ق

{ بسم اللّه الرحمن الرحيم }

وهى كلها مكية آياتها خمس وأربعون آية وكلماتها ثلاثمائة وخمس وتسعون وحروفها ألف وأربعمائة وتسعون قوله تعالى  

١

{ ق } يقول هو جبل أخضر محدق بالدنيا وخضرة السماء منه أقسم اللّه به

{ والقرآن المجيد } وأقسم بالقرآن الكريم الشريف

٢

{ بل عجبوا } قريش ولهذا كان القسم قد عجبوا حين قال اللّه لهم تبعثون بعد الموت وقال بل عجبوا حين قال اللّه لهم تبعثون بعد الموت وقال بل عجبوا قريش منهم أبى وأمية ابنا خلف ومنبه ونبيه ابنا الحجاج

{ أن جاءهم } بأن جاءهم

{ منذر } رسول مخوف

{ منهم } من نسبهم

{ فقال الكافرون } كفار مكة أبى وأمية ومنبه ونبيه

{ هذا } الذى يقول محمد صلى اللّه عليه وسلم أن نبعث بعد الموت

{ شيء عجيب } إذ يقول

٣

{ أئذا متنا وكنا ترابا } صرنا ترابا رميما نبعث

{ ذلك } الذى يقول محمد صلى اللّه عليه وسلم

{ رجع } رد

{ بعيد } طويل لا يكون إنكارا منهم للبعث قال اللّه

٤

{ قد علمنا ما تنقص الأرض منهم } ما تأكل الأرض من لحومهم بعد موتهم وما تترك

{ وعندنا كتاب حفيظ } من الشيطان وهو اللوح المحفوظ فيه مكتوب موتهم ومكثهم فى القبر ومبعثهم يوم القيامة

٥

{ بل كذبوا } قريش

{ بالحق } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن

{ لما جاءهم } محمد صلى اللّه عليه وسلم حين جاءهم وهذا جواب القسم أن قد جاءهم محمد صلى اللّه عليه وسلم بالقرآن

{ فهم في أمر مريج } ضلال ويقال ملتبس ويقال فى قول مختلف بعضهم مكذب وبعضهم مصدق

٦

{ أفلم ينظروا } كفار مكة

{ إلى السماء فوقهم } فوق رءوسهم

{ كيف بنيناها } خلقناها بلا عمد

{ وزيناها } بالنجوم يعنى سماء الدنيا

{ وما لها من فروج } من شقوق وصدوع وعيوب وخلل

٧

{ والأرض مددناها } فبسطناها على الماء

{ وألقينا فيها } فى الأرض

{ رواسي } جبالا ثوابت أوتادا لها لكى لا تميد بهم

{ وأنبتنا فيها } فى الأرض

{ من كل زوج بهيج } من كل لون حسن فى المنظر

٨

{ تبصرة } لكى تبصروا

{ وذكرى } عظة لكى تتعظوا به ويقال تبصرة عبرة وتفكرا وذكرى عظة

{ لكل عبد منيب } مقبل إلى اللّه إلى طاعته

٩

{ ونزلنا من السماء ماء } مطرا

{ مباركا } بالنبات والمنفعة فيه حياة كل شىء

{ فأنبتنا به } بالمطر

{ جنات } بساتين

{ وحب الحصيد } الحبوب كلها التى تحصد

١٠

{ والنخل باسقات } طوالا غلاظا

{ لها طلع } كفرى وثمر

{ نضيد } منضود مجتمع

١١

{ رزقا للعباد } طعاما للخلق يعنى الحبوب

{ وأحيينا به } بالمطر

{ بلدة ميتا } مكانا لا نبات فيه

{ كذلك الخروج } هكذا يحيون ويخرجون من القبور يوم القيامة بالمطر

١٢

{ كذبت قبلهم } قبل قومك يا محمد

{ قوم نوح } نوحا

{ وأصحاب الرس } والرس بئر دون اليمامة وهم قوم شعيب كذبوا شعيبا

{ وثمود } قوم صالح صالحا

١٣

{ وعاد } قوم هود هودا

{ وفرعون } كذب فرعون وقومه موسى

{ وإخوان لوط } قوم لوط لوطا

١٤

{ وأصحاب الأيكة } الغيضة من الشجر وهم قوم شعيب كذبوا شعيبا

{ وقوم تبع } تبعا وتبع كان ملك حمير وكان اسمه أسعد بن ملكيكرب وكنيته أبو كرب وسمى تبعا لكثرة تبعه وكان رجلا مسلما

{ كل } كل هؤلاء

{ كذب الرسل } كما كذبك قومك قريش

{ فحق وعيد } فوجبت عليهم عقوبتى وعذابى عند تكذيبهم الرسل

١٥

{ أفعيينا بالخلق الأول } أفأعيانا خلقهم الأول حين خلقناهم حتى يعيينا خلقهم الآخر حين نخلقهم للبعث بعد الموت

{ بل هم } يعنى قريشا

{ في لبس } فى شك

{ من خلق جديد } بعد الموت

١٦

{ ولقد خلقنا الإنسان } يعنى ولد آدم ويقال هو أبو جهل

{ ونعلم ما توسوس به } ما تحدث به

{ نفسه ونحن أقرب إليه } أعلم به وأقدر عليه

{ من حبل الوريد } وهو العرق الذى بين العلباء والحلقوم وليس فى الإنسان أقرب إليه منه والحبل والوريد واحد

١٧

{ إذ يتلقى المتلقيان } إذ يكتب الملكان الكائنان

{ عن اليمين } عن يمين بنى آدم

{ وعن الشمال } شمال بنى آدم

{ قعيد } قعود هذا على نابه وهذا على نابه

١٨

{ ما يلفظ من قول } ما يتكلم العبد بكلام حسن أو سىء

{ إلا لديه } عليه

{ رقيب } حافظ

{ عتيد } حاضر لا يزايله يكتب له أو عليه

١٩

{ وجاءت سكرة الموت } نزعات الموت

{ بالحق } بالشقاء والسعادة

{ ذلك } يا ابن آدم

{ ما كنت منه تحيد } تفر وتكره

٢٠

{ ونفخ في الصور } وهى نفخة البعث

{ ذلك يوم الوعيد } وعيد الأولين والآخرين أن يجتمعوا فيه

٢١

{ وجاءت } يوم القيامة

{ كل نفس معها سائق } يسوقها إلى ربها وهو الملك الذى يكتب عليها السيئات

{ وشهيد } يشهد عليها عند ربها وهو الملك الذى يكتب لها الحسنات ويقال الشهيد عمله

٢٢

{ لقد كنت } يا ابن آدم

{ في غفلة } فى جهالة وعمى

{ من هذا } اليوم

{ فكشفنا } فرفعنا

{ عنك غطاءك } عملك ما كان محجوبا عنك فى دار الدنيا

{ فبصرك اليوم حديد } حاد ويقال فعملك اليوم نافذ فى البعث

٢٣

{ وقال قرينه } كاتبه الذى يكتب حسناته ويقال الذى يكتب سيئاته

{ هذا ما لدي } هذا الذى وكلتنى عليه

{ عتيد } حاضر فيقول اللّه له

٢٤

{ ألقيا } يعنى ألق

{ في جهنم كل كفار } كافر باللّه وهو الوليد بن المغيرة المخزومى

{ عنيد } معرض عن الإيمان

٢٥

{ مناع للخير } للاسلام بنيه وبنى بنيه وبنى أخيه وذويه ولحمته وقرابته

{ معتد } غشوم ظلوم

{ مريب } ظاهر الشك مفتر على اللّه

٢٦

{ الذي جعل مع اللّه إلها آخر } الذى قال للّه ولد وشريك

{ فألقياه } فيقول اللّه للملك كاتبه ألقه

{ في العذاب الشديد } الغليظ

٢٧

{ قال قرينه } كاتبه الذى يكتب عليه سيئاته

{ ربنا ما أطغيته } ما أعجلته بالكتابة وما كتبت عليه مالم يقل وما لم يفعل وهذا بعد ما يقول الكافر يا رب كتب على هذا الملك ما لم أقل وما لم أفعل وعجلنى بالكتابة حتى نسيت وقال قرينه يعنى شيطانه يعتذر به إلى ربه ربنا يا ربنا ما أطغيته ما أضللته

{ ولكن كان في ضلال } فى خطأ

{ بعيد } عن الحق والهدى

٢٨

{ قال } اللّه لهم

{ لا تختصموا لدي } عندى

{ وقد قدمت إليكم بالوعيد } قد أعلمتكم فى الكتاب مع الرسول من هذا اليوم

٢٩

{ ما يبدل القول لدي } ما يغير القول عندى بالكذب ويقال ما يغير اليوم قضائى على عبادى ويقال لا يثنى القول عندى

{ وما أنا بظلام للعبيد } أن آخذهم بلا جرم منهم

٣٠

{ يوم } وهو يوم القيامة

{ نقول لجهنم هل امتلأت } كما وعدتك

{ وتقول هل من مزيد } فتستزيد ويقال وتقول قد امتلأت وهل من مزيد فليس فى مكان رجل واحد

٣١

{ وأزلفت } قربت

{ الجنة للمتقين } الكفر والشرك والفواحش

{ غير بعيد } منهم

٣٢

{ هذا } الثواب والكرامة

{ ما توعدون } فى الدنيا

{ لكل أواب } مقبل إلى اللّه وإلى طاعته

{ حفيظ } لأمر اللّه فى الخلوات ويقال على الصلوات

٣٣

{ من خشي الرحمن بالغيب } من عمل للرحمن وإن لم يره

{ وجاء بقلب منيب } مخلص بالعبادة والتوحيد يقول اللّه لهم

٣٤

{ ادخلوها } يعنى الجنة ( بسلام ) بسلامة من عذاب اللّه

{ ذلك يوم الخلود } خلود أهل الجنة فى الجنة

٣٥

{ لهم ما يشاؤون } ما يتمنون

{ فيها } فى الجنة

{ ولدينا مزيد } يعنى النظر إلى وجه الرب ولهم عندنا كل يوم وساعة من الكرامة والثواب الزيادة

٣٦

{ وكم أهلكنا قبلهم } قبل قومك

{ من قرن } من القرون الماضية

{ هم أشد منهم } من قومك

{ بطشا } قوة

{ فنقبوا في البلاد } فطافوا وتقلبوا فى الأسفار بتجاراتهم

{ هل من محيص } هل كان لهم ملجأ ومفر من عذابنا ويقال هل بقى أحد منهم

٣٧

{ إن في ذلك } فى ما صنع بهم

{ لذكري } لعظة لقومك

{ لمن كان له قلب } عقل حى

{ أو ألقى السمع } أو استمع إلى قراءة القرآن

{ وهو شهيد } قلبه حاضر غير غائب

٣٨

{ ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما } من الخلق والعجائب

{ في ستة أيام } من أيام أول الدنيا طول كل يوم ألف سنة من هذه الأيام أول يوم منها يوم الأحد وآخر يوم منها يوم الجمعة

{ وما مسنا من لغوب } ما أصابنا من إعياء كما قالت اليهود حيث قالوا لما فرغ اللّه منها وضع إحدى رجليه على الأخرى واستراح يوم السبت كذب أعداء اللّه على اللّه

٣٩

{ فاصبر } يا محمد

{ على ما يقولون } على مقالة اليهود من الكذب ويقال اصبر على ما يقولون يعنى على مقالة المستهزئين وهم خمسة رهط قد ذكرتهم فى موضع آخر

{ وسبح بحمد ربك } صل بأمر ربك

{ قبل طلوع الشمس } وهى صلاة الغداة

{ وقبل الغروب } وهى صلاة الظهر والعصر

٤٠

{ ومن الليل فسبحه } فصل له صلاة المغرب والعشاء أو التهجد

{ وأدبار السجود } وهى ركعتان بعد المغرب

٤١

{ واستمع } يا محمد حتى تسمع صفة

{ يوم يناد المناد } ويقال اعمل يا محمد ليوم ينادى المنادى ويقال انتظر يا محمد يوم ينادى المنادى فى الصور

{ من مكان قريب } إلى السماء من صخرة بيت المقدس وهى أقرب مكان إلى السماء من الأرض باثنى عشر ميلا ويقال من مكان قريب يسمعون من تحت أقدامهم

٤٢

{ يوم يسمعون الصيحة بالحق } بالخروج من القبور

{ ذلك يوم الخروج } من القبور وهو يوم القيامة

٤٣

{ إنا نحن نحيي } للبعث

{ ونميت } فى الدنيا

{ وإلينا المصير } بعد الموت

٤٤

{ يوم تشقق الأرض } تتصدع الأرض

{ عنهم سراعا } وخروجهم من القبور سريعا

{ ذلك حشر } فى سوق

{ علينا يسير } هين

٤٥

{ نحن أعلم بما يقولون } البعث ويقال فى الدنيا

{ وما أنت } يا محمد

{ عليهم بجبار } بمسلط أن تجبرهم على الإيمان ثم أمره بعد ذلك بقتالهم

{ فذكر } عظ

{ بالقرآن من يخاف وعيد } ومن لا يخاف وعيد فانما يقبل عظتك من يخاف عذابى فى الآخرة 

ومن السورة التى يذكر فيها الذاريات 

﴿ ٠