الصف{ بسم اللّه الرحمن الرحيم } وهى كلها مدنية آياتها أربع عشرة وكلماتها مائتان وإحدى وعشرون وحروفها تسعمائة وستة وعشرون قوله تعالى ١{ سبح للّه } يقول صلى للّه ويقال ذكر اللّه { ما في السماوات } من الخلق { وما في الأرض } من الخلق وكل شىء حى { وهو العزيز } بالنقمة لمن لا يؤمن به { الحكيم } فى أمره وقضائه أمر أن لا يعبد غيره ٢{ يا أيها الذين آمنوا } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن { لم تقولون ما لا تفعلون } لم تتكلمون بما لا تعملون به وذلك أنهم قالوا لو نعلم يا رسول اللّه أى عمل أحب إلى اللّه لفعلناه فدلهم اللّه على ذلك وقال يأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم فى الآخرة من عذاب أليم وجيع يخلص وجعه إلى قلوبكم فمكثوا بعد ذلك ما شاء اللّه ولم يبين لهم ما هى فقالوا ليتنا نعلم ما هى لنبذل فيها أموالنا وأنفسنا وأهلينا فبين اللّه تعالى لهم فقال تؤمنون باللّه ورسوله تستقيمون على إيمانكم باللّه ورسوله وتجاهدون فى سبيل اللّه فى طاعة اللّه بأموالكم وأنفسكم الآية فابتلوا بذلك يوم أحد ففروا من النبى صلى اللّه عليه وسلم فلامهم على ذلك فقال يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون لم تعدون مالا توفون وتتكلمون بما لا تعملون ٣{ كبر مقتا } عظم بغضا { عند اللّه أن تقولوا ما لا تفعلون } أن تعدوا بما لا توفون وتتكلموا بما لا تعملون ٤ثم حرضهم على الجهاد فى سبيله فقال { إن اللّه يحب الذين يقاتلون في سبيله } فى طاعته { صفا } فى القتال { كأنهم بنيان مرصوص } ملتزق قد رص بعضه إلى بعض ٥{ و } اذكر يا محمد { إذ قال } قد قال { موسى لقومه } المنافقين { يا قوم لم تؤذونني } بما تقولون على وكانوا يقولون إنه آدر وقد بين قصته فى سورة الأحزاب { وقد تعلمون أني رسول اللّه إليكم فلما زاغوا } مالوا عن الحق والهدى { أزاغ اللّه } أمال اللّه { قلوبهم } عن الحق والهدى ويقال فلما زاغوا كذبوا موسى أزاغ اللّه صرف اللّه قلوبهم عن التوحيد ويقال فلما زاغوا مالوا عن الحق والهدى أزاغ اللّه قلوبهم زاد اللّه زيغ قلوبهم { واللّه لا يهدي } لا يرشد إلا دينه { القوم الفاسقين } الكافرين من كان فى علم اللّه أنه لا يؤمن ٦{ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول اللّه إليكم مصدقا } موافقا بالتوحيد وبعض الشرائع { لما بين يدي من التوراة } لما قبلى من التوراة { ومبشرا } وجئتكم مبشرا أبشركم { برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } يسمى أحمد الذى لا يذم ومحمد الذى يحمد { فلما جاءهم } عيسى ويقال محمد صلى اللّه عليه وسلم { بالبينات } بالأمر والنهى والعجائب التى أراهم { قالوا هذا سحر مبين } بين السحر والكذب ٧{ ومن أظلم } فى كفره { ممن افترى } اختلق { على اللّه الكذب } فجعل له ولدا وصاحبة { وهو يدعى إلى الإسلام } إلى التوحيد وهم اليهود دعاهم النبى صلى اللّه عليه وسلم إلى التوحيد { واللّه لا يهدي القوم الظالمين } لا يرشد إلى دينه اليهود من كان فى علم اللّه أنه يموت يهوديا ٨{ يريدون } يعنى اليهود والنصارى { ليطفئوا نور اللّه } ليبطلوا دين اللّه ويقال كتاب اللّه القرآن { بأفواههم } بألسنتهم وكذبهم { واللّه متم نوره } مظهر نور كتابه ودينه { ولو كره الكافرون } وإن كره اليهود والنصارى ومشركو العرب أن يكون ذلك ٩{ هو الذي أرسل رسوله } محمدا صلى اللّه عليه وسلم { بالهدى } بالتوحيد ويقال بالقرآن { ودين الحق } شهادة أن لا إله إلا اللّه { ليظهره على الدين كله } على الأديان كلها فلا تقوم الساعة حتى لا يبقى أحد إلا دخل فى الإسلام أو أدى إليهم الجزية { ولو كره المشركون } وإن كره اليهود والنصارى ومشركو العرب أن يكون ذلك ١٠{ يا أيها الذين آمنوا } وقد بينهم فى أول السورة { هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم } وجيع فى الآخرة باللظى ١١{ تؤمنون باللّه ورسوله } تصدقون بإيمانكم باللّه ورسوله إن فسرت على المنافقين { وتجاهدون في سبيل اللّه } فى طاعة اللّه { بأموالكم وأنفسكم } بنفقة أموالكم وخروج أنفسكم { ذلكم } الجهاد { خير لكم } من الأموال { إن كنتم تعلمون } تصدقون بثواب اللّه ١٢{ يغفر لكم ذنوبكم } بالجهاد والنفقة فى سبيل اللّه { ويدخلكم جنات } بساتين { تجري من تحتها } من تحت شجرها ومساكنها { الأنهار } أنهار الخمر والماء والعسل واللبن { ومساكن طيبة } حلالا لكم ويقال طاهرة ويقال حسنة جميلة ويقال طيبة قد طيبها اللّه بالمسك والريحان { في جنات عدن } فى دار الرحمن { ذلك } الذى ذكرت { الفوز العظيم } النجاة الوافرة فازوا بالجنة ونجوا من النار ١٣{ وأخرى } وتجارة أخرى { تحبونها } تتمنون وتشتهون أن تكون لكم { نصر من اللّه } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم على كفار قريش { وفتح قريب } عاجل فتح مكة { وبشر المؤمنين } المخلصين بالجنة إن كانوا كذلك ١٤{ يا أيها الذين آمنوا } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن { كونوا أنصار اللّه } لمحمد صلى اللّه عليه وسلم على عدوه ويقال أعوان اللّه على أعدائه { كما قال عيسى ابن مريم للحواريين } لأصفيائه { من أنصاري إلى اللّه } من أعوانى مع اللّه على أعدائه { قال الحواريون } أصفياؤه { نحن أنصار اللّه } أعوانك مع اللّه على أعدائه وكانوا اثنى عشر رجلا أول من آمنوا به ونصروه على أعدائه وكانوا قصارين { فآمنت طائفة } جماعة { من بني إسرائيل } بعيسى ابن مريم { وكفرت طائفة } جماعة بعيسى ابن مريم وهم الذين أضلهم بولس والذين لم يؤمنوا به { فأيدنا } أعنا وقوينا { الذين آمنوا } بعيسى ابن مريم وهم الذين لم يخالفوا دين عيسى { على عدوهم } الذين خالفوا دين عيسى { فأصبحوا } فصاروا { ظاهرين } غالبين بالحجة على أعدائهم لصلاتهم للّه ويقال لأنهم ممن يسبح ومن السورة التى يذكر فيها الجمعة |
﴿ ٠ ﴾