستعلمون يوم القيامة { ما أقول لكم } فى الدنيا من العذاب { وأفوض } أكل { أمري إلى اللّه } وأثق به { إن اللّه بصير بالعباد } لمن آمن به وبمن لا يؤمن به ٤٥{ فوقاه اللّه سيئات ما مكروا } فدفع اللّه عنه ما أرادوا به من القتل { وحاق } نزل ودار { بآل فرعون } بفرعون وقومه { سوء العذاب } شدة العذاب وهو الغرق ٤٦{ النار يعرضون عليها } يقول يعرض أرواح آل فرعون على النار { غدوا وعشيا } غدوة وعشية إلى يوم القيامة { ويوم تقوم الساعة } وهو يوم القيامة يقول اللّه لملائكته { أدخلوا آل فرعون } قومه { أشد العذاب } أسفل النار ٤٧{ وإذ يتحاجون } يتخاصمون { في النار } القادة والسفلة { فيقول الضعفاء } السفلة { للذين استكبروا } تعظموا عن الإيمان يعنى القادة { إنا كنا لكم } فى الدنيا { تبعا } مطيعا على دينكم { فهل أنتم مغنون } حاملون { عنا نصيبا } بعضا { من النار } مما علينا ٤٨{ قال الذين استكبروا } تعظموا عن الإيمان وهم القادة للسفلة { إنا كل } العابد والمعبود والقادة والسفلة { فيها } فى النار { إن اللّه قد حكم بين العباد } بين العابد والمعبود والقادة والسفلة بالنار ويقال بين المؤمنين والكافرين بالجنة والنار ٤٩{ وقال الذين في النار } إذا اشتدت عليهم النار وقل صبرهم وأيسوا من دعائهم { لخزنة جهنم } للزبانية { ادعوا ربكم يخفف } يرفع { عنا يوما من العذاب } بقدر يوم من أيام الدنيا ٥٠{ قالوا } يعنى الزبانية للكفار { أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات } بالأمر والنهى والعلامات وتبليغ الرسالة من اللّه { قالوا بلى } قد أتونا بالرسالة { قالوا } يعنى الزبانية لهم استهزاء بهم { فادعوا وما دعاء الكافرين } فى النار { إلا في ضلال } فى باطل ويقال وما عبادة الكافرين فى الدنيا إلا فى خطأ ٥١{ إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا } بالرسل { في الحياة الدنيا } بالنصرة والغلبة على أعدائهم { ويوم } وهو يوم القيامة { يقوم الأشهاد } الملائكة ينصرونهم بالعذر والحجة والأشهاد الرسل ويقال هم الحفظة يشهدون عليهم بما عملوا ٥٢{ يوم لا ينفع الظالمين } الكافرين { معذرتهم } اعتذارهم من الكفر { ولهم اللعنة } السخط والعذاب { ولهم سوء الدار } النار ٥٣{ ولقد آتينا } أعطينا { موسى الهدى } يعنى التوراة وآتينا داود الزبور وعيسى ابن مريم الإنجيل { وأورثنا بني إسرائيل الكتاب } أنزلنا على بنى إسرائيل من بعدهم الكتاب كتاب داود وعيسى ٥٤{ هدى } من الضلالة { وذكرى } عظة { لأولي الألباب } لذوى العقول من الناس ٥٥{ فاصبر } يا محمد على أذى اليهود والنصارى والمشركين { إن وعد اللّه } لك بالنصرة على هلاكهم { حق } كائن { واستغفر لذنبك } لتقصير شكر ما أنعم اللّه عليك وعلى أصحابك { وسبح بحمد ربك } وصل بأمر ربك { بالعشي والإبكار } غدوة وعشية ٥٦{ إن الذين يجادلون في آيات اللّه } يكذبون بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن وهم اليهود وكانوا أيضا يجادلون مع محمد صلى اللّه عليه وسلم بصفة الدجال وعظمته ورجوع الملك إليهم عند خروج الدجال { بغير سلطان } حجة { آتاهم } من اللّه على ما زعموا { إن في صدورهم } ما فى قلوبهم { إلا كبر } عن الحق { ما هم ببالغيه } ببالغى ما فى صدورهم من الكبر وما يريدون من رجوع الملك إليهم عند خروج الدجال { فاستعذ باللّه } يا محمد من فتنة الدجال { إنه هو السميع } لمقالة اليهود { البصير } بهم وبأعمالهم وبفتنة الدجال وبخروجه ٥٧{ لخلق السماوات والأرض أكبر } أعظم { من خلق الناس } من خلق الدجال { ولكن أكثر الناس } يعنى اليهود { لا يعلمون } فتنة الدجال ٥٨{ وما يستوي الأعمى } يعنى الكافر { والبصير } يعنى المؤمن بالثواب والكرامة { والذين آمنوا } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن { وعملوا الصالحات } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم { ولا المسيء } المشرك باللّه { قليلا ما تتذكرون } ما تتعظون بقليل ولا بكثير من أمثال القرآن ٥٩{ إن الساعة } قيام الساعة { لآية } لكائنة { لا ريب فيها } لا شك فى قيامها { ولكن أكثر الناس } أهل مكة { لا يؤمنون } بقيام الساعة ٦٠{ وقال ربكم ادعوني } وحدونى { أستجب لكم } أغفر لكم ويقال ادعونى أستجب لكم أسمع منكم وأقبل إليكم { إن الذين يستكبرون } يتعاظمون { عن عبادتي } عن توحيدى وطاعتى { سيدخلون جهنم داخرين } صاغرين ٦١{ اللّه الذي جعل لكم } خلق لكم { الليل لتسكنوا فيه } لتستقروا فى الليل { والنهار مبصرا } مطلبا مضيئا { إن اللّه لذو فضل } لذو من { على الناس } أهل مكة { ولكن أكثر الناس } أهل مكة { لا يشكرون } بذلك ولا يؤمنون باللّه ٦٢{ ذلكم اللّه ربكم } الذى يفعل ذلك هو ربكم فاشكروه { خالق كل شيء } بائن منه { لا إله } لا خالق { إلا هو فأنى تؤفكون } من أين تكذبون على اللّه ٦٣{ كذلك } هكذا { يؤفك } يكذب على اللّه { الذين كانوا بآيات اللّه } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن { يجحدون } يكفرون ٦٤{ اللّه الذي جعل لكم } خلق لكم { الأرض قرارا } منزلا للأحياء والأموات { والسماء بناء } سقفا مرفوعا { وصوركم } فى الأرحام { فأحسن صوركم } من صور الدواب ويقال أحكم صوركم { ورزقكم من الطيبات } جعل أرزاقكم أطيب وألين من رزق الدواب ويقال رزقكم من الحلال { ذلكم اللّه ربكم } الذى فعل ذلك هو ربكم فاشكروه { فتبارك اللّه } ذو بركة { رب العالمين } رب كل ذى روح دب على وجه الأرض ٦٥{ هو الحي } الذى لا يموت { لا إله } يفعل ذلك { إلا هو فادعوه } فوحدوه { مخلصين له الدين } مخلصين له بالعبادة والتوحيد { الحمد للّه } الشكر للّه والربوبية للّه { رب العالمين } رب كل ذى روح دب على وجه الأرض ٦٦{ قل } لأهل مكة يا محمد حين قالوا له ارجع إلى دين آبائك { إني نهيت } فى القرآن { أن أعبد الذين تدعون } تعبدون { من دون اللّه } من الأوثان { لما جاءني البينات } حين جاءنى البيان { من ربي } بأن اللّه واحد لا شريك له { وأمرت } فى القرآن { أن أسلم } أن استقيم على الإسلام { لرب العالمين } رب كل ذى روح دب على وجه الأرض ٦٧{ هو الذي خلقكم من تراب } من آدم وآدم من تراب { ثم من نطفة } ثم خلقكم من نطفة آبائكم { ثم من علقة } من دم عبيط { ثم يخرجكم } من بطون أمهاتكم { طفلا } صغارا { ثم لتبلغوا أشدكم } ما بين ثمان عشرة سنة إلى ثلاثين سنة { ثم لتكونوا شيوخا } بعد الأشد { ومنكم من يتوفى } تقبض روحه { من قبل } من قبل البلوغ والشيخوخة { ولتبلغوا أجلا مسمى } معلوما منتهى آجالكم { ولعلكم تعقلون } لكى تصدقوا بالبعث بعد الموت ٦٨{ هو الذي يحيي } البعث { ويميت } فى الدنيا { فإذا قضى أمرا } فاذا أراد أن يخلق ولدا بلا أب مثل عيسى { فإنما يقول له كن فيكون } ولدا بلا أب ويقال فإذا قضى أمرا فإذا أراد أن تكون القيامة فإنما يقول له للقيامة كن فتكون بين الكاف والنون قبل أن تتصل الكاف مع النون فيكون ٦٩{ ألم تر } ألم تخبر يا محمد فى القرآن { إلى الذين } عن الذين { يجادلون في آيات اللّه } يكذبون بالقرآن { أنى يصرفون } بالكذب فكيف يكذبون على اللّه ٧٠{ الذين كذبوا بالكتاب } بالقرآن { وبما أرسلنا به رسلنا } من الكتب { فسوف } وهذا وعيد لهم { يعلمون } يوم القيامة ماذا يفعل بهم ٧١{ إذ الأغلال في أعناقهم } أغلال الحديد فى أيمانهم { والسلاسل } فى أعناقهم مع الشياطين { يسحبون ٧٢{ في الحميم } يجرون فى النار { ثم في النار يسجرون } يوقدون ٧٣{ ثم قيل لهم } تقول الزبانية { أين ما كنتم تشركون } تعبدون ٧٤{ من دون اللّه } وتقولون إنهم شركاء اللّه { قالوا ضلوا عنا } اشتغلوا عنا بأنفسهم ثم جحدوا ذلك وقالوا { بل لم نكن ندعوا } نعبد { من قبل } من قبل هذا { شيئا } من دون اللّه { كذلك } هكذا { يضل اللّه الكافرين } عن الحجة ٧٥{ ذلكم } العذاب فى النار { بما كنتم تفرحون } تبطرون { في الأرض بغير الحق } بلا حق { وبما كنتم تمرحون } تتكبرون فى الشرك ٧٦{ ادخلوا أبواب جهنم خالدين } مقيمين { فيها } لا يموتون ولا يخرجون منها { فبئس مثوى المتكبرين } منزل الكافرين النار ٧٧{ فاصبر } يا محمد على أذى الكفار { إن وعد اللّه } بالنصرة لك على هلاكهم { حق } كائن { فإما نرينك بعض الذي نعدهم } من العذاب يوم بدر { أو نتوفينك } قبل أن نريك { فإلينا يرجعون } بعد الموت إن رأيت عذابهم أو لم تر ٧٨{ ولقد أرسلنا رسلا من قبلك } إلى قومهم { منهم من قصصنا عليك } من الرسل من سميناهم لك لتعلمهم { ومنهم من لم نقصص عليك } لم نسمهم لك لا تعلمهم { وما كان لرسول أن يأتي بآية } بعلامة { إلا بإذن اللّه } بأمر اللّه وذلك حين طلبوا من النبى صلى اللّه عليه وسلم آية { فإذا جاء أمر اللّه } وقت عذاب اللّه فى الأمم الماضية { قضي بالحق } عذبوا بالحق ويقال قضى يوم القيامة بالعدل بين الرسل والأمم { وخسر هنالك } غبن عند ذلك { المبطلون } الكافرون ٧٩{ اللّه الذي جعل لكم } خلق لكم { الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون } من لحومها تأكلون ٨٠{ ولكم فيها منافع } من ألبانها وأصوافها { ولتبلغوا } لكى تطلبوا { عليها حاجة في صدوركم } فى قلوبكم { وعليها } على ظهورها فى البر { وعلى الفلك } على السفن فى البحر { تحملون } تسافرون ٨١{ ويريكم } يا أهل مكة { آياته } عجائبه الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار والجبال والسحاب والبحار وغير ذلك وكل هذا من آيات اللّه { فأي آيات اللّه } أى فبأى آيات اللّه { تنكرون } تجحدون أنها ليست من اللّه ٨٢{ أفلم يسيروا } يسافروا كفار مكة { في الأرض فينظروا } ويتفكروا { كيف كان عاقبة } جزاء { الذين من قبلهم } كيف أهلكناهم عند تكذيبهم الرسل { كانوا أكثر منهم } من أهل مكة فى العدد { وأشد قوة } بالبدن { وآثارا في الأرض } أشد لها طلبا وأبعد ذهابا { فما أغنى عنهم } من عذاب اللّه { ما كانوا يكسبون } يقولون ويعملون فى دينهم ٨٣{ فلما جاءتهم رسلهم بالبينات } بالأمر والنهى { فرحوا } عجبوا { بما عندهم من العلم } الذين والعمل وكان ذلك منهم ظنا بغير يقين { وحاق } نزل ودار { بهم ما كانوا به يستهزؤون } عقوبة استهزائهم بالرسل ٨٤{ فلما رأوا بأسنا } عذابنا لهلاكهم { قالوا آمنا باللّه وحده وكفرنا بما كنا به } باللّه { مشركين } وهذا باللسان دون القلب عند معاينة العذاب ٨٥{ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا } عذابنا لهلاكهم فالإيمان عند المعاينة لا ينفع وقبل ذلك ينفع وكذلك التوبة { سنة اللّه } هكذا سيرة اللّه { التي قد خلت } مضت { في } على { عباده } بالعذاب عند التكذيب ويرد الإيمان والتوبة عند المعاينة { وخسر هنالك } غبن بالعقوبة عند المعاينة { الكافرون } باللّه ومن السورة التى يذكر فيها السجدة |
﴿ ٠ ﴾