الرحمن{ بسم اللّه الرحمن الرحيم } وهى كلها مكية آياتها ست وسبعون وكلماتها ثلاثمائة وإحدى وخمسون وحروفها ألف وستمائة وستة وثلاثون حرفا ١{ الرحمن علم القرآن } قال لما نزلت هذه الآية قل ادعوا اللّه أو ادعوا الرحمن قال كفار مكة أبو جهل والوليد وعتبة وشيبة وأصحابهم ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة الكذاب الذى يكون باليمامة فمن الرحمن يا محمد فأنزل اللّه ٢{ علم القرآن } جبريل وجبريل محمدا ومحمد أمته معناه بعث اللّه جبريل بالقرآن إلى محمد صلى اللّه عليه وسلم ومحمدا إلى أمته ٣{ خلق الإنسان } يعنى آدم من أديم الأرض ٤{ علمه البيان } ألهمه اللّه بيان كل شىء وأسماء كل دابة تكون على وجه الأرض ٥{ الشمس والقمر بحسبان } منازلهما بالحساب ويقال معلقان بين السماء والأرض ويقال عليهما حساب ولهما آجال كآجال الناس ٦{ والنجم والشجر يسجدان } للرحمن والنجم ما أنجمت الأرض وهو كل نبت لا يقوم على الساق والشجر ما يقوم على الساق ٧{ والسماء رفعها } فوق كل شىء لا ينالها شىء { ووضع الميزان } فى الأرض بين العدل بالميزان ٨{ ألا تطغوا } ألا تجوروا ولا تميلوا { في الميزان ٩{ وأقيموا الوزن بالقسط } لسان الميزان بالعدل ويقال لسان أنفسكم بالصدق { ولا تخسروا الميزان } لا تنقصوا الميزان فتذهبوا بحقوق الناس ١٠{ والأرض وضعها } بسطها على الماء { للأنام } للخلق كله الأحياء والأموات منهم ١١{ فيها } فى الأرض { فاكهة } ألوان الفاكهة { والنخل } ألوان النخل { ذات الأكمام } ذات الغلف والكفرى ما لم تنشق فهى كم ١٢{ والحب } الحبوب كلها { ذو العصف } ذو الورق { والريحان } السنبلة والثمر ١٣{ فبأي آلاء } فبأى نعماء { ربكما تكذبان } أيها الجن والإنس غير محمد صلى اللّه عليه وسلم تتجاحدان أنها ليست من اللّه وهكذا كل ما فى هذه السورة من قول فبأى آلاء ربكما تكذبان ١٤{ خلق الإنسان } يعنى آدم { من صلصال } من طين صال قد أنتن يتصلصل { كالفخار } كالذى يتخذ منه الفخار ١٥{ وخلق الجان } أبا الجن والشياطين { من مارج من نار } لا دخان لها ١٦{ فبأي آلاء ربكما تكذبان } فبأى نعماء ربكما تتجاحدان ١٧{ رب المشرقين } مشرق الشتاء مشرق الصيف { ورب المغربين } مغرب الشتاء ومغرب الصيف وهما مشرقان ومغربان مشرق الشتاء ومشرق الصيف لهما مائة وثمانون منزلا وكذلك للمغربين كذلك للقمر ويقال المشرق الشتاء والصيف مائة وسبعة وسبعون منزلا وكذلك للمغربين تطلع الشمس فى سنة يومين فى منزل واحد وكذلك تغرب يومين فى منزل واحد ١٨{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ١٩{مرج البحرين } أرسل البحرين العذب والمالح { يلتقيان } لا يختلطان ٢٠{ بينهما } بين العذب والمالح { برزخ } حاجز من اللّه { لا يبغيان } لا يختلطان ولا يغير كل واحد منهما طعم صاحبه ٢١{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ٢٢{ يخرج منهما } من المالح خاصة { اللؤلؤ } ما كبر { والمرجان } ما صغر منه ٢٣{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ٢٤{ وله الجوار المنشآت } السفن المنشآت المخلوقات المرفوعات { في البحر كالأعلام } كالجبال إذا رفع شراعهن ٢٥{ فبأي آلاء ربكما تكذبان } ٢٦{ كل من عليها } على وجه الأرض { فإن } يموت ويقال كل من عليها فان يفنى ويقال كل من عمل لغير اللّه يفنى ٢٧{ ويبقى وجه ربك } حى لا يموت ويقال ما ابتغى به وجه ربك من الأعمال الصالحة { ذو الجلال } ذو العظمة والسلطان { والإكرام } التجاوز والإحسان ٢٨{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ٢٩{ يسأله من في السماوات } من الملائكة { والأرض } من المؤمنين فأهل الأرض يسألونه المغفرة والتوفيق والعصمة والكرامة والرزق { كل يوم هو في شأن } منه شأن شأنه أن يحيى ويميت ويعز ويذل ويولد مولودا ويفك أسيرا وشأنه أكثر من أن يحصى ٣٠{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ٣١{ سنفرغ لكم } سنحفظ عليكم أعمالكم فى الدنيا ونحاسبكم بها يوم القيامة { أيها الثقلان } الجن والإنس ٣٢{ فبأي آلاء ربكما تكذبان } ويقول لكم ٣٣{ يا معشر الجن والإنس إن استطعتم } قدرتم { أن تنفذوا } تخرجوا { من أقطار } أطراف { السماوات والأرض } وصفوف الملائكة { فانفذوا } فاخرجوا وفروا { لا تنفذون } لا تقدروا أن تخرجوا { إلا بسلطان } بعذر وحجة ٣٤{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ٣٥{ يرسل عليكما } إذا خرجتم من القبور أيها الجن والإنس { شواظ } لهب { من نار } لا دخان لها { ونحاس } دخان يسوقانكما إلى المحشر { فلا تنتصران } فلا تمتنعان من السوق ٣٦{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ٣٧{ فإذا انشقت السماء } بنزول الملائكة وهيبة الرب { فكانت وردة } فصارت ملونة { كالدهان } كألوان الدهن ويقال وردة كألوان الورد ويقال كالأديم المغربى أى حمرة مع السواد ٣٨{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ٣٩{ فيومئذ } وهو يوم القيامة بعد الفراغ من الحساب { لا يسأل عن ذنبه } عن عمله { إنس ولا جان } المؤمن يعرف ببياض وجهه أغر محجل ويقال لا يسئل عن ذنب الإنس والجن وعن ذنب الجن والإنس ٤٠{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ٤١{يعرف المجرمون بسيماهم } المشركون بسواد وجوههم وزرقة أعينهم { فيؤخذ بالنواصي والأقدام } فيجمع النواصى بالأقدام فيطرحون فى النار ٤٢{ فبأي آلاء ربكما تكذبان } ويقولون لهم الزبانية ٤٣{ هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون } المشركون فى الدنيا أنها لا تكون ٤٤{ يطوفون بينها } بين النار { وبين حميم آن } ماء حار قد انتهى حره ٤٥{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ٤٦{ ولمن خاف } عند المعصية { مقام ربه } بين يدي ربه مقامه فانتهى عن المعصية فله { جنتان } بستانان فى بساتين جنة عدن وجنة الفردوس ٤٧{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ٤٨{ ذواتا أفنان } أغصان وألوان ٤٩{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ٥٠{ فيهما } فى البساتين { عينان تجريان } على أهل الجنة بالخير والرحمة والكرامة والبركة والزيادة من اللّه ٥١{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ٥٢{ فيهما } فى البساتين { من كل فاكهة } من ألوان كل فاكهة { زوجان } لونان فى المنظر والمطعم ٥٣{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ٥٤{ متكئين } جالسين ناعمين { على فرش بطائنها } ظواهرها { من إستبرق } ما ثخن من الديباج وبطائنها من سندس ما لطف من الديباج { وجنى الجنتين دان } اجتناء البساتين دان قريب يناله القاعد والقائم ٥٥{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ٥٦{ فيهن } فى الجنان كلها { قاصرات الطرف } جوار غاضات الطرف قانعات بأزواجهن لا ينظرن إلى غير أزواجهن { لم يطمثهن } لم يجامعهن ويقال لم يطمثهن لم يجنبهن { آنس } للانس إنس { قبلهم } قبل أزواجهن { ولا جان } ولا للجن جن قبل أزواجهن ٥٧{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ٥٨{ كأنهن } فى الصفاء { الياقوت } كالياقوت { والمرجان } كالمرجان فى البياض ٥٩{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ٦٠{ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان } يقول هل جزاء من أنعمنا عليه بالتوحيد إلا الجنة ٦١{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ٦٢{ ومن دونهما } من دون البساتين الأولين { جنتان } أخريان فالأوليان أفضل منهما وهاتان دونهما جنة النعيم وجنة المأوى ٦٣{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ٦٤{ مدهامتان } خضراوان يضرب لونهما إلى السواد لكثرة ريهما ٦٥{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ٦٦{ فيهما } فى الجنتين { عينان نضاختان } فوارتان ويقال ممتلئتان بالخير والبركة والرحمة والكرامة والزيادة من اللّه ٦٧{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ٦٨{ فيهما } فى الجنتين { فاكهة } ألوان الفاكهة { ونخل } ألوان النخل { ورمان } ألوان الرمان فى الطعم والمنظر ٦٩{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ٧٠{ فيهن } فى الجنان الأربع ويقال فى الجنان كلها { خيرات حسان } جوار خير لأزواجهن حسان الوجوه ويقال حسان الأعين ٧١{ فبأي آلاء ربكما تكذبان } ٧٢{حور } بيض { مقصورات } محبوسات على أزواجهن { في الخيام } فى خيام الدر المجوف ٧٣{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ٧٤{ لم يطمثهن } لم يجامعهن ويقال لم يجنبهن { إنس قبلهم } للانس إنس قبل أزواجهن { ولا جان } ولا للجن جن قبل أزواجهن ٧٥{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} ٧٦{ متكئين } جالسين ناعمين { على رفرف } مجالس ويقال رياض { خضر وعبقري } طنافس مخملة ملونة { حسان } ويقال زرابى حسان ملونة ٧٧{ فبأي آلاء ربكما تكذبان } فبأى نعماء ربكما أيها الجن والإنس غير محمد صلى اللّه عليه وسلم تكذبان تتجاحدان أنها ليست من اللّه ٧٨{ تبارك اسم ربك } ذو بركة ورحمة ويقال تعالى وتبرأ عن الولد والشريك { ذي الجلال } ذى العظمة والسلطان { والإكرام } والتجاوز والإحسان إذا قامت القيامة ومن السورة التى يذكر فيها الواقعة |
﴿ ٠ ﴾