الممتحنة

{ بسم اللّه الرحمن الرحيم }

وهى كلها مدنية آياتها ثلاثة عشر وكلماتها ثلثمائة وثمان وأربعون وحروفها ألف وخمسمائة وعشرة أحرف قوله تعالى

١

{ يا أيها الذين آمنوا } يعنى حاطبا

{ لا تتخذوا عدوي } فى الدين

{ وعدوكم } فى القتل يعنى كفار مكة

{ أولياء } فى العون والنصرة

{ تلقون إليهم بالمودة } توجهون إليهم الكتاب بالعون والنصرة

{ وقد كفروا بما جاءكم } يعنى حاطبا

{ من الحق } من الكتاب والرسول

{ يخرجون الرسول } يعنى محمدا صلى اللّه عليه وسلم من مكة

{ وإياكم } وإياك يا حاطب

{ أن تؤمنوا } لقبل إيمانكم

{ باللّه ربكم إن كنتم } إذ كنتم

{ خرجتم جهادا } إن كنت يا حاطب خرجت من مكة إلى المدينة للجهاد

{ في سبيلي } فى طاعتى

{ وابتغاء مرضاتي } طلب رضائى

{ تسرون إليهم بالمودة } لا تسروا إليهم الكتاب بالعون والنصرة

{ وأنا أعلم بما أخفيتم } يعنى بما أخفيت يا حاطب من الكتاب ويقال من التصديق

{ وما أعلنتم } يقول وما أعلنت يا حاطب من العذر ويقال من التوحيد

{ ومن يفعله منكم } يا معشر المؤمنين مثل ما فعل حاطب

{ فقد ضل سواء السبيل } فقد ترك قصد طريق الهدى

٢

{ إن يثقفوكم } إن يغلب عليكم أهل مكة

{ يكونوا لكم أعداء } يتبين لكم أنهم أعداء لكم فى القتل

{ ويبسطوا إليكم } يمدوا إليكم

{ أيديهم } بالضرب

{ وألسنتهم بالسوء } بالشتم والطعن

{ وودوا } تمنوا كفار مكة

{ لو تكفرون } أن تكفروا باللّه بعد إيمانكم بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن وهجرتكم إلى رسول اللّه

٣

{ لن تنفعكم أرحامكم } بمكة إن كفرتم باللّه

{ ولا أولادكم يوم القيامة } من عذاب اللّه

{ يفصل بينكم } يفرق بينكم وبين المؤمنين يوم القيامة ويقال يقضى بينكم على هذا

{ واللّه بما تعملون } من الخير والشر

{ بصير 

٤

{ قد كانت لكم } قد كانت لك يا حاطب

{ أسوة حسنة } اقتداء صالح

{ في إبراهيم } فى قول إبراهيم

{ والذين معه } وفى قول الذين معه من المؤمنين

{ إذ قالوا لقومهم } لقرابتهم الكفار

{ إنا برآء منكم } من قرابتكم ودينكم

{ ومما تعبدون من دون اللّه } من الأوثان

{ كفرنا بكم } تبرأنا منكم ومن دينكم

{ وبدأ } ظهر

{ بيننا وبينكم العداوة } بالقتل والضرب

{ والبغضاء } فى القلب

{ أبدا حتى تؤمنوا باللّه وحده } حتى تقروا بوحدانية اللّه

{ إلا قول إبراهيم } غير قول إبراهيم

{ لأبيه لأستغفرن لك } لأنه كان عن موعدة وعدها إياه فلما مات على الكفر تبرأ منه فقال له

{ وما أملك لك من اللّه } من عذاب اللّه

{ من شيء } ثم علمهم كيف يقولون فقال قولوا

{ ربنا } يا ربنا

{ عليك توكلنا } وثقنا

{ وإليك أنبنا } أقبلنا إلى طاعتك

{ وإليك المصير } المرجع فى الآخرة

٥

{ ربنا } قولوا يا ربنا

{ لا تجعلنا فتنة } بلية

{ للذين كفروا } كفار مكة يقولون لا تسلطهم علينا فيظنوا أنهم على الحق ونحن على الباطل فتزيدهم بذلك جراءة علينا

{ واغفر لنا } ذنوبنا

{ ربنا } يا ربنا

{ إنك أنت العزيز } بالنقمة لمن لا يؤمن بك

{ الحكيم } بالنصرة لمن آمن بك

٦

{ لقد كان لكم } لقد كان لك يا حاطب

{ فيهم } فى قول إبراهيم وفى قول الذين معه من المؤمنين

{ أسوة حسنة } اقتداء صالح

{ لمن كان يرجو اللّه } يخاف اللّه

{ واليوم الآخر } بالبعث بعد الموت فهلا قلت يا حاطب مثل ما قال إبراهيم ومن آمن به

{ ومن يتول } يعرض عما أمره اللّه

{ فإن اللّه هو الغني } عنه وعن خلقه

{ الحميد } لمن وحده ويقال الحميد يشكر اليسير من أعمالهم ويجزى الجزيل من ثوابه

٧

{ عسى اللّه } عسى من اللّه واجب

{ أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم } خالفتم فى الدين

{ منهم } من أهل مكة

{ مودة } صلة وتزويجا فتزوج النبى صلى اللّه عليه وسلم عام فتح مكة أم حبيبة بنت أبى سفيان فهذا كان صلة بينهم وبين رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم

{ واللّه قدير } بظهور نبيه على كفار قريش

{ واللّه غفور } متجاوز لمن تاب منهم من الكفر وآمن باللّه

{ رحيم } لمن مات منهم على الإيمان والتوبة

٨

{ لا ينهاكم اللّه عن الذين } عن صلة ونصرة الذين

{ لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم } مكة ولم يعينوا أحدا على إخراجكم من مكة

{ أن تبروهم } أن تصلوهم وتنصروهم

{ وتقسطوا إليهم } تعدلوا بينهم بوفاء العهد

{ إن اللّه يحب المقسطين } العادلين بوفاء العهد وهم خزاعة قوم هلال ابن عويمر وخزيمة وبنو مدلج صالحوا النبى قبل عام الحديبية على ألا يقاتلوه ولا يخرجوه من مكة ولا يعينوا أحدا على إخراجه فلذلك لم ينه اللّه عن صلتهم

٩

{ إنما ينهاكم اللّه عن الذين } عن صلة الذين

{ قاتلوكم في الدين } وهم أهل مكة

{ وأخرجوكم من دياركم } من مكة

{ وظاهروا } عاونوا

{ على إخراجكم } من مكة

{ أن تولوهم } أن تصلوهم

{ ومن يتولهم } فى العون والنصرة

{ فأولئك هم الظالمون } الضارون لأنفسهم

١٠

{ يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات } المقرات باللّه

{ مهاجرات } من مكة إلى الحديبية أو إلى المدينة

{ فامتحنوهن } فاسئلوهن واستحلفوهن لماذا جئتن

{ اللّه أعلم بإيمانهن } بمستقر قلوبهن على الإيمان

{ فإن علمتموهن مؤمنات } بالامتحان

{ فلا ترجعوهن } لا تردوهن

{ إلى الكفار } إلى أزواجهن الكفار

{ لا هن } يعنى المؤمنات

{ حل لهم } لأزواجهن الكفار

{ ولا هم } يعنى الكفار

{ يحلون لهن } للمؤمنات يقول لا تحل مؤمنة لكافر ولا كافرة لمؤمن

{ وآتوهم ما أنفقوا } أعطوا أزواجهن ما أنفقوا عليهن من المهر نزلت هذه الآية فى سبيعة بنت الحرث الأسلمية جاءت إلى النبى صلى اللّه عليه وسلم عام الحديبية مسلمة وجاء زوجها مسافر فى طلبها فأعطى النبى صلى اللّه عليه وسلم لزوجها مهرها وكان قد صالح النبى صلى اللّه عليه وسلم أهل مكة عام الحديبية قبل هذه الآية على أن من دخل منا فى دينكم فهو لكم ومن دخل فى ديننا فهو رد إليكم وأيما امرأة دخلت منا فى دينكم فهى لكم وتؤدون مهرها إلى زوجها وأيما امرأة منكم دخلت فى ديننا فيؤدى مهرها إلى زوجها فلذلك أعطى النبى صلى اللّه عليه وسلم مهر سبيعة لزوجها مسافر

{ ولا جناح } لا حرج

{ عليكم } يا معشر المؤمنين

{ أن تنكحوهن } أن تتزوجوهن يعنى اللاتى دخلن فى دينكم من الكفار

{ إذا آتيتموهن } أعطيتموهن

{ أجورهن } مهورهن يقول أيما امرأة أسلمت وزوجها كافر فقد انقطع ما بينها وبين زوجها من عصمة ولا عدة عليها من زوجها الكافر وجاز لها أن تتزوج إذا استبرأت

{ ولا تمسكوا بعصم الكوافر } لا تأخذوا بعقد الكوافر يقول أيما امرأة كفرت باللّه فقد انقطع ما بينها وبين زوجها المؤمن من العصمة ولا تعتدوا بها من أزواجكم

{ واسألوا ما أنفقتم } يقول اطلبوا من أهل مكة ما أنفقتم على أزواجكم إن دخلن دينهم

{ وليسألوا } ليطلبوا منكم

{ ما أنفقوا } على أزواجهم من المهر إن دخلن فى دينكم وعلى هذا صالحهم النبى صلى اللّه عليه وسلم أن يؤدوا بعضهم إلى بعض مهور نسائهم إن أسلمن أو كفرن

{ ذلكم حكم اللّه } فريضة اللّه

{ يحكم بينكم } وبين أهل مكة

{ واللّه عليم } بصلاحكم

{ حكيم } فيما حكم بينكم وهذه الآية منسوخة بالإجماع إلى

١١

{ وإن فاتكم شيء من أزواجكم } يقول إن رجعت واحدة من أزواجكم

{ إلى الكفار } ليس بينكم وبينهم العهد والميثاق

{ فعاقبتم } فغنمتم من العدو

{ فأتوا } فأعطوا

{ الذين ذهبت أزواجهم } رجعت أزواجهم إلى الكفار

{ مثل ما أنفقوا } عليهن من المهر والغنيمة قبل الخمس

{ واتقوا اللّه } اخشوا اللّه فيما أمركم

{ الذي أنتم به مؤمنون } مصدقون وجميع من ارتدت من نساء المؤمنين ست نسوة منهن امرأتان من نساء عمر بن الخطاب أم سلمة وأم كلثوم بنت جرول وأم الحكم بنت أبى سفيان كانت تحت عباد بن شداد الفهرى وفاطمة بنت أبى أمية بن المغيرة وبروع بنت عقبة كانت تحت شماس بن عثمان من بنى مخزوم وعبدة بنت عبد العزى ابن نضلة وزوجها عمرو بن عبدود وهند بنت أبى جهل ابن هشام كانت تحت هاشم بن العاص بن وائل السهمى فأعطاهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مهر نسائهم من الغنيمة

١٢

{ يا أيها النبي } يعنى محمدا

{ إذا جاءك المؤمنات } نساء أهل مكة بعد فتح مكة

{ يبايعنك } يشارطنك

{ على أن لا يشركن باللّه شيئا } من الأصنام ولا يستحللن ذلك

{ ولا يسرقن } ولا يستحللن

{ ولا يزنين } ولا يستحللن الزنا

{ ولا يقتلن أولادهن } ولا يدفن بناتهن أحياء ولا يستحللن ذلك

{ ولا يأتين ببهتان } ولا يجئن بولد من الزنا

{ يفترينه } على الزوج ويضعنه

{ بين أيديهن وأرجلهن } لتقول لزوجها هو منك وأنا ولدته

{ ولا يعصينك في معروف } فى جميع ما تأمرهن وتنهاهن من ترك النوح وجز الشعر وتمزيق الثياب وخمش الوجوه وشق الجيوب وحلق الرءوس وأن لا يخلون مع غريب وأن لا يسافرن سفر ثلاثة أيام أو أقل من ذلك مع غير ذى محرم منهن

{ فبايعهن } على هذا فشارطهن على هذا

{ واستغفر لهن اللّه } فيما كان منهن فى الجاهلية

{ إن اللّه غفور } متجاوز بعد فتح مكة بما كان منهن فى الجاهلية

{ رحيم } بما يكون منهن فى الإسلام

١٣

{ يا أيها الذين آمنوا } يعنى عبد اللّه بن أبى وأصحابه

{ لا تتولوا } فى العون والنصرة وإفشاء سر محمد صلى اللّه عليه وسلم

{ قوما غضب اللّه عليهم } سخط اللّه عليهم مرتين وهم اليهود حين قالوا يد اللّه مغلولة ومرة أخرى بتكذيبهم محمدا صلى اللّه عليه وسلم

{ قد يئسوا من الآخرة } من نعيم الجنة

{ كما يئس الكفار } كفار مكة

{ من أصحاب القبور } من رجوع أهل المقابر ويقال من سؤال منكر ونكير ويقال لا تتولوا قوما غضب اللّه عليهم ولكن كونوا ممن سبح اللّه وصلى

ومن السورة التى يذكر فيها الصف

﴿ ٠