الدخان{ بسم اللّه الرحمن الرحيم } وهى كلها مكية آياتها تسع وخمسون آية وكلماتها ثلاثمائة وست وأربعون كلمة وحروفها ألف وأربعمائة وأحد وثلاثون حرفا قوله جل ذكره ١{ حم } يقول قضى ما هو كائن أى بين ٢{ والكتاب المبين } وأقسم بالكتاب المبين لقد قضى ما هو كائن أى بين ويقال قسم أقسم بالحاء والميم والقرآن المبين بالحلال والحرام والأمر والنهى ٣{ إنا أنزلناه } أنزلنا جبريل بالقرآن ولهذا كان القسم أنزل اللّه جبريل إلى سماء الدنيا حتى أملى القرآن على الكتبة وهم أهل سماء الدنيا { في ليلة مباركة } فيها الرحمة والمغفرة والبركة وهى ليلة القدر ثم أنزل اللّه جبريل بعد ذلك على محمد عليه السلام بآية وسورة وكان بين أوله وآخره عشرون سنة { إنا كنا منذرين } إنا كنا مخوفين بالقرآن ٤{ فيها } فى ليلة القدر { يفرق } يبين { كل أمر حكيم } كائن من سنة إلى سنة ٥{ أمرا من عندنا } بيانا منا نبين لجبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ما هم موكلون عليه من سنة إلى سنة { إنا كنا مرسلين } الرسل بالكتب ٦{ رحمة } نعمة { من ربك } على عباده إرساله الرسل بالكتب { إنه هو السميع } لمقالة قريش حيث قالوا ربنا اكشف عنا العذاب { العليم } بهم وبعقوبتهم ٧{ رب } خالق { السماوات والأرض وما بينهما } من الخلق هو اللّه { إن كنتم موقنين } مصدقين بذلك ٨{ لا إله } لا خالق { إلا هو } الذى خلق السموات والأرض { يحيي } للبعث { ويميت } فى الدنيا { ربكم ورب آبائكم الأولين } خالقكم وخالق آبائكم الأقدمين ٩{ بل هم } يعنى كفار مكة { في شك } من قيام الساعة { يلعبون } يهزءون بقيام الساعة ١٠{ فارتقب } فانتظر عذابهم يا محمد { يوم تأتي السماء بدخان مبين } بين السماء والأرض ١١{ يغشى الناس } ذلك الدخان { هذا } الدخان { عذاب أليم } وجيع وهو الجوع ١٢{ ربنا اكشف } قالوا ربنا اكشف { عنا العذاب } يعنى الجوع { إنا مؤمنون } بك وبكتابك ورسولك ١٣{ أنى لهم الذكرى } من أين لهم العظة والتوبة إذا كشفنا عنهم العذاب ويقال إذا أهلكناهم يوم بدر ويقال يوم القيامة { وقد جاءهم رسول } محمد صلى اللّه عليه وسلم { مبين } يبين لهم لغة يعلمونها ١٤{ ثم تولوا عنه } أعرضوا عن الإيمان به { وقالوا معلم } يعنون محمد يعلمه جبر ويسار { مجنون } مخنوق يختنق ١٥{ إنا كاشفو العذاب } يعنى الجوع { قليلا } يسيرا إلى يوم بدر { إنكم } يا أهل مكة { عائدون } راجعون إلي المعصية فلما رفع عنهم العذاب عادوا إلى المعصية فأهلكهم اللّه يوم بدر لقوله ١٦{ يوم نبطش البطشة الكبرى } نعاقبهم العقوبة العظمى يوم بدر بالسيف { إنا منتقمون } منهم بالعذاب ١٧{ ولقد فتنا } ابتلينا { قبلهم } قبل قريش { قوم فرعون } فرعون وقومه بالعذاب { وجاءهم رسول كريم } على ربه يعنى موسى ١٨{ أن أدوا إلي } ادفعوا إلى وأرسلوا معى { عباد اللّه } بنى إسرائيل { إني لكم رسول } من اللّه { آمين } على الرسالة ١٩{ وأن لا تعلوا } لا تتكبروا ولا تفتروا { على اللّه إني آتيكم بسلطان مبين } بحجة بينة وعذر بين ٢٠{ وإني عذت } اعتصمت { بربي وربكم أن ترجمون } من أن تقتلون ٢١{ وإن لم تؤمنوا لي } إن لم تصدقونى بالرسالة { فاعتزلون } فاتركونى لا لى ولا على ٢٢{ فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون } مشركون اجترموا الهلاك على أنفسهم ٢٣{ فأسر بعبادي } قال اللّه لموسى سر بعبادى بنى إسرائيل { ليلا } من أول الليل { إنكم متبعون } فى البحر ٢٤{ واترك البحر رهوا } طرقا واسعة بقدر ما عبر موسى وقومه { إنهم } يعنى فرعون وقومه { جند مغرقون } فى البحر ٢٥{ كم تركوا } خلفوا { من جنات } بساتين { وعيون } ماء ظاهر فى البساتين ٢٦{ وزروع } حروث { ومقام كريم } منازل حسنة ٢٧{ ونعمة كانوا فيها فاكهين } معجبين ٢٨{ كذلك } فعلنا بهم { وأورثناها قوما آخرين } جعلت ميراثا لبنى إسرائيل من بعدهم ٢٩{ فما بكت عليهم } على فرعون وقومه { السماء } باب السماء { والأرض } ولا مصلاء على الأرض لأن المؤمن إذا مات بكى عليه باب السماء الذى يصعد منه عمله وينزل منه رزقه ومصلاه فى الأرض التى كان يصلى فيها ولم يبك على فرعون وقومه لأنه لم يكن لهم باب فى السماء لرفع عملهم ولا مصلى فى الأرض { وما كانوا منظرين } مؤجلين من الغرق ٣٠{ ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين } الأليم الشديد ٣١{ من فرعون } وقومه من ذبح الأبناء واستخدام النساء وغير ذلك { إنه كان عاليا } مخالفا عاتيا { من المسرفين } فى الشرك ٣٢{ ولقد اخترناهم } اخترنا بنى إسرائيل { على علم } كما علمنا { على العالمين } عالمى زمانهم بالمن والسلوى والكتاب والرسول والنجاة من فرعون وقومه والنجاة من الغرق ٣٣{ وآتيناهم } أعطيناهم { من الآيات } من العلامات { ما فيه بلاء مبين } نعمة عظيمة ويقال اختبار بين وهو الذى نجاهم من فرعون ومن الغرق وأنزل عليهم المن والسلوى فى التيه وغير ذلك ٣٤{ إن هؤلاء } قومك يا محمد { ليقولون ٣٥{ إن هي } ما هى أى حياتنا { إلا موتتنا } بعد موتتنا { الأولى وما نحن بمنشرين } بمحيون بعد الموت ٣٦{ فأتوا بآبائنا } فأحى يا محمد آبائنا الذين ماتوا حتى نسألهم أحق تقول أم باطل { إن كنتم صادقين } إن كنت من الصادقين أن نبعث بعد الموت قال اللّه تعالى ٣٧{ أهم خير } أقومك خير { أم قوم تبع } حمير واسمه أسعد بن ملكيكوب وكنيته أبو كرب سمى تبعا لكثرة تبعه { والذين من قبلهم } من قبل قوم تبع { أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين } مشركين أفلا يخاف قومك من هلاكهم وعذابهم ٣٨{ وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما } من الخلق { لاعبين } لاهين ٣٩{ ما خلقناهما إلا بالحق } للحق لا للباطل { ولكن أكثرهم } أهل مكة { لا يعلمون } ذلك ولا يصدقون ٤٠{ إن يوم الفصل } يوم القضاء بين الخلائق { ميقاتهم } ميعادهم { أجمعين ٤١{ يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا } ولى حميم يعنى قرابة عن قرابة شيئا وكافر عن كافر وقريب عن قريب شيئا من الشفاعة ولا من عذاب اللّه { ولا هم ينصرون } يمنعون مما يراد بهم من العذاب ٤٢{ إلا من رحم اللّه } من المؤمنين فانهم ليسوا كذلك ولكن يشفع بعضهم لبعض { إنه هو العزيز } بالنقمة من الكافرين { الرحيم } بالمؤمنين ٤٣{ إن شجرة الزقوم} ٤٤{طعام الأثيم } طعام الفاجر فى النار أبى جهل وأصحابه ٤٥{ كالمهل } سوداء كدردى الزيت ويقال حارة كالفضة المذابة { يغلي في البطون ٤٦{ كغلي الحميم } الماء الحار ٤٧{ خذوه } يقول اللّه للزبانية خذوا أبا جهل { فاعتلوه } فتلتلوه ويقال فسوقوه واذهبوا به { إلى سواء الجحيم } إلى وسط النار ٤٨{ ثم صبوا فوق رأسه } على رأسه { من عذاب الحميم } من ماء حار بعد ما يضرب رأسه بمقامع الحديد ٤٩{ ذق } يا أبا جهل { إنك أنت العزيز } فى قومك { الكريم } عليهم ويقال إنك أنت العزيز المتعزز فى قومك الكريم المتكرم عليهم ٥٠{ إن هذا } يعنى العذاب { ما كنتم به تمترون } تشكون فى الدنيا أنه لا يكون ٥١{ إن المتقين } من الكفر والشرك وللفواحش يعنى أبا بكر وأصحابه { في مقام } مكان { آمين } من الموت والزوال والعذاب ٥٢{ في جنات } بساتين { وعيون } أنهار الخمر والماء واللبن والعسل ٥٣{ يلبسون من سندس } ما لطف من الديباج { وإستبرق } وما ثخن من الديباج { متقابلين } فى الزيارة ٥٤{ كذلك } هكذا مقام المؤمنين فى الجنة { وزوجناهم } قررناهم فى الجنة { بحور } بجوار بيض { عين } عظام الأعين حسان الوجوه ٥٥{ يدعون فيها } يسألون فى الجنة ويقال يتعاطون فى الجنة { بكل فاكهة } بألوان كل فاكهة { آمنين } من الموت والزوال والعذاب ٥٦{ لا يذوقون فيها } فى الجنة { الموت إلا الموتة الأولى } بعد موتهم فى الدنيا { ووقاهم } رفع عنهم ربهم { عذاب الجحيم } عذاب النار ٥٧{ فضلا من ربك } منا من ربك ويقال عطاء من ربك { ذلك } المن { هو الفوز العظيم } النجاة الوافرة فازوا بالجنة ونجوا من النار ٥٨{ فإنما يسرناه بلسانك } يقول هونا عليك قراءة القرآن { لعلهم يتذكرون } لكى يتعظوا بالقرآن ٥٩{ فارتقب } فانتظر هلاكهم يوم بدر { إنهم مرتقبون } منتظرون هلاكهم فأهلكهم اللّه يوم بدر ومن السورة التى يذكر فيها الجاثية |
﴿ ٠ ﴾